الحزمي
وقدوم امتحاناته نضع أمام وزارة التربية والتعليم قضيتين تحتاج إلى سرعة الحل
والنظر في مستقبل الطلاب والعمل لتحقيق الهدف السامي.
فالتعليم هو الرسالة
السامية التي يتحملها على عاتقهم من يعرفون الأمانة ويتحملون تبعاتها وكما هو بديهي
للجميع أن التربية قبل التعليم والتربية تتمثل في التربية الأخلاقية والدينية
والتربية البدنية والفكرية وهي التي تحدد ملامح مستقبل طالب العلم، ومن ثم دور
التعليم والذي يعاني ويشكو ولا أحد يسمع، فمدارس تقفل ومدارس تعلن أيامها جل
إجازة ومدراء أفكارهم لا تمت إلى التربية ولا التعليم بصلة، وإذا تطرقنا إلى
التعليم الأساسي والثانوي وتركنا مسألة التعليم العالي والجامعي إلى الأيام القادمة
لتناول قضايا هموم الطالب ورسوم التعليم الموازي ومعاناة هيئة التدريس واغلب ما يحز
في النفس ويدعو إلى التوقف أمامه وإيجاد الحلول السريعة والهادفة، ففي كثير من
الدول يعهد المسؤولين إلى أصحاب الخبرات الواسعة والأشخاص الذين يتحملون هذه
المسؤولية هم من ذوي المعارف الواسعة لأنهم يتحملون عبء تعليم أطفال في المراحل
الأولى فيخلقون لهم جوا من الألفة والمحبة وحب التعليم وجعل هدفهم التربية قبل
التعليم، بدلا من أن يرجع الطفل إلى أبويه يوميا وقد تعلم بعض الألفاظ الغير لائقة
وبعض التصرفات والعادات السيئة التي تجعل الأبوين يندمون على قرار إدخال أطفالهم
إلى دار الحضانة والسبب أنهم موظفون، ولهذا يجب أن تفعل الرقابة على دور الحضانة
ومدارس التمهيدي ورياض الأطفال.
وإلى المدارس الحكومية والأهلية على حد سواء،
فالأولى تتحدث عن مجانية التعليم والثانية تتحدث عن استثمار التعليم وطبعا لا وجود
إلى التربية إلا فيما نعرف فهي من وجهة نظرهم مسؤولية الوالدين وليس المدارس أو
وزارة التعليم، ومن هموم الرسوم الدراسية والكتب التي يتأخر صرفها أحيانا إلى نصف
العام إن لم يكن آخره،فالعصابات التي تقوم بالاعتداء على المدرسين ما هي إلا بسبب
سوء تعامل المدرسين أنفسهم مع التربية قبل التعليم، وهذا يخلق للطلاب أجواء من
التصرفات الطائشة واللامسؤولة بحكم أعمارهم ومستويات تعليمهم وما تلقونه على أيدي
هؤلاء المعلمون أو من سبقوهم.
الشكاوي كثيرة هنا وهناك فتخيلوا على سبيل المثال
لا الحصر والمشكلة الأولى في مديرية شرعب الرونة من يصدق أن هناك مدرسة تحمل اسم 26
سبتمبر في الزراري وهي مدرسة أساسية أولاد وبنات، ليس فيها سوى ثلاثة مدرسين فقط،
وبارك الله فيهم فالشهر من وجهة نظرهم ما هو إلا عشرة أيام فقط، فتخيلوا ماذا يعمل
الطلاب وهم داخل الفصول من الساعة 8- 11ظهرا ولا معلم ولا رقيب أو حسيب، فأكثر من
600 طالب وطالبة بدون مستقبل فالطلاب يفضلون التوقف عن الدراسة والتوجه إلى أقرب
محافظة مثل الحديدة أو عدن أو أمانة العاصمة وغيرها، فقد وجدوا أن من سبقوهم لم
يكملوا دراستهم حتى وفيهم بعض ممن حصلوا على درجة أوائل الجمهورية، ومع ذلك يضيع
مستقبلهم أمام الجميع، وقد كثرت الشكاوي وزادت التصرفات الغريبة فلا المدرسون
الثلاثة معتمدون وليس لديهم رواتب، فرواتبهم على الطلاب ويتكفل بها أولياء الأمور،
وفي نهاية كل عام يتم تحصيل مقابل الامتحانات ويتساوى الجميع في النتائج والمقابل
لا يتعدى أحيانا ألف ريال، ولعل وجود كثير من الخريجين الجامعيين والأكاديميين هو
ما يدعو للعجب إذ أنهم بدون عمل، وقد افنوا سنيناً من أعمارهم في ملاحقة الحلم وهو
الحصول على الوظيفة، ولكن شهاداتهم معلقة وهم يعملون في أسواق القات وليس لديهم أي
عمل، فأين اعتماد المدرسين المقر من وزارة التربية والتعليم لهذه المدرسة، وأين
مكتب التربية محافظة تعز ؟ وأين المركز التعليم في المديرية وأين المجلس المحلي؟
وهذا ما دفع الكثيرون من الطلاب إلى ترك الدراسة والتوجه إلى مدن أخرى ليس لطلب
العلم وإنما لطلب الرزق، وحين تسأل عن الأسباب تجد الإجابة وهي أن المدير ينتمي إلى
حزب. . .
والإخوان لم يقوموا بإرسال باقي المدرسين، ومتى بالطبع هذه الأيام وعلى
أخر العام ووينكم يا عالم؟؟ المشكلة الثانية في مديرية بعدان سوق الخميس المحشاش -
مدرسة الفتح، تخيلوا حسب ما سمعنا من شكاوي المواطنين أن مدرسي المدرسة يعملون في
أشغال أخرى تتمثل في قيادة باصات النقل الأجرة، وأحضروا غيرهم ليقوم بالتدريس بدلا
عنهم بالاتفاق مع مدير المركز التعليمي أو مدير المدرسة وهذا يحصل في أماكن كثيرة،
فتركوا المدرسة والطلاب، ولا أحد يسأل ! نحن سنوجه اللوم إلى أولياء الأمور أحيانا
لأنهم لم يتابعوا أولادهم في المدارس، وسنجد أغلب الآباء لم يدرس وهو أمي، وإلا
مغترب عن أسرته من أجل طلب لقمة عيش كريمة ومن أجل أن يكمل أولادهم الدراسة.
في
أمانة العاصمة الكثير والكثير من المدارس على حسب هواها فهذه المدرسة يخرج طلابها
الساعة 11 ظهراً وهذه المدرسة يخرج طلابها الساعة "1" عصرا، وكل مدرسة ولها توقيتها
وبرنامجها وكل شيء يحتاج له تفعيل الجانب الرقابي من قبل وزارة التربية والتعليم
والتي لديها مكاتب في كل المحافظات وموازنات مكاتبها تفوق موازنة دواوين محافظات
أحيانا، والتربية والتعليم أمانة في أعناقكم أيها المعلمون.
وفي عدن في أحدى
المرات حدثني أحدهم وهو مدرس حين سألته عن كيفية إعطاء طلاب درجات كبيرة وهم لا
يستحقونها فقال إن في الأرياف أو المناطق النائية تكون درجات الطلاب أكثر وهذا ما
يجعلهم مثارا للسخرية وهم في المدن ومتهمون بالتقصير في عملهم رغم توفر كل الأجواء
الملائمة للعمل، بعكس الريف، ولا يعرفون ما يحدث في الأرياف وكيف يتوجه كثير من
الطلاب الى الانتساب في مدارس المحافظات النائية من أجل ضمان درجات تخوله الحصول
على منحة حتى وهو لا يستحقها، فتجد مدرسي المدن حسب كلام الأستاذ من محافظة عدن
يتوجب عليهم من قبل مدرائهم أو المراكز التعليمية أن يعطوا الطلاب درجات
أكثر.
وفي بعض المدارس الأهلية تسمع كلمة المدير حين يقول للمعلين فيها لا يصح
أن يكون في قائمة صفوف المدرسة طالب راسب، لأن هذا يؤثر على سمعة المدرسة، فتجد
طلاب في الصف السادس لا يستطيع كتابة اسمه بالعربي وليس بالإنجليزي.
قبل أيام
ليست بقليلة سمعنا تصريح من وزير التربية والتعليم بأنه سيتم محاسبة كل المعلمين
ومدراء المدارس والذين عملوا على زرع فتنة المناطقية بين الطلاب وتركوهم يخرجون
للشوارع من أجل تكسير ممتلكات الشعب الخاصة والعامة، وسمعنا الكثير عن هذه المحاسبة
التي يبدو وأنها ستبدأ في العام 3500ميلادية إذا مد الله بالعمر والعافية لوزير
التربية والتعليم، فلم نسمع عن محاسبة أحد ولا عن سؤال أحد ولا حتى عن بحث أسباب،
فقط كل ما سمعناه هو بعض الخطوات الصحيحة التي قام بها مكتب تربية محافظة صنعاء قبل
حوالي شهرين من معاقبة وفصل وعزل مدراء مدارس ومدرسين منقطعين وشطب أسماؤهم، وهذا
بالطبع تصرف يحسب لمكتب التربية في محافظة صنعاء، وللعلم ولم يعلمون وهم بالتأكيد
يعلمون تماما أن هناك الكثير من المدرسين مغتربون خارج الوطن ولديهم مدرسين بدلاء
يقومون بالعمل بدلا عنهم، وهم خريجي ثانوية إن لم يكن إعدادية، وهذا بالاتفاق مع
مدير المدرسة ومدير المركز التعليمي وكل بالفلوس ماشي !!!، ومدرسين يستلمون رواتبهم
لسنوات عدة وهم منذ سنوات والله لم يمسكوا كتابا ولم يعرفوا حتى ما هو التدريس ولا
يفقه أحدهم حتى أن يقوم بإلقاء كلمة للطلاب وليس إعطائهم حصة.
في النهاية أتمنى
من السيد وزير التربية والتعليم النظر في مشاكل التعليم في الوطن ككل وليس الاهتمام
بالمكتب والديوان والمركز الإعلامي ومتابعة تصريحاته وترك حبل التعليم على الغارب
وكلا يتصرف على هواه، فلا موجهين يعملون بضمير إلا ما رحم ربك، ولا مدرسين يعرفون
الضمير من أصله إلا فيما ندر، فأين أنتم يا وزارة التربية والتعليم من كل هذا
؟؟!!.