;

"الحرف" مدرسة كلفت "50" مليون وجرفها السيل بذمار 1211

2010-05-25 16:12:49

علي
الربيعي


سوء التخطيط وسوء التقدير وسوء
الاختيار، والعبث، والاستهتار، غياب المحاسبة للمسؤولين المباشرين والتقصير في أداء
المهام والواجبات، غياب الرقابة، والإشراف والمتابعة كلها عوامل أدت إلى ضياع مدرسة
نموذجية تتكون من تسعة فصول ومرافقها. . إنها مدرسة "الحرف" في
وصاب العالي التي انتظرها
الناس سنين طويلة علَّ أبنائهم يحظون بقدر من التعليم في بناء حديث يساعدهم
على
التحصيل كبديل للمدارس القديمة التي بنيت بأيدي ومساهمات المواطنين
والتي تفتقر بالمجمل إلى أبسط مواصفات المباني المدرسية من الإضاءة إلى الإتساع،
إلى طريقة البناء والمرافق الملحقة التي تخلق نوعاً من الإيجابية لدى الطالب
وتهيئته نفسياً لتقبل وجوده في مدرسة تمتلك مواصفات مدارس الآخرين، ولكن. .
يا
فرحة ما تمت.
وعلى رأي إخواننا المصريين "جت اليتيمة تفرح ما لقت لفرحها
مطرح".
زار المدرسة سيل العرم عفواً سائلة وادي الصيح فأصبحت أثراً بعد عين،
لم يبقَ منها إلا الأعمدة وبعض الجدران لتدخل بذلك ضمن قوائم اليونسكو وتزامل أعمدة
معبد الشمس كجزء من الموروث الحضاري والتاريخي الإنساني واليمني.
ولكن. .
هناك
مشكلة بسيطة تفرق بين أعمدة المدرسة وأعمدة معبد الشمس تشبه ما كان يفعله جرجور في
مسلسل افتح يا سمسم للأطفال الرائع عندما كان يقف بين العمودين مردداً السيد جرجور
بين العمودين عمود من الشمال وعمود من اليمين، فيلتفت لليمين فيجد أن العمود لم يعد
على يمينه ويظل يلاحق العمودين حتى يتوسطهما ولا يستطيع.
واليوم هم محبو السيد
جرجور الذين يتلاحقون بين الأعمد بين الصدمة والمفاجئة، يفتقدون امرؤالقيس أو زهيرأ
أو طرفة ليعبروا لهم عن الإطلال ويتباكون عليها وعلى ذكرياتهم القريبة ويبكون
دراستهم المفقودة وعودتهم للمعاناة والدراسة في غرف هي أقرب لاسطبلات البقر منها
لدراسة البشر.
كانوا محظوظين جداً ربما لبراءتهم ولرحمة الله بهم، لأن الأمطار
هطلت ليلاً ولو أنها هطلت نهاراً لأصبحوا بين مفقود ومرمي على الشجر أو مدروس تحت
الطين والطمي، مثل أطفال إعصار كاترينا.
جاءت الأمطار ليفرج الله بها كرب الناس
بعد معاناتهم من الجفاف وابتهالهم وتضرعهم بعد ما شارفوا على الهلاك مع بهائمهم
فاستبشروا وفرحوا وكان لسان الحال يقول لهم لا تفرحوا "إن الله لا يحب
الفرحين".
فمدرستهم التي كلف بناؤها حوالي الخمسين مليون بنيت في السائلة، وكأن
الأرض ضاقت بما رحبت فلم تستوعبها إلا السائلة، إنه الاستهتار واللامبالاة
والمزاجية العفنة وكأن المسؤولين عن عن بنائها توفرت لهم ضمانات سماوية بعدم اقتراب
الماء منها أو أنهم تخيلوها سفينة نوح عليه السلام ستطفو على المياه وتنقذ
البشر.
هذه إحدى صور الهدر للمال العام والاستهتار بالنتائج والاستخفاف
بالمسؤولية وغياب الضمائر والأهم من ذلك كله غياب المحاسبة التي شجعت على كل هذا
العبث والتلاعب وجعلت كل شيئ خاضعاً للعشوائية والمزاجية.
هل تستطيع محافظة ذمار
التحقيق والبحث عن المتسبب في هذا أو محاسبته أو المهندس والمقاول والمشرف
ومحاسبتهم وتحميلهم كامل المسؤولية؟ أم أن المسؤولية يتحملها المطر ويدفع ثمنها
السيل، لأنه مر في طريق غير طريقه ولم يحترم المدرسة ولا أبنائها العباقرة؟ نتمنى
ذلك، وإلا فاهدروا والأموال في السيول. .
فإننا نملك خزائن لا تنفذ ولا تنتهي
وجيوباً وبطوناً لا تشبع ولا تمتلئ.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد