محمد
أمين الداهية
أمين الداهية
يتساءل الكثير من الناس عن السبب
الرئيسي الذي يجعل ممن يطلق عليهم ملائكة الرحمة أن يتساءل الكثير من الناس عن السبب الرئيسي
الذي يجعل ممن يطلق عليهم ملائكة الرحمة أن يكونوا أسرع استجابة وتفاعلاً مع الرشوة
والتي أصبح المصطلح البديل لها( أتعاب وسرعة انجاز)، فإذا انعدم لدى المريض المادة
التي تسيل لعاب البعض من الأطباء، اقرأ على ذلك المريض الفاتحة، فلا رحمة
تجدها ولا أدنى استشعار للأمانة والمسؤولية التي تحتم على الطبيب مساعدة المرضى
والقيام بواجبه تجاههم، إنها أزمة أخلاق وأمانة جاءت من رحم الإهمال الذي يعيشه
الطبيب اليمني، والراتب الضئيل الذي محال أن يضمن له حياة كريمة في ظل تفاقم
الأوضاع الاقتصادية وتفشي سياسة الإقصاء والاضطهاد من قبل المسؤولين المباشرين
الذين يتعاملون مع الطبيب أو الممرض وكأنه عبد يخدم في ملك سيده، أنا لا اعتبر هذا
مبرراً للتعامل بالرشى، إنما يعتبر ذلك من أهم الأسباب التي تجعل من بعض الأطباء
يصرفون النظر عن حالات طارئة تستدعي أن يقف ملائكة الرحمة عندها،ليكون اهتمامهم إما
لمن يدفع ما تيسر من بدل "اهتمام وسرعة انجاز"، أو لمن يأتي عن طريق الأخ المدير
العام أو رئيس القسم، أو ما شابه ذلك.
مأساة حقيقية يعيشها البسطاء المعدمون
الذين لفقرهم وبساطتهم أصبحوا عرضة للنهر والتهكم، والإهمال وعدم الاكتراث بحياتهم
، لأن بعض البرجوازيين وضعفاء النفوس من المرتشين، والحمقى يتعاملون مع البسطاء على
أنهم عبء على المجتمع ولا يمتلكون المشاعر التي تتوفر لدى الطبقة البرجوازية في حب
الحياة وضرورة التخلص من الأمراض والآلام التي تسكن أجسادهم ،ينظرون إلى الإنسان
الفقير على أن بإمكانه أن يحتمل الأوجاع التي تعتريه وإن قبضه الله إليه فلا أسف
عليه،الكثير من البسطاء يعانون أمراضاً والآماً وبسبب فاقتهم وعجزهم عن توفير
متطلبات المستشفيات والمتمثلة بالمال أو الوساطة، يموتون بأوجاعهم،بينما نجد من
يملك نفوذاً أو ما يسد به رمق بعض من لا يجب أن يطلق عليهم ملائكة رحمة حتى وإن لم
يكن بحاجة إلى توفير سرير رقود يوفر له ذلك ويحظى بعناية خاصة ومميزة، إننا في أمس
الحاجة إلى ثورة أخلاقية تكفل للبسطاء حق الحياة في زمن أصبحت الحياة فيه لبجابرة
المال والجاه والنفوذ،نحتاج إلى تغيير جذري لمناهجنا التعليمية الركيكة التي لم
تستطع أن تخلق وازعاً دينياً أو وطني ،فقد عجزت هذه المناهج في خلق أجيال تعرف
الإنسانية ومبادئها وقيمها السامية،فعندما يقع مجتمع فريسة للرشوة والوساطة
والنفوذ، وعندما نجد الوزارات الحكومية فاشلة فشلاً ذريعاً في مهامها ومسؤولياتها
تجاه مجتمعها، وعندما نجد مجتمع برمته يشكوا ويلات التقصير والإهمال في ظل موارد
وإمكانيات وموازنات مالية لم تحقق أدنى واجباتها تجاه المجتمع فيعني ذلك مستقبلاً
مظلماً ودماراً مجتمعياً ضحيته من لا ينهبون المال العام، ضحيته من لا يتفاخرون
ويتباهون بالبنيان والتجارات وأحدث الموديلات وأكثر السفريات باسم مهام وعلاقات
دولية، بينما نصيب الوطن والشعب من التنمية والحياة الكريمة مازال ضئيلاً جداً
ومازال انبثاق النور الذي سيعمي كل من يتآمرون على اليمن مرهوناً بنجاح هيئة مكافحة
الفساد والتي إلى اليوم رغم ما أنجزته إلا أنها لم تتجاوز بعد الخطوة الأولى التي
بدأتها.
أخيراً الاهتمام بالأطباء والممرضين اليمنيين يحد بشكل كبير من تفشي
داء" الاتعاب والانجاز السريع" ويمكن أن يحظى البسطاء بشيء من الاهتمام والانجاز
السريع للمشاوير الطويلة التي يفرضها عليهم روتين الفقر ويحرمهم حق التداوي في وطن
يعيش زمن القرن الواحد والعشرين ولم تستطع وزارة صحته الحد من انتشار حمى
الضنك.
aldhiad@yahoo.com
الرئيسي الذي يجعل ممن يطلق عليهم ملائكة الرحمة أن يتساءل الكثير من الناس عن السبب الرئيسي
الذي يجعل ممن يطلق عليهم ملائكة الرحمة أن يكونوا أسرع استجابة وتفاعلاً مع الرشوة
والتي أصبح المصطلح البديل لها( أتعاب وسرعة انجاز)، فإذا انعدم لدى المريض المادة
التي تسيل لعاب البعض من الأطباء، اقرأ على ذلك المريض الفاتحة، فلا رحمة
تجدها ولا أدنى استشعار للأمانة والمسؤولية التي تحتم على الطبيب مساعدة المرضى
والقيام بواجبه تجاههم، إنها أزمة أخلاق وأمانة جاءت من رحم الإهمال الذي يعيشه
الطبيب اليمني، والراتب الضئيل الذي محال أن يضمن له حياة كريمة في ظل تفاقم
الأوضاع الاقتصادية وتفشي سياسة الإقصاء والاضطهاد من قبل المسؤولين المباشرين
الذين يتعاملون مع الطبيب أو الممرض وكأنه عبد يخدم في ملك سيده، أنا لا اعتبر هذا
مبرراً للتعامل بالرشى، إنما يعتبر ذلك من أهم الأسباب التي تجعل من بعض الأطباء
يصرفون النظر عن حالات طارئة تستدعي أن يقف ملائكة الرحمة عندها،ليكون اهتمامهم إما
لمن يدفع ما تيسر من بدل "اهتمام وسرعة انجاز"، أو لمن يأتي عن طريق الأخ المدير
العام أو رئيس القسم، أو ما شابه ذلك.
مأساة حقيقية يعيشها البسطاء المعدمون
الذين لفقرهم وبساطتهم أصبحوا عرضة للنهر والتهكم، والإهمال وعدم الاكتراث بحياتهم
، لأن بعض البرجوازيين وضعفاء النفوس من المرتشين، والحمقى يتعاملون مع البسطاء على
أنهم عبء على المجتمع ولا يمتلكون المشاعر التي تتوفر لدى الطبقة البرجوازية في حب
الحياة وضرورة التخلص من الأمراض والآلام التي تسكن أجسادهم ،ينظرون إلى الإنسان
الفقير على أن بإمكانه أن يحتمل الأوجاع التي تعتريه وإن قبضه الله إليه فلا أسف
عليه،الكثير من البسطاء يعانون أمراضاً والآماً وبسبب فاقتهم وعجزهم عن توفير
متطلبات المستشفيات والمتمثلة بالمال أو الوساطة، يموتون بأوجاعهم،بينما نجد من
يملك نفوذاً أو ما يسد به رمق بعض من لا يجب أن يطلق عليهم ملائكة رحمة حتى وإن لم
يكن بحاجة إلى توفير سرير رقود يوفر له ذلك ويحظى بعناية خاصة ومميزة، إننا في أمس
الحاجة إلى ثورة أخلاقية تكفل للبسطاء حق الحياة في زمن أصبحت الحياة فيه لبجابرة
المال والجاه والنفوذ،نحتاج إلى تغيير جذري لمناهجنا التعليمية الركيكة التي لم
تستطع أن تخلق وازعاً دينياً أو وطني ،فقد عجزت هذه المناهج في خلق أجيال تعرف
الإنسانية ومبادئها وقيمها السامية،فعندما يقع مجتمع فريسة للرشوة والوساطة
والنفوذ، وعندما نجد الوزارات الحكومية فاشلة فشلاً ذريعاً في مهامها ومسؤولياتها
تجاه مجتمعها، وعندما نجد مجتمع برمته يشكوا ويلات التقصير والإهمال في ظل موارد
وإمكانيات وموازنات مالية لم تحقق أدنى واجباتها تجاه المجتمع فيعني ذلك مستقبلاً
مظلماً ودماراً مجتمعياً ضحيته من لا ينهبون المال العام، ضحيته من لا يتفاخرون
ويتباهون بالبنيان والتجارات وأحدث الموديلات وأكثر السفريات باسم مهام وعلاقات
دولية، بينما نصيب الوطن والشعب من التنمية والحياة الكريمة مازال ضئيلاً جداً
ومازال انبثاق النور الذي سيعمي كل من يتآمرون على اليمن مرهوناً بنجاح هيئة مكافحة
الفساد والتي إلى اليوم رغم ما أنجزته إلا أنها لم تتجاوز بعد الخطوة الأولى التي
بدأتها.
أخيراً الاهتمام بالأطباء والممرضين اليمنيين يحد بشكل كبير من تفشي
داء" الاتعاب والانجاز السريع" ويمكن أن يحظى البسطاء بشيء من الاهتمام والانجاز
السريع للمشاوير الطويلة التي يفرضها عليهم روتين الفقر ويحرمهم حق التداوي في وطن
يعيش زمن القرن الواحد والعشرين ولم تستطع وزارة صحته الحد من انتشار حمى
الضنك.
aldhiad@yahoo.com