;

غياب وزارة الصحة ودورها الإنساني 1100

2010-05-31 02:38:21

إسكندر
عبده قاسم


إن الحديث عن الصحة وأحوال الصحة في
اليمن حديث طويل وذو شجون - حيث أصبحت في مهب الريح - مكاتب الصحة في كل المحافظات
وعملها تقارير ومنشورات تطلع وتنزل إلى الوزارة ومن الوزارة وأوضاع الصحة تزيد
تدهوراً- حيث يلجأ المواطن المريض إلى المشافي الخاصة والتي تنهب الكثير من
ماله.

وكم شعرت بالأمن والحزن
وأنا أتجول في مشفى الجمهورية التعليمي بخور مكسر في محافظة عدن "مستشفى المملكة
سابقاً أرقى وأحدث مستشفى في المنطقة العربية كلها آنذاك - زرته في الماضي البعيد
وزرته اليوم فرأيت الفرق شاسعاً ..كان هذا المستشفى فخر كل المشافي في محافظة عدن
من حيث النظافة وتوفر المعدات والأجهزة الطبية والكفاءات والخبرات تغذية محطة
كهرباء خاصة وفيه مغسلة حديثة أوتوماتيكية لغسل وكي ملابس وبطانيات المرضى
وبالتعقيم الصحي ، وفيه غرفة عمليات من الدرجة الأولى وأطباء تخدير وفيه ثلاجة تتسع
لمئات الموتى إضافة إلى التكييف المركزي القوي والذي لا تتحمله أجسام المرضى
أحياناً من شدة برودته، إضافة إلى المطبخ الأوتوماتيكي والذي يقدم للمرضى ألذ وأشهى
الوجبات الصحية..
وفجأة وبتعاقب الإدارات الغير مؤهلة والغير أمينة أحياناً ضاع
كل شيء وأصبح هذا الشيء الحديث المتميز عبارة عن أطلال لعدم وجود الصيانة المستمرة
له ولمعداته وأجهزته ،الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود ، برغم أن فيه الكثير من
الكفاءات والخبرات ولكن حال وضع المستشفى الطبي و الصحي طفّش الكثير من هذه الكوادر
الطبية واجتذبها القطاع الصحي الخاص.
وما هذا المستشفى إلا مثالاً واحداً على
العديد من مستشفيات عدن إن لم نقل اليمن بأكملها في وقت غابت وزارة الصحة
والمسؤولون فيها عن دورهم الإنساني المناط بهم كملائكة للرحمة حيث أصبح الطب في
بلادنا مهنة تجارية رابحة ومع الأسف الشديد برغم أن الحكومة تصرف المليارات من أجل
الرفع من مستوى الأداء الطبي والصحي وتبني الكثير من المشافي الحديثة على طول وعرض
البلاد.
هناك مستشفيات تتهاوى في اليمن عامةً وليس في عدن فحسب ففي محافظة تعز
مستشفى الجمهوري والثورة ومستشفى العلفي العام بالحديدة وهناك مشافي أخرى لا تسعني
الذاكرة لإيرادها.
إن قطاع الصحة هي من أهم القطاعات الإنسانية فمن خلالها ينشأ
المواطن الصحيح الخالي من الأمراض القادرة على البذل والعطاء والمشاركة الفاعلة في
عملية البناء والتنمية والتحديث..
وأيضاً لوزارة الصحة أدوار إنسانية أخرى إلى
جانب ما ذكرت وهو توفير العلاج والدواء والغذاء في مشافيها مجاناً للمرضى الفقراء
والمعدمين .
والسؤال هنا ، أين يكمن الغلاء يا ترى ومن هو المسؤول عما يحدث في
هذا القطاع الصحي الإنساني الهام في وقت وفرت فيه الحكومة ورصدت ميزانية ضخمة لهذا
القطاع وهنا يأتي دور أجهزة الإعلام بكل أنواعها كي تثير النقاش والجدل مع الأخوة
المسؤولين في وزارة الصحة والحكومة ومجلس النواب وبقية شرائح المجتمع لإخراج قطاع
الصحة من هذا النفق المظلم ، وأمامنا الكثير والكثير من المواضيع العامة عبر هذه
الصحيفة جميعها تتعلق بالارتقاء بهذا القطاع الإنساني والذي جعل المواطن اليمني
يشعر بالألم والحزن لما أصابه من خمول وضياع وسوء أداء وسوء تخطيط وسوء إدارة ،
وموضوعنا القادم حول الدواء وشركاته المتعددة في اليمن وغياب الرقابة الدوائية
بمعناها الصحيح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد