;

إلا المجاهــــــرون !!! 1068

2010-05-31 02:38:31


علي محمد الحزمي
قد تكون فئة الشباب هي المرتكز الأساسي لكل تطور في كل بلد من بلاد الدنيا ، الشباب هم ذخر كل وطن ، عماد كل بلاد وفئة الشباب تكون الفئة القادرة على العطاء والإنتاج والفكر والإبداع والتطور ، وهي محرك العمل والشباب عليهم يتكئ الشيخ وبهم يستند الضعيف و بهم يقتدي الطفل ، ولعل شباب وطننا الحبيب يتميزون بصفات حميدة كثيرة قد تجعلهم يتفوقون على كثير من شباب بلدان أخرى بدماثة الخلق وحسن التعامل وطيب الفهم وسمو الأخلاق وجمال الفكر وسرعة التجاوب، ولعل أغلبهم تجده يكافح من أجل أن تنعم أسرته بالعيش مستورة من أهوال الزمن وهؤلاء هم الفئة الأرقى والأحق بالتقدير ، ففيهم العامل وفيهم الموظف وفيهم الصانع..الخ وهناك فئة طالبي العلم وهم فئة تستحق الرعاية كي تتمكن من خدمة وطنها وتقديم كل ما يمكن تقديمه كلا في مجتمعه ، وفيهم الذي يعاني ويلاحق الوظيفة وفيهم من يحاول أن يحلم ويبدأ خطواته بطموح نحو الهدف المنشود ، ولعل قلة من الشباب تجدهم عالة على أسرهم وعلى مجتمعاتهم وذويهم وأوطانهم ، فلا أكملوا دراستهم ولا أجادوا عملا يكفي حاجتهم ، ومن بعض الفئات فئة لا بد من الحديث عن بعض سلبياتها والتي تحتاج إلى معالجة بقدر ما نستطيع ، بل وتوجب علينا التكاتف من أجل مساعدتهم على تحسين أوضاعهم ، فتجدهم لا يحملون هما سوى القات ولا يفكرون إلا بمكان التخزين والاجتماع مع أصحاب السوء ، وهم بذلك يسيئون إلى أنفسهم قبل إساءتهم لذويهم ، فتجد بعضهم لا يهتم سوى بأمور المعاكسات ومضايقة عبادة الله ، وبعضهم نسى تقاليدنا وقيمنا وأصالتنا ومثلنا الاجتماعية وأصبح يطوف الشوارع ليل نهار من أجل أن يرضي شيطانه ولا يفكر بمعصية خالقه ، وحين تجده في مجلس ما غالبا ما يكون حديثه عن مغامراته العاطفية وحكاياته التي تشمئز منها النفوس وتمقتها القلوب وترفضها كل العادات والتقاليد في مجتمعنا .
وكثير من هؤلاء الشباب حين تناقشه في أمر كهذا تجد بعضهم يرد بوقاحة وكأنه لا يعي معنى ما يقوله قبل أن يعي فضاعة وشناعة ما يفعله وفوق هذا وذاك تقول له تذكر يا أخي ( عجبا لابن آدم يستره الله فيفضح نفسه ) وحينها يفكر لوهلة وكأنه بدأ بالحرج ولو قليلا ، وهذا فيه الخير الكثير ، فحاول أن توجهه بأن هذه التصرفات ليست بتصرفاتنا وليست بعاداتنا ولا أخلاقنا كمسلمين ولا أعرافنا كيمنيين ، ومن هنا تجد بعضهم يستخدم شبكة الانترنت من أجل خوض المغامرات العاطفية والتي غالبا ما يحتويها كثير من الزيف والمبالغة ، لدرجة أن أحدهم يوما من الأيام قام بإرسال صورة البنك المركزي اليمني لفتاة من خارج اليمن وهو يحلف لها بأنها صورة منزلهم ، وآخر يحكي أن لديه كذا وكذا من السيارات والمحال التجارية وهو عاطل ، و بالطبع جالس في مقهى انترنت وقد يكون اقترض مقابل الساعات التي يقضيها على الحاسوب في هذا المقهى من أحد أقربائه أو أصحابه أو حتى صاحب المقهى ، ولا يجد في نفسه حرجا من ذلك ، والبعض امتهن حرفة الصداقة ومن ثم استعطاف الناس من أجل مساعدته ، وبعضهم قام بالانحراف فكريا وامتهن المواقع الإباحية وكأنه لا شيء يردعه ، وكم من حكاية وكم من قصة حدثت وكأننا لا نستطيع الاستفادة من تقنيات العلم الحديث إلا بما يغضب الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
صحيح أنني من أكثر مستخدمي النت بحكم تواصلي وكتاباتي في المنتديات الأدبية اليمنية والعربية ، ومحاولة التواصل وعكس صورة إيجابية عن وطني ، فأنا حين أتعامل مع احد من خارج الوطن بالتأكيد أنا لا أمثل نفسي فحسب ، بل أمثل وطنا بأكمله ، وهذا ما ينعكس من خلال حواراتي وأحاديثي وعلاقاتي مع الكثير ، وأعرف الكثير والكثير ممن استطاع أن يستفيد من هذه التقنية ، فأغلب المبدعين داخل الوطن لم أعرفهم إلا من خلال شبكة النت ، وهكذا نحاول أن نستفيد من هذه الوسيلة العصرية في مجالات تخدمنا أولا وتخدم أوطاننا ومجتمعاتنا ، ولا ضير من أن تجد البعض يحاول التعرف على بعض الأصدقاء وخلق أجواء من الصداقة بحكم انه ليس ممن يكتبون الأدب ولا يستطيع المشاركة في الملتقيات الثقافية والأدبية ، ولكن ضمن عاداتنا وتقاليدنا وبعيدا عن إغراءات الشيطان الرجيم والذين يقود الإنسان دوما إلى المهالك والعياذ بالله ، فكلا منا يا شباب يعرف أنه يمثل وطنه ، وأحيانا نشتكي من أوضاعنا وبطالتنا وظروفنا الصعبة ، ولكن نشكو لله وحده ولا نجعل وطننا مسخرة أمام الجميع ونصبح بين ليلة وضحاها مدعاة للسخرية هنا وهناك ، كلنا نعرف أن آباءنا وإخواننا وأجدادنا حتى ، وأصدقاءنا وأغلب معارفنا مغتربون في كثير من الدول فلا نسمح لأنفسنا بأن نكتب أشياء لا تليق بنا ولا بوطننا ، وتجعل المغتربين هناك يعيشون منكسي رؤوسهم من الخجل ، بل نحاول أن نقدم جيلا يتميز بسمو الفكر ودماثة الخلق ، ونكون مرآة لحضارتنا وقيمنا ومثلنا الأصيلة ، وتذكروا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون)-صدق رسول الله .
a.mo.h@hotmail.com

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد