القبيلي
أن الرجال ربما يصبحون فصيلة بشرية في طريقها إلى الانقراض بعد ما تراجع دورهم في
البيت والعمل والمجتمع خلال ربع القرن الماضي ، وقال البروفيسور " سيغفريد" الذي
ترأس مؤتمر "هافانا" حول اثر تراجع الدور الاجتماعي للرجل: إن النساء يتمتعن الآن بذكاء عاطفي أعلى وقدرة على
المنافسة الاجتماعية أكثر من الرجال حيث لم يعد الرجل يحتكر قمة الهرم الوظيفي في
مكان عمله، كما تغير دوره تماماً داخل الأسرة ففي معظم الدول الغربية المتقدمة بدأن
النساء في التفوق على الرجال عددياً في مجال الطب كما حققن مكاسب مهمة في المساواة
المادية و الحصول فرص العمل كما أن متوسط أعمار النساء يزيد بسبع سنين على متوسط
أعمار الرجال الذين يموتون مبكراً بسبب الاكتئاب وساحات القتال ، بدليل أن العالم
يشهد اليوم أكثر من ثلاثين صراعاً دموياً بدأ معظمها ويستمر ويتفاقم بسبب
الرجل.
ماذا يعني كل هذا؟؟ إنه يعني بكل بساطة أن صنف الرجال في طريقه إلى
الانقراض " عبدالكريم بيروتي" أنتم في أمان: لعلكم فزعتم وانتابكم الخوف والجزع من
هذا الكلام ....
لكني أطمئنكم " يا رجال اليمن السعيد" أنكم دون رجال العالم
اجمع في أمان من وحش الانقراض، وأن تلك التوقعات لا تعنيكم مطلقاً وأن ذلك المؤتمر
النمساوي لم يتعرض لكم في إحصائياته وأبحاثه فلا تخافوا ولا تحزنوا وأنتم المسيطرون
وانتم المتسيدون وجميع الأوضاع تشير إلى زيادة هيمنتكم في شتى مجالات الحياة وكنتم
ومازلتم في قمة الهرم الوظيفي وفي قمة الهرم الاجتماعي وفي قمة الهرم السياسي وفي
قمة الهرم الإنساني أيضاً..
أنتم النواب إلا واحدة وانتم الوزراء إلا أثنين
وانتم أعضاء مجلس الشورى إلا قليل وانتم السفراء والوكلاء والقضاه ووووووو كما أن
متوسط أعماركم يزيد على متوسط أعمار النساء اللاتي يمتن مبكراً بسبب العنف الأسري
وتدني الخدمات الصحية وهناك ما يزيد على ألف من النساء الريفيات يمتن أثناء الولادة
من إجمالي مائة ألف ولادة والمفارقة الوحيدة التي تتقدم فيها المرأة على الرجل هي
نسبة العاملات بدون أجر تناقضات: وفيما تحتاج مشاركة المرأة كمرشحه إلى اجتهادات
فقهيه واجتماعية إلا أن مشاركتها كناخبة لا تحتاج إلى جدل فقهي أو سياسي وهو ما
يفسر مواقف الأحزاب السياسية من أن تكون المرأة تابعاً سياسياً وليس مشاركاً انقراض
الأقلام الناعمة: وحتى في الأدب والثقافة ثمة ما يشبه الظلم والإقصاء للعناصر
النسائية ففي الكتابة مثلاً اكتشف الزميل عادل الأحمدي ما لا يبيض الوجه أمام
المنظمات والهيئات والتاريخ والدين من خلال بحثه الصغير حول حجم الإسهام النسائي في
أعمدة الصحف المحلية..
ولماذا الأعمدة؟ لأنها رمز الثبات أما التناولات العابرة
فلا يعتد بها كما يقول الأحمدي انه وجد أن تعداد الأعمدة النسائية الراكزة لا
يتجاوز السبابة والإبهام كما أن يوميات الصحف الرسمية تخلو من أعمدة نسائيه
ويعتريها تقسيم ذكوري لا مكان فيه لقلم ناعم.
وقفة: لابد أنكم شعرتم بالأمان
لكني أخاف عليكم الأميركان إذا علموا بكل ذلك الهوان لأنهم سيأتون حتماً بحجة
الدفاع عن حقوق "النسوان" وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير في يمن
الإيمان..
وسلم يا رب سلم.