ناشر
الخلافات التي شهدها المؤتمر العام العاشر لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الذي
انعقد خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة العلم والثقافة: عدن.
القلق ليس لأن
الإخوة أعضاء الاتحاد اختلفوا فيما بينهم، كما هو حال إخوتهم الصحفيين، فهذه سمة
يمنية خالصة، بل لأننا شممنا رائحة انقسامات في صفوفهم.
وأن ينقسم الاتحاد
اليوم، في عهد الوحدة، الذي كان موحداً في عهد التشطير، مؤشر خطير.
صحيح أن نتائج
المجلس التنفيذي سارت بشكل طبيعي، رغم كل التكتلات التي سادت المؤتمر؛ إلا أن نزعة
"التأميم" سيطرت على البعض، وأراد أن يلتهم "الكعكة" لوحده من دون النظر إلى
الشركاء الآخرين، الذين وضعوا بصمتهم في هذا الاتحاد منذ التأسيس، فقد انسحب العديد
من قادة الاتحاد وقاماته، مثل الأستاذ أحمد قاسم دماج وعبد الباري طاهر، أثناء
محاولة "كلفتة" انتخابات الأمانة العامة ليهيمن طرف على طرف دون اعتبار أن هذه
المؤسسة الوحدوية كان صوتها يعلو عندما كانت أصوات الآخرين تخفت في عهد التشطير،
وكان المرحومان عمر الجاوي وعبد الله البردوني صوتين صادحين بالوحدة في الشمال
والجنوب، فبدا البرودني صوت الجنوب في الشمال، والجاوي صوت الشمال في
الجنوب.
اليوم علينا أن نخاف على هذه المؤسسة، حتى لا يتحول "الكُتباء"
و"الأُدّاب" -على حد تعبير أستاذنا الجليل عبد الباري طاهر، والذي يمزج بين الكتاب
والأدباء- إلى سلاح تشطير في زمن الوحدة؛ علينا أن نقلق على الاتحاد بهويته
الوحدوية التي جسدها خلال العقود الطويلة والمريرة من عمر اليمنيين، قبل الوحدة
وبعدها، حتى لا نفقد هذه المؤسسة الوحدوية في خلافاتنا السياسية.
لقد فشل إخوتنا
الأعزاء في الاتحاد في انتخاب أمانتهم العامة، وقيل كلام كثير حول هذا الفشل
وأسبابه، إلا أن اليمنيين، وفي طليعتهم النخبة المثقفة، ينتظرون أن ينتصر المختلفون
على نزعات التملك والاستئثار بهذا الاتحاد، وأن يعوا أن انقسام الاتحاد أكبر من
اختلاف وجهات نظر، وعليهم، وجميعهم نجلهم ونقدر مكانتهم، أن يتمثلوا تضحيات أعلام
هذه المؤسسة الوحدوية والذين أفنوا حياتهم من أجل أن يكون اتحاد الأدباء والكتاب
مؤسسة وحدوية في عهد التشطير، وألا يشطروها في عهد الوحدة.
على الإخوة الأدباء
والكتاب أن يدركوا أن أرواح عمر الجاوي وعبد الله البردوني والقرشي عبد الرحيم سلام
ويوسف الشحاري ومحمد الربادي وإسماعيل الشيباني وعلي بن علي صبرة وعبد الله الوصابي
وعبد الرحمن عبد الله...
والكوكبة الطويلة من مؤسسي الاتحاد، تحلق في سماء
خلافاتهم، وعليهم أن يكونوا أوفياء لهذه الأرواح وللنضالات التي سطرها المؤسسون
خلال سنوات حياتهم عندما كانت البلاد مشطرة فوحدوها بأفكارهم وشعورهم المنتمي
لليمن، كل اليمن، وأن ينتصروا لأنفسهم واليمن، وينبذوا خلافات السياسيين ونزعة
التملك التي تريد السيطرة على كل شيء في البلاد.