علي صلاح
صادق البرلمان الفرنسي (الجمعية
الوطنية) بالإجماع على قرار غير ملزم بإدانة البرقع والنقاب الإسلامي، باعتبارهما
"إساءة لقيم الأمة (الفرنسية) واحترامها، ولمبدأ المساواة".
وبدأت الحرب على
النقاب والحجاب في أوروبا تدريجيا عن طريق التضييق على الطالبات في المدارس بشكل
يبدو كحالات فردية؛ فقد كان هناك دائما مخاوف من اتهامات لحكومات هذه البلدان
بالحجر على الحرية الشخصية والتشدق
بالديمقراطية دون تنفيذها، خصوصا وأن ورقة الديمقراطية يتم استخدامها كثيرا لمساندة
الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية ومعايرة الدول العربية التي تفكر بالمروق عن
الهيمنة الغربية، ولكن في الفترة الأخيرة وبدعوى مكافحة ا"لإرهاب" والعمليات
المسلحة كشف الغرب عن وجهه القبيح وبدأت الحرب الرسمية على الحجاب والنقاب، وشن عدد
من المسؤولين الغربيين هجوما عنيفا عليهما في بادرة كانت الأولى من نوعها.
هجوم
واسع: وكان من أبرز القيادات الأوروبية الرسمية التي وجهت انتقادات حادة للنقاب
الرئيس الفرنسي المثير للجدل نيكولا ساركوزي، الذي سعى للخروج من أزمة سياسية لحقت
بحزبه في الانتخابات الإقليمية عن طريق مغازلة التيار اليميني المتطرف بتعهده
بتقديم مشروع قانون لحظر ارتداء النقاب.
وزعم الرئيس الفرنسي، "أن الزي الإسلامي
الذي يغطي جميع البدن إهانة للمرأة"، وقال: "يتناقض غطاء جميع البدن مع كرامة
المرأة، والحل هو حظر ارتدائه، وستقدم الحكومة مشروع قانون حظر يتماشى مع مبادئ
قانوننا"، وفقا لادعائه.
كما حرض جان فرانسوا كوبيه، عمدة مدينة "مو" شرق
العاصمة الفرنسية باريس جمعيات نسائية لكي تلعب دور الوسيط بين الدولة والنساء
المسلمات مرتديات النقاب في فرنسا وأزواجهن لإقناعهن بخلع النقاب.
واقترح النائب
الفرنسي وعمدة مدينة مو جان فرانسوا كوبيه المنتمي للحزب اليميني الحاكم في فرنسا،
قد اقترح أن توكل مهمة التواصل مع النساء اللواتى يرتدين النقاب في فرنسا ومع
أزواجهن لهذه الجمعيات لمحاولة "فهم الأسباب التي قادتهم للجوء إلى هذا
الزي".
كما دعت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي سيلفانا كوخ ميرين إلى حظر ارتداء
النقاب في جميع أنحاء قارة أوروبا بحجة أنها تعتبره "اعتداء على حقوق
المرأة".
وفي مقال لها بصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية أعربت ميرين عن أملها
في حظر ارتداء جميع أشكال النقاب في ألمانيا وأوروبا بالكامل.
وقد خرج مسؤولون
في إيطاليا وبلجيكا ليسيروا على نفس هذه النغمة.
حظر رسمي: وكانت أول دولة أقرت
حظرا على النقاب بلجيكا ثم تبعتها فرنسا وفي الطريق إيطاليا وسويسرا وأستراليا،
والحجج التي يتناقلها المؤيدون واحدة وهي تتنافى مع الحرية الشخصية وحرية المعتقدات
خصوصا أن الموضوع يشمل الحجاب أيضا في بعض جوانبه المتعلقة بالدراسة في المدارس،
وهو ما يبطل الحجج الأمنية التي تساق في هذا الصدد؛ فقد تم طرد عدد من الطالبات في
مدارس بأوروبا من الفصول لاراتدائهن الحجاب كما تم إجبار محامية في أمريكا على خلع
حجابها داخل المحكمة.
أصوات عاقلة: في الوقت الذي تزداد فيه الحرب على الحجاب
والنقاب في أوروبا انطلقت بعض الأصوات العاقلة المنددة بهذه الحملة المغرضة فقد قال
قال رئيس ألمانيا الاتحادية، هورست كولر: إن "الإسلام دين سلام"، مؤكدًا على
معارضته لفرض حظر على "النقاب" في البلاد.
وأوضح كولر أنه "إذا كانت بعض النسوة
في ألمانيا لازلن يرغبن في ارتداء النقاب، فأنا لا أرى في ذلك سببًا حتى الآن
للدعوة إلى فرض حظر عليه".
وأضاف: إنه على الرغم من كون "النقاب" يتعارض مع فهمه
في مجال تحقيق المساواة للمرأة "إلا أنني أفضل إجراء محادثات واجتماعات مع
المسلمين" حول المسألة، مؤكدًا أن النقاش حول القضية "لايجوز أن يتخذ منحى
أيديولوجيًا".
وشدد على أن "الإسلام دين سلام" مضيفًا أن "اللقاء بين الأديان
أمر جوهري ويحمل في طياته الأمل".
كما عبرت منظمة العفو الدولية عن إدانتها
لقرار البرلمان البلجيكي بحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، معتبرة أن القرار
يتنافى مع حق الإنسان في ارتداء الملبس بالشكل الملائم له.
وقال جون دالهويسن،
خبير شئون التمييز في أوروبا في المنظمة: "إن حظر ارتداء الملابس التي تغطي الوجه
حظرًا تامًا ينتهك حقوق التعبير والمعتقد للنساء اللواتي يرتدين النقاب والبرقع
بوصفه تعبير عن هويتهن ومعتقداتهن".
الأسباب الحقيقية: إن المتأمل في الحملة يجد
أنها تتذرع بالنواحي الأمنية تارة وبحقوق المرأة تارة أخرى رغم أن حقوق المرأة ليست
بالأمر الجديد في أوروبا، كما أن الحذر الأمني لم يمنع من وقوع الكثير من العمليات
والتي لم يكن أكثرها يختبئ وراء النقاب، فلماذا الآن ظهرت هذه الأسباب؟! وما سر
سرعة تجهيز القوانين وإعدادها وعرضها على المجالس النيابية؟! إن الحملة على النقاب
والحجاب هي في الحقيقة جزء من حملة عالمية على الإسلام بدأت بالاستهزاء بنبيه ووصف
الإسلام "بالعنف" و"الإرهاب" و"الفاشية".
وكانت الحملة تنتظر المبررات حتى تظهر
في صورة شبه منطقية وتدخل على البسطاء، وانتهز اللوبي المعادي للإسلام في الغرب
حوادث العنف هنا وهناك بغض النظر عن أسبابها وجذورها ليسنوا ألسنتهم ويشحذوا قواهم
ضد الإسلام وأهله مستعينين في ذلك باللوبي الصهيوني المتشعب في أركان القارة
الأوروبية.
الوطنية) بالإجماع على قرار غير ملزم بإدانة البرقع والنقاب الإسلامي، باعتبارهما
"إساءة لقيم الأمة (الفرنسية) واحترامها، ولمبدأ المساواة".
وبدأت الحرب على
النقاب والحجاب في أوروبا تدريجيا عن طريق التضييق على الطالبات في المدارس بشكل
يبدو كحالات فردية؛ فقد كان هناك دائما مخاوف من اتهامات لحكومات هذه البلدان
بالحجر على الحرية الشخصية والتشدق
بالديمقراطية دون تنفيذها، خصوصا وأن ورقة الديمقراطية يتم استخدامها كثيرا لمساندة
الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية ومعايرة الدول العربية التي تفكر بالمروق عن
الهيمنة الغربية، ولكن في الفترة الأخيرة وبدعوى مكافحة ا"لإرهاب" والعمليات
المسلحة كشف الغرب عن وجهه القبيح وبدأت الحرب الرسمية على الحجاب والنقاب، وشن عدد
من المسؤولين الغربيين هجوما عنيفا عليهما في بادرة كانت الأولى من نوعها.
هجوم
واسع: وكان من أبرز القيادات الأوروبية الرسمية التي وجهت انتقادات حادة للنقاب
الرئيس الفرنسي المثير للجدل نيكولا ساركوزي، الذي سعى للخروج من أزمة سياسية لحقت
بحزبه في الانتخابات الإقليمية عن طريق مغازلة التيار اليميني المتطرف بتعهده
بتقديم مشروع قانون لحظر ارتداء النقاب.
وزعم الرئيس الفرنسي، "أن الزي الإسلامي
الذي يغطي جميع البدن إهانة للمرأة"، وقال: "يتناقض غطاء جميع البدن مع كرامة
المرأة، والحل هو حظر ارتدائه، وستقدم الحكومة مشروع قانون حظر يتماشى مع مبادئ
قانوننا"، وفقا لادعائه.
كما حرض جان فرانسوا كوبيه، عمدة مدينة "مو" شرق
العاصمة الفرنسية باريس جمعيات نسائية لكي تلعب دور الوسيط بين الدولة والنساء
المسلمات مرتديات النقاب في فرنسا وأزواجهن لإقناعهن بخلع النقاب.
واقترح النائب
الفرنسي وعمدة مدينة مو جان فرانسوا كوبيه المنتمي للحزب اليميني الحاكم في فرنسا،
قد اقترح أن توكل مهمة التواصل مع النساء اللواتى يرتدين النقاب في فرنسا ومع
أزواجهن لهذه الجمعيات لمحاولة "فهم الأسباب التي قادتهم للجوء إلى هذا
الزي".
كما دعت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي سيلفانا كوخ ميرين إلى حظر ارتداء
النقاب في جميع أنحاء قارة أوروبا بحجة أنها تعتبره "اعتداء على حقوق
المرأة".
وفي مقال لها بصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية أعربت ميرين عن أملها
في حظر ارتداء جميع أشكال النقاب في ألمانيا وأوروبا بالكامل.
وقد خرج مسؤولون
في إيطاليا وبلجيكا ليسيروا على نفس هذه النغمة.
حظر رسمي: وكانت أول دولة أقرت
حظرا على النقاب بلجيكا ثم تبعتها فرنسا وفي الطريق إيطاليا وسويسرا وأستراليا،
والحجج التي يتناقلها المؤيدون واحدة وهي تتنافى مع الحرية الشخصية وحرية المعتقدات
خصوصا أن الموضوع يشمل الحجاب أيضا في بعض جوانبه المتعلقة بالدراسة في المدارس،
وهو ما يبطل الحجج الأمنية التي تساق في هذا الصدد؛ فقد تم طرد عدد من الطالبات في
مدارس بأوروبا من الفصول لاراتدائهن الحجاب كما تم إجبار محامية في أمريكا على خلع
حجابها داخل المحكمة.
أصوات عاقلة: في الوقت الذي تزداد فيه الحرب على الحجاب
والنقاب في أوروبا انطلقت بعض الأصوات العاقلة المنددة بهذه الحملة المغرضة فقد قال
قال رئيس ألمانيا الاتحادية، هورست كولر: إن "الإسلام دين سلام"، مؤكدًا على
معارضته لفرض حظر على "النقاب" في البلاد.
وأوضح كولر أنه "إذا كانت بعض النسوة
في ألمانيا لازلن يرغبن في ارتداء النقاب، فأنا لا أرى في ذلك سببًا حتى الآن
للدعوة إلى فرض حظر عليه".
وأضاف: إنه على الرغم من كون "النقاب" يتعارض مع فهمه
في مجال تحقيق المساواة للمرأة "إلا أنني أفضل إجراء محادثات واجتماعات مع
المسلمين" حول المسألة، مؤكدًا أن النقاش حول القضية "لايجوز أن يتخذ منحى
أيديولوجيًا".
وشدد على أن "الإسلام دين سلام" مضيفًا أن "اللقاء بين الأديان
أمر جوهري ويحمل في طياته الأمل".
كما عبرت منظمة العفو الدولية عن إدانتها
لقرار البرلمان البلجيكي بحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، معتبرة أن القرار
يتنافى مع حق الإنسان في ارتداء الملبس بالشكل الملائم له.
وقال جون دالهويسن،
خبير شئون التمييز في أوروبا في المنظمة: "إن حظر ارتداء الملابس التي تغطي الوجه
حظرًا تامًا ينتهك حقوق التعبير والمعتقد للنساء اللواتي يرتدين النقاب والبرقع
بوصفه تعبير عن هويتهن ومعتقداتهن".
الأسباب الحقيقية: إن المتأمل في الحملة يجد
أنها تتذرع بالنواحي الأمنية تارة وبحقوق المرأة تارة أخرى رغم أن حقوق المرأة ليست
بالأمر الجديد في أوروبا، كما أن الحذر الأمني لم يمنع من وقوع الكثير من العمليات
والتي لم يكن أكثرها يختبئ وراء النقاب، فلماذا الآن ظهرت هذه الأسباب؟! وما سر
سرعة تجهيز القوانين وإعدادها وعرضها على المجالس النيابية؟! إن الحملة على النقاب
والحجاب هي في الحقيقة جزء من حملة عالمية على الإسلام بدأت بالاستهزاء بنبيه ووصف
الإسلام "بالعنف" و"الإرهاب" و"الفاشية".
وكانت الحملة تنتظر المبررات حتى تظهر
في صورة شبه منطقية وتدخل على البسطاء، وانتهز اللوبي المعادي للإسلام في الغرب
حوادث العنف هنا وهناك بغض النظر عن أسبابها وجذورها ليسنوا ألسنتهم ويشحذوا قواهم
ضد الإسلام وأهله مستعينين في ذلك باللوبي الصهيوني المتشعب في أركان القارة
الأوروبية.