;

أوهام التغيير في العراق 1513

2010-05-31 02:49:07

موفق
الرفاعي


نتيجة لحالة اليأس المطبق الذي
يعيشه العراقيون فقد صدقوا إحدى أخطر أكاذيب الاحتلال الأمريكي عما أطلقوا عليها
ب"العملية السياسية" باعتبارها الخيار الوحيد أمامهم للتغيير فاعتبرها الكثيرون
حبل النجاة لإنقاذ البلاد مما هي فيه من ترد مريع أتى على كل شيء.

وهم لهذا وحده هرعوا إلى صناديق الاقتراع ليصوتوا
للخيار الليبرالي باعتباره الخيار البديل للأرثوذوكسيات الإسلامية التي فشلت في
إدارة البلاد لأكثر من سبع سنوات عجاف مضين، ليس هذا فحسب بل وأغرقتها في بحر من
الدماء وشيدت في كل بقعة فيها أهرامات من الجماجم حتى كادت لتستمكن من تقسيم العراق
اجتماعيا ونفسيا قبل أن تسير إلى هدفها "الأسمى" في تفصيل جغرافيته على مقاساتها
الشاذة.
لم يكن الشعب العراقي لتنطلي عليه هذه الكذبة السوداء ويصدق أن حبل
نجاته في أيدي نفر من "الشغالين" في ردهات البنتاغون أو في ممرات وزارة الخارجية
الأمريكية، لولا أنه يئس تماما ممن أوهموه بأنهم الحريصون على تخليصه من الظلم فلم
يقدموا له سوى اللطم، وأكثروا في البلاد الفساد. . !! في هذه الأيام التي تشهد صراعا
ما بين هؤلاء وأولئك تتعدد أشكاله وتتدرج من تبادل الاتهامات إلى تبادل التفجيرات
يعيش العراق أسوأ فتراته ليسجل التاريخ الذي لا ولن يرحم أن ما يطلق عليهم "أقطاب
العملية السياسية" لا هم أقطاب ولا هم سياسيون، بل هم مجرد كائنات لا يهمهم في كل
الذي يجري سوى مصالحهم الذاتية والوجاهة الزائفة.
ليس أمام العراقي اليوم وبعد
أن رأى كيف أن الأضداد الذي رجّح بعضهم على بعض أملا بالخلاص، ها هم يتساومون فيما
بينهم على الغنيمة، والعملة التي يتقايضون فيها هي دمه هو.
العراقيون اليوم وبعد
ما عانوا ما عانوه طيلة السنوات السبع المنصرمة أمام خيار وحيد هو: الرفض.
الشعب
العراقي ليس أقل حيوية وإن كان أكثر تعرضا للمصائب من الشعب الإيراني الذي ومنذ عام
لم يهدأ وهو في حالة حراك متواصل مصمم على تحقيق التغيير عبره رفضه تزوير
إرادته.
إن مواجهة الدوغما الدينية بنفس آلياتها "التقية، المهادنة، الملاينة،
الانحناء حتى تمر العاصفة. . . الخ" لن يوصل إلى نتيجة حيث إن الذهنية الدينية تعمل
على تحقيق أهدافها عبر استغلال العقل المنغلق والذي هو أحد إفرازات حالات اليأس
والقنوط المتأتيتين نتيجة ما حاق بالعراقيين من مصائب طيلة عقود مضت، وهو المجال
الذي "تبدع" فيه.
وعلى الجماهير أن لا تتوهم أن الكتل الطائفية قوية بما يكفي
لأن تتحدى الموجة الشعبية وأنها مهما بلغت من حنكة في تغطية هشاشتها العقائدية
وتناقضها السياسي لن تتمكن من الاستمرار في هذا حين تبدأ مسيرات الرفض؛ إذ سرعان ما
ستنكشف تلك الهشاشة وينفضح تهافتها أمام الإصرار الشعبي على تجاوز ما فرضه عليه
الاحتلال عبر ما يطلقون عليها ب"العملية السياسية"، والتي صورها المحتل وروج لها
"أقطابها" باعتبارها الملاذ الوحيد و"المعاصر" للنضال من أجل التحرر. .
نكتة سمجة
حد الغثاثة. . !!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد