شاهين
دولة احتلال، وبرغم أن هذا العالم هو جزء من المؤسسات الدولية المتمثلة في الجمعية
العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وبرغم أن قضية فلسطين هي من أقدم القضايا
التي عرفتها هذه المنظمات الأممية والتي أقرت حلها وفق قرارات واضحة وصريحة تؤكد
على أهمية زوال الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من
حزيران..رغم كل
ذلك إلا أننا أمام حالة نفاق عالمي لإسرائيل.
وهنا قد يُجيب البعض على
هذا الكلام بسهولة ويقول إن إسرائيل وراءها لوبي صهيوني يدعم إجراءاتها وسياساتها
مادياً ومعنوياً وسياسياً، إلا أن حالة النفاق الحالية والتي تُمارس من قبل بعض دول
الإتحاد الأوروبي والعالم هي ما تجعل الصورة أكثر وضوحاً.
ففي ظل معرفة الإتحاد
الأوروبي أكثر التفاصيل حول إجراءات إسرائيل على الأرض في المناطق الفلسطينية من
اعتداءات وجرائم بحق الأرض والإنسان والمُقدسات وممارساتها اليومية لإفشال أي جهد
سياسي من شأنه التوصل لإتفاق سياسي مبني على حق الشعب الفلسطيني في الإستقلال، خاصة
أن الإتحاد الأوروبي أيضاً يُشرف بشكل مُباشر على عملية إعادة بناء مؤسسات السلطة
الفلسطينية في الضفة وهو يعلم مدى إمكانية شعبنا في إدارة أمور بشكل إيجابي يستطيع
من خلاله إقامة دولته وتسيير أموره وفق نظام إداري ومالي وآني مُتقدم..
وبرغم
هذا فإننا نرى بعض المواقف التي تجعلنا نقف ما بين المواقف المُعلنة والمواقف
الخفية والتي تُظهر أن هناك دعما سياسيا لإسرائيل يجعلها تتمكن من الإستمرار في
ممارساتها، وبالتالي فإن حالة الإزدواجية في التعامل لهي قمة النفاق السياسي الذي
يُبنى على المصالح البعيدة عن القضايا السياسية والتي نعرفها جيداً ومن أهمها
العداء للمسلمين والعرب والشعب الفلسطيني بشكل خاص.
إن محاولات إسرائيل للإنضمام
للمنظمات الدولية في ظل عدوانها واعتداءاتها وضربها بعرض الحائط كُل المواثيق
والقرارات الدولية لهي وصمة عار على جبين الأمة العربية والمجتمع الدولي، وكذلك
فإنه مكافأة لإسرائيل على جرائمها بحق شعبنا الأعزل، خاصة أن العالم يرى التهرب
الإسرائيلي من كافة الإتفاقيات والمعاهدات، وخير دليل على ذلك استمرار الإستيطان
وسياسة التهجير الإنساني للفلسطينيين والإستمرار أيضاً في اعتقال عشرة آلاف أسير
فلسطيني والإعتداء على المُقدسات الإسلامية والمسيحية، مما يُشكل انتهاكا واضحا
لحقوق الإنسان والإنسانية جمعاء.
وهنا لا بد لدول العالم المُحبة للسلام
وللأحرار في العالم التحرك الفوري لوقف ممارسات إسرائيل، ليس بالشعارات والإستنكار،
بل بإجراءات فعلية تجعلها نظاما منبوذا وعنصريا وفاشيا في كافة المحافل الدولية
والمؤسسات ذات العلاقة، وبإعتقادي أن أمتنا العربية لديها من الإمكانيات الكثير
لتكون أمة مؤثرة بشكل جدي وليس بشكل مزدوج في العلاقة مع دول التأثير في
العالم.