;

الكهرباء والمقص والفاتورة !! 1611

2010-05-31 02:49:09

علي
محمد الحزمي


لأول مرة في تأريخ اليمن الحديث
نسمع عن تلف المواد الغذائية التي تحتاج إلى استمرار البرودة
لأول مرة في تأريخ اليمن
الحديث نسمع عن تلف المواد الغذائية التي تحتاج إلى استمرار البرودة من أجل
المحافظة عليها ، ولأول مرة تجد أصحاب الآيس كريم يشتكون في أمانة العاصمة من تلف
تجارتهم ، ولأول مرة تجد الجميع يشتكي ، لأول مرة يستمر انقطاع التيار الكهربائي عن
العاصمة لأكثر من
مروره عبر الخطوط الهوائية والأرضية وحتى الخطوط الثانية
والثالثة ولمدة تتجاوز نهارٍ بأكلمه أو الليل بأكلمه ، لأول مرة ولأول مرة ولأول
مرة.
نبارك لوزارة الكهرباء هذا الإنجاز الكبير المتمثل في يمن بلا كهرباء ، فلا
محافظة في الجمهورية إلا وتشتكي من انقطاع التيار الكهربائي ، وحتى عروس عيد الوحدة
الحالمة تعز ، ما إن انتهى الاحتفال إلا وقد ذهبت كهرباؤها للزوال ، ولا ندري لماذا
، في حضرموت انقطاع لأكثر من مرة في اليوم الواحد ، ولهيب الصيف لا يرحم ، وفي عدن
تصريحات عن مولدات ، وزيادات وأربعين مليون ريال لإعادة الإنارة ولا ندري أي إنارة
التي أعيدت ، وهل ذهبت الإنارة عنهم من أجل أن نعيدها ، أم تقصدون إنارة بعض
الأحياء ، والتي لا ندري هل هي في سطح القمر أم في المشتري وزحل ، والكهرباء في
وطننا صدقوني هي مشكلة أزلية ، فكل حكومة تأتي وكل وزير يتقلد منصب الكهرباء يكفي
أنه يقوم بتوصيل ثلاثة أو أربعة خطوط إلى منزله وبالطبع مستحيل أن تقطع الكهرباء عن
بيت الوزير ويا لها من فضيحة ، ولكن أن تقطع الكهرباء عن مدن بأكملها وتظل لساعات
فهذا ليس بجديد ، ولا حياة من دون معاناة وتعب ، فالتعب والمعاناة يخلق الإبداع
ويخلق سوقا رائجة للشمع ويخلف الكثير من المآسي والضحايا بسبب الحرائق وغيره ، ولعل
أبرز الأسواق هو سوق المولدات الصيني والتي لا تعمل بنصف عمر فحسب بل وبدون عمر ،
فإذا تعطل المولد أول مره لا بد أن تعتبرها آخر مرة وتشتري غيره ولا تفكر بإصلاحه
أبداً ، بالله عليكم هل نحن حقيقة في القرن الواحد والعشرين وأبرز المدن اليمنية
تسمع هدير مولدات الكهرباء فيها ليل النهار ، ولا تجد معنى للحياة .
في أمانة
العاصمة بالله عليكم هل سنسمع عن إتلاف كمية من الدجاج المستورد المثلج بسبب هذه
الكارثة ولا تقولوا لنا أن هناك مولدات خاصة ، فوارد الصين لا يحتمل العمل أكثر من
ساعتين أو ثلاث ، والحالي غالي، ونحن في الصيف فلا الصيف يرحم ولا الكهرباء ترحم ،
وفوق هذا وذاك تجد سيارات الكهرباء تطوف الشوارع والحارات بسلالمها ورجالها
المغوارين حاملين بأيديهم أدوات قطع الكهرباء عن أي منزل أو محل تجاري لم يسدد ما
عليه من فاتورة الشهر الماضي وليس لشهور هو فقط لمجرد شهر ، ولا يقبلون النزول من
السلم إلا بحق بن هادي التي تصل أحيانا إلى ثلاثة ألف أو ربما أكثر والسبب أن هذا
المستثمر أو طالب الله أو صاحب المنزل أحواله متعسرة قليلا هذه الأيام، ولا داعي
لأن تناقش المسؤول الذي لن يعيرك أي اهتمام وانت تكلمه بشيء من الرحمة والعطف وكأنك
تتسول الحياة في وطنك .
كثيرة هي المواقف وكثير ما يقتلني فضول لمحاولة التدخل
بين سيارة كهرباء وأحد أصحاب المحال التجارية بالكلمة الطيبة وكان آخرها بالمنطقة
الثانية وأنا اكلم المسؤول والذي يحمل قائمة بأسماء المتخلفين عن التسديد بجانب
إحدى مقاهي الإنترنت وأنا أخاطبه بأدب وهو يقرأ إعلان عن هاتف صيني وضع على باب
إحدى المحلات وحين فرغت من كلامي التفت إلي وابتسم وقال لذاك الذي يعتلي السلم
:اقطع الخط لأنهم كثيرين كلام !!! ، فتخيلوا إخواني لماذا أحيانا لا يكون حب الوطن
من الإيمان ، وتخيلوا لماذا تجد أحدهم يشتم ليل نهار ، ولماذا تحس بالغبن والقهر
وأنت فوق تراب وطنك ، ولا تدري أين الرحيل ، وإن كان لك وطن غير هذا فصدقني لن تقبل
المكوث ولو يوماً واحداً ، فالجرعات السعرية متوالية متتالية لا تبقي ولا تذر ،
والبطالة في كل مكان والشباب في الشوارع لا يحلمون حتى مجرد حلم بالحصول على وظيفة
، لأنها انحصرت على أبناء الذوات ومن يواليهم ويليهم ويجاورهم ويصاحبهم ويجالسهم ،
ونحن المستضعفين في الأرض كلما طرحنا مشكلة اتهمونا باللاوطنية والتحريض ، وخلق
المشاكل ، أولسنا في وطننا يا سادة، أو لسنا نحظى بشرف العيش بكرامة ولو كانت من
قوارير المياه الصحية الفارغة التي نجمعها من براميل القمامة ، أو ليست هذه الحياة
المرتبطة بلقمة عيش تكون حتى من جمع قطع الحديد والمعدن من بين التراب ، وفوق هذا
وذلك ، ننام مبكرا خوفا من الظلام والذي سببه انقطاع التيار، وخوفا من العيون التي
تتربص ، وحتى خوفا من المجانين الذين ينتشرون في كل مكان !!! يا وزارة الكهرباء
هناك ملايين ومليارات في المرافق الحكومية وبعض الشخصيات النافذة وقد قرأناها
باستمرار بالاسم والمبلغ ، فلماذا لا نسمع عن دفع هذه الفواتير ، ولماذا فاتورة
الخمسة آلاف أصبحت أهم من خمسة مليون ، ولن نسأل عن أسباب انقطاع التيار فلم ندري
من نصدق ، هل قاطني وسكان محافظة مأرب أم حكومتنا التي تتكلم عن التحضر وترمي
بمئاتي بندق ومبلغ مالي من أجل قبول التحكيم ، فكيف بنا ونحن نعيش التناقض بكل
معانيه ، حتى بائعي الآيس كريم على أبواب المدارس ، لم يعدوا يشتغلون لأن الكهرباء
أصبحت تتلف ما يأملون بالحصول على الرزق من ورائه ، وحتى سعر الموز ارتفع والمانجو
وكل الفواكه التي يكرمنا الله بها كل صيف ، والسبب بالطبع ليس بجديد وإنما هو
انقطاع الكهرباء ، فهل هذا يعقل أن تكون هكذا حياتنا ، وهل كابوس المقص أصبح حقيقة
تسيطر على كل من تسول له نفسه تأخير سداد فاتورة كهرباء حتى لو اضطر إلى بيت صيغة
زوجته إن كان هناك ما تبقى مما دفعه من مقدم مهرها ، ولكن قليلا من الرحمة لإخوانكم
، فالضغط لا يولد إلا الانفجار وأنتم اخبر منا بأمور الضغط والانفجار وما مولدات
الكهرباء ومحولات وخطوط الضغط العالي إلا خير دليل على ذلك ، والله من وراء
القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد