الربيعي
مستهدف الجيش والأمن والمواطن، الوطن مستهدف الوحدة والكيان اليمني، الكل مستهدف
والكل يجب أن يقلق، المشاكل تستفحل وتتواصل وتتطور، الوضع ليس الأفضل وأن يكون
الأفضل في ظل الإجراءات المتخذة والأساليب المتبعة، وطرق التعامل مع الأوضاع
والأحداث بأشكالها وألوانها المختلفة..
الصورة ضبابية والرؤية مصابة بعمى
الألوان وعدم الوضوح وكأن العين
أصيبت بالعشى النهاري وليس العشى اليلي..
من يشعلون النار يزيدونها اشتعالاً
بصبهم المزيد من الوقود الذي يزيدها اضطراماً ويعلي أوارها ولهيبها.
وكأنهم
شياطين الجحيم في مزارع الزقوم وأنهار الحميم ومعارك الكر والفر والتوقف والاحتراب،
والخوف والقلق، قطع الطرق، وفتحها في مسلسل فاق طوله المسلسلات المكسيكية المدبلجة،
المتفرج المواطن والمكتوي بالنار المواطن والخائف والقلق المواطن الضحية أخيراً
المواطن والوطن.
لجان تشكيل ولجان تطلع ولجان تنزل ولجان تسلم ولجان تستلم
والنتيجة دائماً نفسها والبداية تستوي مع النهاية أو قل لا نهاية لا بداية بل توقف
واستمرار.
المستفيدون هم المستثمرون للأوضاع المقلقة والمصطادون في الماء العكر
تجارتهم دماء البشر وأرواحهم هذا هو إبداعهم وتلك هي فرص نجاحهم خلا لهم الجو وهيأت
لهم الفرض وهم يستغلونها أفضل استغلال.
أمن الوطن آخر ما يفكرون فيه ولا يعنيهم،
سلامة المواطن آخر ما يخطر على بالهم بل إن استهداف الوطن هو الهدف بحد ذاته وتخويف
المواطن وإقلاق السكينة العامة هي غايات توصلهم لتحقيق المآرب والمكاسب.
قد تكون
الذرائع موجودة ولا أحد ينكرها على رأسها الفساد وهو أمر لا يختلف عليه اثنان
ولكنهم لا يبحثون عن الذريعة أو السبب ولا يهمهم الفساد أو الإصلاح لماذا؟ لأن ما
يقدمونه من صور وما يقومون به من أفعال لا تبشر بالخير ولا تبحث عن مكامن الخلل أو
تسعى لمحاربة الفساد وليتها كانت كذلك، لكانت حركات جاءت بوقتها المناسب ولنظر
إليها الناس نظرة إجلال واحترام..
صحيح الفساد أرهق حياة الناس المعيشية
والاقتصادية والصحية وحتى الاجتماعية لكن ليس علاجه بث سموم الأحقاد واستهداف
المواطن على أساس مناطقي ونشر التخريب واستهداف المواطن على أساس مناطقي ونشر
التخريب واستهداف الوطن ووحدته التي تعد أعظم منجز.
بغض النظر عن أي شيئ
آخر.
لا يمكن أن يحارب الفساد والإبادة أو الفوضى والاختلاف والتناحر، ولا يعالج
الفاسد أو يكافح عن طريق الدعوات الطائفية والمذهبية والتطرف، ولا يمكن أن تحل
مشكلة أو تعالج بأعقاب البنادق أو بأفواهها.
ولا يعني هذا نبرر أو نجوز الفساد
أو ندافع عنه أو نقلل من شأنه أو نحقر من خطره بل العكس يفترض أن يحارب الفساد
والمفسدين بنفس الحدة والقوة التي يحارب بها أعداء الوطن.
وإذا كان الفساد هو
المبرر الرئيسي الأول لافتعال الأزمات فلماذا يبقى ويستمر؟..
المرحلة تتطلب
المزيد من الجدية في التعامل والحسم في اتخاذ القرارات والكف عن التراخي والتساهل
والإهمال لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من المشاكل ويشجع على المزيد من الفوضى
الخروج عن القانون يوماً بعد يوم والسكوت أو التعامل السلبي مع هكذا أوضاع، ليس
صحيحاً ولا صحياً ولا سليماً التغاضي عن الخروقات والاختلالات والتسويف في وضع حدٍ
لها هو تنازل عن القانون وتغضي عن تطبيقه.
يكفي لعبا بالنار حتى لا تحرق الجميع
المتفرج والمؤيد والمعارض والداعم والمساند.
وكان الله في عون
الوطن.