الذل والارتهان والخنوع لأعداء الأمة والغاصبين والمحتلين..وامعتصماه ..سنظل نرددها في
زمن الذل والارتهان والخنوع لأعداء الأمة والغاصبين والمحتلين..سنظل نرددها في عصر
الفرقة والتشرذم والانقسام والمؤامرات الداخلية وتجديد الولاء للغرب وحلفاء الدولة
الإسرائيلية..سنظل نرددها في زمن مد الأيادي للمساعدات والقروض الخارجية والاتكال
على الخارج في استيراد المأكل والملبس وكل ما يتنافى مع قيمنا وعاداتنا
وتقاليدنا ، سنظل نرددها ما دامت جيوشنا تتسلح بمعدات مستوردة من الخارج وتنتشر في
الحدود العربية -العربية لحماية الأنظمة والأراضي تنهب ثرواتها شركات خارجية وما
يعود منها للشعوب سوى الفتات ، والأرض يتم احتلالها من قبل قوات العدو الخارجي في
فلسطين والعراق وأفغانستان وحتى الممرات البحرية والجوية..
سنظل نردد وا معتصماه
ما دامت جيوشنا يتم تدريبها على أيادٍ أجنبية، وما دمنا بعيدين عن تعاليم ديننا
الإسلامي وقيمه وتعاليمه وكل من أصبح اليوم متمسكاً بدينه تلصق به تهم الإرهاب
والتطرف والغلو.
لماذا نغضب اليوم وندين ونستنكر جريمة العدو الإسرائيلي الأخير
المتمثلة في ضرب قافلة الإغاثة وقتل عدد ممن كانوا عليها في الوقت الذي تمارس فيه
دولة العدو أبشع جرائمها بحق إخواننا الفلسطينين كل يوم دون أن نحرك ساكناً ؟ وحصار
غزة المستمر منذ أكثر من عام صار حدثاً عابراً على وسائل الإعلام وكأنه في كوكب آخر
لا يمارس ضد إخوة لنا في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ما الذي صنعناه لإخواننا في
فلسطين منذ نكبة 48م وحتى اليوم غير عقد القمم المفرغة وتقديم المساعدات على
استحياء؟ ما هي العقوبات التي مارسناها ضد إسرائيل خلال تلك السنوات الماضية مثلما
يمارس علينا الغرب العقوبات تلو العقوبات بدون ذنب نقترفه غير الدفاع عن الأرض
والعرض والقيم ؟ وما الذي اقترفه إخواننا في غزة حتى يتم محاصرتهم وضربهم بالصواريخ
والقنابل الفسفورية؟ وأي عملية سلام يمكن أن تحدث والغاصب لا يزال يتوسع داخل الأرض
الفلسطينية لبناء المستوطنات واقتلاع الأراضي الزراعية والزج بكل من يدافع عن منزله
أو أرضه في السجون والمعتقلات الإسرائيلية؟ من أوجد إسرائيل في قلب الجسد العربي؟
ومن يحمها ويدعمها ويقدم لها الملايين من الدولارات لتطوير بنيتها العسكرية
والاقتصادية ؟ أليس هو ذلك الذي يتحدث عن السلام في الشرق الأوسط واتفاقية أوسلو
وغيرها؟! حتى وإن غضبنا اليوم وخرجنا بالمظاهرات والاعتصامات، ما الذي سنقدمه
لإخواننا في فلسطين رداً على همجية إسرائيل المتواصلة؟ هل سنفرض حصاراً اقتصادياً
أو عسكرياً على إسرائيل ؟ وكيف يمكن أن يتحقق ذلك والإخوة في فلسطين أنفسهم لا
يزالون مختلفين ومكاتب العلاقات الاقتصادية تنتشر في العديد من الدول العربية وهناك
القنصليات والسفارات والبضاعة الإسرائيلية تصل إلى أسواقنا والموساد يخترق أمننا
ويمارس أبشع جرائم الاغتيال داخل العواصم العربية؟ هل سنتخذ قراراً يقضي بالحرب على
إسرائيل تحت مسمى أسلحة الدمار الشامل ، كما تمت الحرب على العراق الشقيق، مع أن
النووي الإسرائيلي صار مكشوفاً ومعروفاً للقاصي والداني ؟ حتى وإن رفضت أميركا هل
سنعلن الحرب ونتخذ حق الفيتو لصالحنا ؟ ولماذا تتحدث محكمة لاهاي عن محاكمة الزعماء
العرب ولا تحاكم زعماء بني صهيون بجرائمهم؟ هل صار العالم مختلفاً تماماً عما مضى
وأصبح الفقير المهان يتحكم في العالم ويرسم خريطة الشرق الأوسط الكبير؟ أم أن كلام
الممثل المصري عادل إمام قد أصبح حكمة "الكبير كبير والصغير ما نعرفوش"؟..
كل
هذا بسبب تخلينا عن ديننا ولهثنا وراء الدنيا وأطماعنا الشخصية على حساب القيم
والتعاليم الإسلامية والأرض والعرض، فنسينا أن الله هو أكبر من كل كبير وأن لا عزة
لنا إلا بالإسلام فلا حول ولا قوة إلا بالله.