الشرجبي
حتى النخاع وكانت تلك الرسالة عبارة عن اتهامات وانتقادات لكل ما أكتبه موضحاً أن
مقالاتي تثير الفتن وأنها كمن يصب الزيت على النار ،فيقول ذلك الوحدوي إن ما يكتب
غير صحيح إطلاقاً وخصوصاً عن وزارة الصحة فهي تعمل جاهدة من أجل توفير كافة
احتياجات المرضى. . وأضاف أن مثل هذه المقالات لا تكتب إلا من إنسان لا يريد الخير
للبلاد ويسعى
إلى التشكيك بنزاهة الحكومة ويهدف إلى الإضرار بالوحدة. . كانت تلك الرسالة ولكن
ليست كاملة فقد حذفت منها كلاًماً غير لائق للنشر. . عموماً إن رسالة مثل هذه
لا أعتبرها من شخص وحدوي حتى النخاع وإنما من شخص لا يقيم لكلامه وزناً مما يجعله
يقع في أخطاء تسيئ له وللغير.
وإذا كان من يسمي نفسه وحدوياً عليه أن يعي بأن
انتقاد الأوضاع من أجل إصلاحها، لا يعد أمراً فيه ضرر بالوحدة.
وللمرة المليون
والبليون أقول إن الوحدة ليس لها أي علاقة بالوضع، فعندما نتحدث عن وزارة الصحة وعن
وقائع تحدث فيها وفقاً للتقارير، وعندما نتحدث عن الغلاء الفاحش والزيادة في
الأسعار مع رواتب ضئيلة من قبل الدولة، ما هو الشيئ المضر أو الذي يسيئ للوحدة،
فهذه أشياء يعاني منها المواطن اليمني ويأمل أن تزول معاناته من خلال تلك الرسالة
التي نوصلها "أنا وكافة الزملاء الصحافيين". .
وبالطرق السلمية والمهنية والتي لا
تسيئ إلى شخص أو تمس سمعته.
فمثلاً الكهرباء وانقطاعاتها المتكررة ألا يعتبر
أمراً لا يجب السكوت عليه والمطالبة بتحسين أوضاع المواطنين وبتحسين معيشتهم ورفع
رواتبهم ألا يعد أمراً شرعياً ويجب عدم السكوت عليه، لا أدري أيها الوحدوي في أي
عالم أنت تعيش؟! فإذا كنت فرداً من أفراد المجتمع ستعي تماماً أن كل ما يكتب ما هو
إلا للصالح العام ومصلحة الجميع، ربما تكون الصورة التي تصل عن الأوضاع غير واضحة
ومغلوطة مثلما كان يحدث أيام الراحل جمال عبدالناصر ففي عهده انتشرت السجون وعانى
الناس كثيراً وهو لم يكن يعلم إطلاقاً أن من كان حوله لم يكونوا أوفياء ولم يقوموا
بتعريفه بحقيقة الأوضاع ولكن عندما علم قام بالتصحيح.
ونحن ومن خلال الكلمة نقوم
بإيصال الواقع المعاش لكافة المعنيين، ونأمل أن يأتي اليوم الذي تصحح فيه
الأوضاع.