;

بين برلين وغزة 1163

2010-06-03 03:53:03

خالد علي
البذيجي


ماذا عساني أن أكتب وأناملي لم تعد
تقوى على حمل اليراع..لقد أضحت ترتجف من هول الحدث التي ستكتب عنه وقلبي يقطر دماً
وألماً وحزناً على إخوانٍ لنا هناك في أرض الرباط، أرض فلسطين، في غزة الصمود أناس
يتجرعون مرارة الحرمان ومذلة الحصار وسياسة التجويع على يد أحفاد القردة وأبناء
الخنازير وحلفائهم من الأنظمة العربية أبناء جلدتنا الذين تجمعهم بإخوانهم في

أرض غزة رابطة الدين واللغة وواحدية الانتماء والمصير
الواحد.

إنها غزة المدينة التي صمدت أمام نيران القصف وأصوات
المدافع هي أكثر صموداً على الحصار والتجويع فلم يثنيها الحصار ولا وحشية المعتدين
وتنكر وتتناسي الإخوة.
غزة التي كانت على موعد لاستقبال عدد من السفن التي تحمل
على متنها مئات الأطنان من الأغذية والأدوية والمئات من المتضامنين الذين جاؤا من
موانئ عدة في تركيا واليونان وغيرها يحملون جنسيات مختلفة وهدفهم واحد هو كسر حصار
غزة.
لكن وحشية الدولة العنصرية كانت في الانتظار من خلال هجومها على سفن الحرية
في عرض البحر على بعد 60 ميلاً من مدينة حيفا ليسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى
ويحتجز الباقون في تحدٍ واضح وصريح لقواعد القانون الدولي..
فماذا فعل المجتمع
الدولي من أجل غزة وماذا فعل العرب من أجلها؟ بالطبع الإجابة واضحة ومعروفة مقدماً،
فالعرب كما قال عنهم أحد وزراء إسرائيل "العرب قوم لا يقرأون وإذا قرأوا لا
يفهمون"، بالطبع فالعرب في ظل الخضوع والتمزق الحالي قوم لا حول لهم ولا قوة ما دام
حكامنا قد تعودوا على عبارات الشجب والإدانة، فالعرب وإن كثر عددهم وعدتهم فهم
كغثاء السبيل تسلب حقوقهم وتحتل أراضيهم وتداس كرامتهم والنتيجة شجب وإدانة واجتماع
لمجلس جامعة الدول العربية ولا تخرج نتيجة الاجتماع عن العبارات السابقة..
فإلى
متى سيظل حكام العرب ضمن الفلك الأمريكي سائرين وبحقوقهم متهاونين؟ أليس فيكم إيها
العرب رجل رشيد؟ لقد أضحت تركيا أكثر عروبة منا نحن العرب، أيها الحكام كونوا على
قدر الثقة والعمل بمسؤوليتكم ولو لمرة واحدة واتخذوا موقفاً موحداً من أجل نصره
أبناء غزة وفتح الحصار عنهم وانسحبوا من مبادرة السلام العربية أو الاستسلام
بالأحرى وافتحوا المعابر وعلى وجه الخصوص معبر "رفع" الحدودي مع مصر بشكل
دائم.
إنها غزة وليست برلين فهل يتذكر المجتمع الدولي والعرب خصوصاً حصار برلين
في العام "1948" في خضم الحرب البارد عندما رزحت المدينة تحت الحصار عقاباً على رفض
عملة الفرنك وكيف تعامل العالم معها في ذلك الوقت، فلقد أقام الحلفاء جسراً جوياً
هو الأضخم من نوعه لإغاثة أهل المدينة المحاصرة فهل يفعل العرب كما فعل الحلفاء
لفتح حصار غزة؟ لا أظن ذلك وإن كنت أتمنى ذلك، فحكومات العرب لا تزيد على عبارات
الشجب والإدانة بل إن بعضهم مشترك في تجويع أهل غزة، فبعض الحكومات العربية إن لم
تكن جميعها تسير بالريموت من البيت الأبيض.
إننا في أمس الحاجة لاتخاذ مواقف
تحفظ ماء الوجه ولو في أقل الحدود وإغلاق سفارات الصهاينة في البلدان المطبعة مع
الدولة العبرية فعلينا، أن نحترم أنفسنا من أجل أن يحترمنا الآخرون وأن لا نتنازل
عن حقوقنا كي لا تضيع وتنسى، فلا يضيع حق وراءه مطالب والساكت عن الحق شيطان
أخرس.
وأخيراً نقول: عاشت فلسطين وعاشت غزة عربية عربية..
تحية لتركيا وتحية
لكل من ضحى من أجل فلسطين ولا نامت أعين الجبناء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد