عبد
الرحمن الراشد
الرحمن الراشد
لماذا هاجمت إسرائيل القافلة
البحرية في المياه الدولية، ولم تنتظر وصولها إلى المياه الإقليمية لغزة
لماذا هاجمت
إسرائيل القافلة البحرية في المياه الدولية، ولم تنتظر وصولها إلى المياه الإقليمية
لغزة المحتلة؟ السبب أن القيادة الإسرائيلية تدري أن الضجة ستكون أكبر، والقضية
ستكون معقدة، وستضطر القوى المعتدلة في المنطقة إلى الانكماش والتراجع، وسيخرج قطار
التفاوض عن مساره، وهذا ما قد يحدث غدا.
بسبب جريمة قتل المتظاهرين في
«قافلة الحرية»، لن يستطيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس البدء في التفاوض الذي رضي
به قبل فترة قصيرة بعد ضمانات وتطمينات ووعود عربية ودولية.
الآن كله يتبخر بفضل
ضغط حلف إيران الذي سير القافلة، وجريمة نتنياهو الذي حولها إلى قضية دولية..
ما
الذي كان يضير الإسرائيليين لو سمحوا للقافلة بالدخول، والرسو، وإلقاء المشاركين
خطبهم الحماسية، ثم الإبحار عائدين إلى بلدانهم؟ فعلا، لا شيء.
خصوصا وأنها
قافلة رمزية لا تهدم جدرانا أو تحفر أنفاقا.
هم يريدون تخريب المفاوضات، وهي
تريد تخريبها أيضا، وهنا خدمت القافلة الطرفين من دون الحاجة إلى تنسيق أو إصدار
بيانات.
كان بإمكانها السماح للسفن بالدخول وهي تعرف أن السماح لها لن يعني أبدا
إنهاء الحصار.
فقد سبقها دخول شحنات ووصلت سفن، وغادرت، وبقي الحصار الأرضي
والبحري.
إسرائيل تدرك أنه كان بإمكانها منع القافلة البحرية بسد الطريق بقواتها
البحرية.
وكان بإمكان إسرائيل اقتياد السفن إلى ميناء إسرائيلي واحتجازها
هناك.
وكان بإمكانها تنفيذ عملية إنزال الكوماندوز والسيطرة على قيادة السفن دون
الحاجة إلى استخدام الرصاص الحي، بالغاز المسيل للدموع أو الرصاص البلاستيكي مثلا،
كما هو معهود في أقصى حالات المواجهة مع المدنيين والعزل.
رغم كثرة الخيارات،
فإن القيادة الإسرائيلية اختارت الهجوم المسلح، ومن الواضح أن التعليمات كانت بقتل
عدد من الركاب العزل، وجاءت بعض إصابات القتلى رصاصات في الرأس مباشرة، مما يؤكد
نية الهجوم بتعمد القتل.
أجزم أن القيادة الإسرائيلية المتطرفة الحالية تجد أن
خير حليف لها اليوم هم المتطرفون في المنطقة، والطرفان يحققان الهدف نفسه، إفشال
مشروع أوباما.
إسرائيل تعتقد أن جريمة أمس قد ترفع رد الفعل إلى عنف يسهم في
زيادة شد الخناق على الفلسطينيين، وتعتقد أن العملية ستدفع العرب إلى رفض الحل
السلمي.
طبعا لا بديل عندهم أصلا لإقامة دولة فلسطينية.
وإيران وحلفاؤها يرون
الشيء نفسه ويعتقدون أن فضيحة أمس ستحاصر الدول العربية المعتدلة، وستحرجها سياسيا،
وستلغي المشروع الأميركي الجديد بالتفاوض، كما يفرض معسكر إيران هذا نفسه على
المنطقة بتحقيق أهدافه الأخرى التي ليس بينها طبعا تحرير فلسطين ولا مواجهة
إسرائيل.
وقد أثبتت الأحداث الماضية أن المعسكر المتطرف يملك قدرة رائعة على
إثارة الجماهير، وافتعال المعارك الكلامية، وفرض أجندته السياسية بعد
ذلك.
وبفراسة السياسي الماهر يعرف جيدا هذا الفريق حدود رد الفعل من الطرف
الآخر، أي إسرائيل.
فهو يدرك أن تسيير القافلة لن يكسر الحصار، ويعرف أن كسر
الحصار سهل لو أراد ذلك فعلا، أولا من خلال إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليط
الذي لا يستحق احتجازه كل هذه المعاناة التي يدفع ثمنها أكثر من مليون فلسطيني كل
يوم، لكنه لا يريد إطلاق شاليط لأن ذلك يلغي حالة التوتر، فلا يكون هناك حصار
ومواجهات وقضية يرفع قميصها كل يوم لأغراضه الأخرى.
البحرية في المياه الدولية، ولم تنتظر وصولها إلى المياه الإقليمية لغزة
لماذا هاجمت
إسرائيل القافلة البحرية في المياه الدولية، ولم تنتظر وصولها إلى المياه الإقليمية
لغزة المحتلة؟ السبب أن القيادة الإسرائيلية تدري أن الضجة ستكون أكبر، والقضية
ستكون معقدة، وستضطر القوى المعتدلة في المنطقة إلى الانكماش والتراجع، وسيخرج قطار
التفاوض عن مساره، وهذا ما قد يحدث غدا.
بسبب جريمة قتل المتظاهرين في
«قافلة الحرية»، لن يستطيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس البدء في التفاوض الذي رضي
به قبل فترة قصيرة بعد ضمانات وتطمينات ووعود عربية ودولية.
الآن كله يتبخر بفضل
ضغط حلف إيران الذي سير القافلة، وجريمة نتنياهو الذي حولها إلى قضية دولية..
ما
الذي كان يضير الإسرائيليين لو سمحوا للقافلة بالدخول، والرسو، وإلقاء المشاركين
خطبهم الحماسية، ثم الإبحار عائدين إلى بلدانهم؟ فعلا، لا شيء.
خصوصا وأنها
قافلة رمزية لا تهدم جدرانا أو تحفر أنفاقا.
هم يريدون تخريب المفاوضات، وهي
تريد تخريبها أيضا، وهنا خدمت القافلة الطرفين من دون الحاجة إلى تنسيق أو إصدار
بيانات.
كان بإمكانها السماح للسفن بالدخول وهي تعرف أن السماح لها لن يعني أبدا
إنهاء الحصار.
فقد سبقها دخول شحنات ووصلت سفن، وغادرت، وبقي الحصار الأرضي
والبحري.
إسرائيل تدرك أنه كان بإمكانها منع القافلة البحرية بسد الطريق بقواتها
البحرية.
وكان بإمكان إسرائيل اقتياد السفن إلى ميناء إسرائيلي واحتجازها
هناك.
وكان بإمكانها تنفيذ عملية إنزال الكوماندوز والسيطرة على قيادة السفن دون
الحاجة إلى استخدام الرصاص الحي، بالغاز المسيل للدموع أو الرصاص البلاستيكي مثلا،
كما هو معهود في أقصى حالات المواجهة مع المدنيين والعزل.
رغم كثرة الخيارات،
فإن القيادة الإسرائيلية اختارت الهجوم المسلح، ومن الواضح أن التعليمات كانت بقتل
عدد من الركاب العزل، وجاءت بعض إصابات القتلى رصاصات في الرأس مباشرة، مما يؤكد
نية الهجوم بتعمد القتل.
أجزم أن القيادة الإسرائيلية المتطرفة الحالية تجد أن
خير حليف لها اليوم هم المتطرفون في المنطقة، والطرفان يحققان الهدف نفسه، إفشال
مشروع أوباما.
إسرائيل تعتقد أن جريمة أمس قد ترفع رد الفعل إلى عنف يسهم في
زيادة شد الخناق على الفلسطينيين، وتعتقد أن العملية ستدفع العرب إلى رفض الحل
السلمي.
طبعا لا بديل عندهم أصلا لإقامة دولة فلسطينية.
وإيران وحلفاؤها يرون
الشيء نفسه ويعتقدون أن فضيحة أمس ستحاصر الدول العربية المعتدلة، وستحرجها سياسيا،
وستلغي المشروع الأميركي الجديد بالتفاوض، كما يفرض معسكر إيران هذا نفسه على
المنطقة بتحقيق أهدافه الأخرى التي ليس بينها طبعا تحرير فلسطين ولا مواجهة
إسرائيل.
وقد أثبتت الأحداث الماضية أن المعسكر المتطرف يملك قدرة رائعة على
إثارة الجماهير، وافتعال المعارك الكلامية، وفرض أجندته السياسية بعد
ذلك.
وبفراسة السياسي الماهر يعرف جيدا هذا الفريق حدود رد الفعل من الطرف
الآخر، أي إسرائيل.
فهو يدرك أن تسيير القافلة لن يكسر الحصار، ويعرف أن كسر
الحصار سهل لو أراد ذلك فعلا، أولا من خلال إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليط
الذي لا يستحق احتجازه كل هذه المعاناة التي يدفع ثمنها أكثر من مليون فلسطيني كل
يوم، لكنه لا يريد إطلاق شاليط لأن ذلك يلغي حالة التوتر، فلا يكون هناك حصار
ومواجهات وقضية يرفع قميصها كل يوم لأغراضه الأخرى.