;

كرامة تركيا.. وهوان العرب! 1408

2010-06-06 04:35:57

الحبيب
الأسود


في تركيا ارتفعت بعض الأصوات لتقول:
لماذا تزجّ بنا حكومتنا في المواجهة مع إسرائيل؟ وهل من المفروض علينا أن نكون عربا
أكثر من العرب؟ بسرعة يأتي الجواب في شكل سؤال أصعب: إذا كانت بعض الحكومات العربية
خائنة، فهل يعني أن تكون تركيا غارقة هي الأخرى في بئر الخيانة؟ وإذا كان الزعيم
العربي قد باع القضية، فهل يبيعها أردوغان؟.

أغلبية الأتراك يقفون مع حكومتهم على طريق إعادة الاعتبار لموقع ودور
أمتهم وشعبهم ودولتهم في الساحة الدولية، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا، فتركيا
اليوم دولة قوية، وقوتها تكمن في شموخ قرارها واستقلالية موقفها وديمقراطية مسارها،
وفي ارتباطها بتاريخ عظيم وبثقافة ممتدة في اتساع المكان والزمان.
وتركيا تقاد
اليوم من قبل زعيم ملهم وفارس من فرسان الأناضول، وسياسي محنّك يدرك أن مصالح الدول
عندما تتقدم على مبادئ وقيم وثوابت الشعوب تصبح فعلا انتهازيا غير قابل للاحترام،
لا في الداخل ولا في الخارج..
وتركيا تنهض اليوم كمارد عملاق يرتفع فوق انكسارات
ومؤامرات حاولت أن تعصف بجذوره وعملت على قطع أجنحته التي تطير به في فضائه الحيوي
والإقليمي والحضاري.
وتركيا تؤمن بقيمة الكرامة القومية، هذه القيمة التي رمى
بها القادة العرب تحت كراسيهم المهترئة، واعتبروها شعارا غير واقعي، واجتهدوا في
التآمر على من يقوم من بينهم داعيا لاستعادة النخوة العروبية والعزة الوطنية، ولا
شك في أن زعماء الردة القومية والخنوع والاستسلام يشعرون باستياء عميق من مواقف
أردوغان، ومن جرأة تركيا، ومن ارتفاع العلم التركي في غزة وفي العواصم العربية، ومن
هذا الاحترام الذي يحصده الأتراك في كل العالم، ومن قدرة أنقرة على إعلان مواقفها
السياسية بدون تردّد وبدون خوف وبدون نفاق ولا مواربة، مثلما جاء في خطاب رئيس
حكومتها يوم أمس وفي كلمة وزير الخارجية وفي تصريحات كبار المسؤولين
الأتراك..
في المقابل ماذا فعل العرب؟ لقد اكتفوا بإصدار البيانات المحتشمة
وبدعوة الأمم المتحدة إلى إدانة القرصنة الإسرائيلية التي استهدفت أسطول الحرية في
عرض المياه الدولية!! ذلك هو ما يستطيعه النظام العربي العاجز، وذلك ما تتبناه مصر
الحريصة وبقوة وبشدة على تشديد الحصار على غزة، وحماية كرامتها الوطنية من اختراقات
حماس وحزب الله لأمنها القومي، والتي لا ينسى رئيسها مشاركة الصهاينة احتفالاتهم
بذكرى إقامة دولتهم اللقيطة على أرض فلسطين العربية المحتلة..
وواضح أن الحملة
الإعلامية التي قادتها حكومة القاهرة على الجزائر بعد مقابلة أم درمان في كرة القدم
أشرس وأقسى من أي خطاب موجه ضد إسرائيل وضد عنجهية الصهاينة، والسبب يكمن في أن
التحالف الاستراتيجي بين نظام القاهرة وحكومة شذاذ الآفاق في تل أبيب أكبر وأكثر
متانة من أي تحالف عربي- عربي، وأن ما وصلت إليه أنظمة العجز العربي هو ضرورة تصفية
روح المقاومة في المنطقة، تلك الروح التي تستعيد اليوم انتعاشتها بفضل إصرار تركيا
على إحقاق الحق، وعلى اعتناق مبادئ الحرية والكرامة والفروسية، وهي مبادئ غائبة منذ
زمن عن الضمير السياسي العربي النائم في كهوف الإقليمية المقيتة والديكتاتورية
والفساد والاستكانة والاستسلام للقرار الأمريكي والهيمنة الصهيونية ومصالح لوبيات
النهب الداخلي وشفط ثروات الأمة ومقدراتها.
متى سينتهي ليل الكهرباء علي الربيعي
يا ليل الحر متى غده أقيام الساعة موعده ألا أيها الليل الجحيم ألا انجلي ببردٍ وما
التبربد منك بكلكل عذراً للشعراء الذين نحرف شعرهم أو نقوم بسرقته وتزييفه
فالكهرباء جعلت كل شيئ مزيفاً ومحرفاً ونحن مضطرون لاستعارة شعرهم وهم يذمون طول
الليل وكآبته رغم الفرق الكبير بين ما كانوا يشكونه وما نشتكي من ليل تتألق فيه
الكهرباء وعندما تنطفئ تحوله إلى جحيم يتلظى فيطول نتيجة المعاناة والأجساد تمطر
العرق وكأنه أحد أيام النشور بحره وظلمته.
تطاول هذا الليل وازور جانبه وأرقني
ألا من هواء يلطفه سمع الفاروق عمر تلك المبتهلة وهي تردد شعرا تعبر فيه عن فيضان
من الشوق والبعد والحرمان للحبيب الزوج وهو في يؤدي واجبات الجهاد والرباط فأرقت
بصوتها نومه، وغير دستور الخلاقة محدداً فترة الجهاد بزمن معين تلبية لمشاعر امرأة
كان صوتها كافياً لمراجعة السياسة العامة للخلافة.
واليوم لم تستطع أنات المرضى
أن تصل إلى مسامع مسؤولي الكهرباء ولا بكاء آلاف الأطفال عندما تزورهم ساعات
الانقطاع الكهربائي الليلي، ولم يحسوا بمعاناة آلاف الطلاب وهم في مرحلة الامتحانات
النهائية للعام الدراسي عندما يقضون ليلهم حسرات بين السهر في الظلام والمعاناة في
الحر وفقدان أثمن الأوقات التي هم في أمس الحاجة إليها للمراجعة، صار الليل يشكل
هاجساً مزعجاً للجميع فلا تكاد الشمس تأفل مودعة النهار بأجمل مناظر الغروب وهي
اللحظات التي يتغزل بجمالها الشعراء ويتفنن برسمها الفنانون والمبدعون والتي جعلتها
الكهرباء في عيوننا لحظات من التعاسة والقلق والهم فلا نراها إلا حمرة الشفق التعيس
الباهت النذير بالشؤم الليلي الذي يعقبه بعد معاناة النهار داخل البيوت متتبعين
ظلال الأشجار علهم يجدون نسمة هواء بارد حتى ولو أرسلت الغربان هداياها المزعجة على
الرؤوس أو الثياب والتي يتقبلها الناس تقبل المكرهين من أجل غلاء عيون الكهرباء
والقائمين عليها، زاد الدلال وزاد الدلع وكثر الغنج وبلغ العشق مستوى الجنون وذروة
الحب والتماهي والعشق الجماعي لا الفردي، أما يكفي البعد والهجران وحانت لحظات
اللقاء بالكهرباء تعب الناس من العشق الذي يسهر ليلهم وهم يحلمون بلحظات لقاء عابرة
تجمعهم بهواء مروحة أو برد مكيف، قتلهم العشق الذي يسهرهم الليل كله إما بفعل
الانقطاع المبكر أو الأرق في انتظار المتأخر وزادت المعاناة والإرهاق.
كفى
تعذيباً نفسياً رفقاً بحالهم فالليل خلق ليسكن الناس فيه ويهجعون ويهربون إليه من
زحمة النهار والعمل والتعب وليس ليجدوا أنفسهم يعانون عذاب الكهرباء كالمستجير من
الرمضاء بالنار، ويقضي الناس ليلهم كما قال أمرئ القيس: وليل كموج البحر أرخى سدوله
علي بأنواع الهموم ليبتلي وأي هم أكثر من أن يبقى الإنسان الليل كله متنقلاً بين
الشارع والبيت أو داخل البيت بين الأبواب والنوافذ وما يترتب على ذلك من إرهاق نفسي
وجسدي يؤدي إلى التخلف عن العمل أو التأخر والذي يؤدي بدوره إلى خصم الأقساط من
الراتب.
وها كذا يظل فصل الصيف هنا ينتظره الناس كل عام تلهج ألسنتهم بالدعاء أن
يهدي الله المسؤولين لإصلاح أعطاب الكهرباء ولكن يأبي الصيف والكهرباء إلا أن
يمنحوا الناس الحر أشكالاً وألواناً فلا تحس بالفرق بين نصف الليل أو نصف النهار
يستوي في ذلك البيت والصحراء.
وتبقى بيوت لا تعرف الانقطاع ولا يزورها
الحر.
وهم يرددون أغنية أيوب طارش احرقوا أو تقرمدوا....
الحما والظمأ لكم
والندى كله لنا.
باعدو من طريقنا.
اللهم نجنا من حر السعير وحر يوم
النشور

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد