علي محمد
الحزمي
الحزمي
للحديث عن ملائكة الرحمة أو من
يسمون بملائكة الرحمة أحاديث طويلة لا تنتهي في وطننا الحبيب حيث تسمع الكثير من
المآسي بسبب أن كل شيء بالخبرة وبالتوريث ومن النادر أن تكون الشهادة حاضرة في أي
مجال عمل ، وإذا كانت تصرفات من يسمون أنفسهم بملائكة الرحمة وهم بلا شك الأطباء
والعاملين في الكادر الصحي في بلادنا فإنك بالطبع لا تجد هذه الرحمة مطلقا ،
وبالذات حين تسمع من أحدهم بعض هذه
القصص العجيبة والتي هي بلا شك ليست محض افتراء ولا كذب ولا يقصد بها التشهير ولا
التشويه ولا الإساءة لشخص بحد ذاته بقدر ما تكون نوع من طرح ظاهرة الإهمال المطلق
التي يتعرض لها المواطن في أغلب مستشفياتنا على وجه العموم وفي المستشفيات الحكومية
على وجه الخصوص.
في المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء توجه صديقي رمزي من أجل
أن يقوم بعمل فحوصات طبية لزوجته التي تعاني من بعض الآلام في الصدر وبعد ما نصحه
الكثير بالتوجه إلى المستشفى الجمهوري بحكم أن هناك دكتور متخصص في هذه الأمور ،
وعلى الفور تحمل مشقة العناء وتوجه من أطراف العاصمة إلى المستشفى الجمهوري وعلى
الفور قام بقطع تذكرة الزيارة والتي هي عبارة عن سعر رمزي وتشجيعي بحكم أن المستشفى
حكومي ، وما إن وصل إلى ذلك الطبيب المختص حتى أعطاه موعداً لزيارته في عيادته
الخاصة والتي تقع قريباً من المستشفى ولكن ليس بنفس الوقت، إذ يتطلب منه العودة إلى
البيت ومن ثم المجيء من جديد إلى عيادة الدكتور المختص ، وحين عاد في اليوم التالي
فوجئ أولا برسوم المعاينة والتي تنقسم إلى نصفين، أما معاينة جهة واحدة من الصدر
والكشف عليها بمبلغ 5 ألف ريال يمني ، وإذا كانت الجهتين فالمبلغ بالطبع يكون
مضاعفاً، وبعد شد وجذب حصل على تخفيض ووافق الدكتور على إجراء الفحص الكامل بمبلغ
ستة آلاف ريال يمني فقط مجرد الكشف ومن ثم قام بتحويله لعمل فحوصات وإلى أين ؟
بالتأكيد إلى مختبرات المأمون في شارع تعز وهذا بحد ذاته يدعونا للغرابة والتعجب
بوجود مختبرات في شارع الزبيري وقريباً من المستشفى الجمهوري ذوي الكفاءة العالية
والسمعة الطيبة ، ولكن للعمولة حكمها في مثل هذه الأمور ، وبعد إجراء الفحص والبالغ
تكلفته ثمانية الآلف ريال ، قام بالعودة إلى الدكتور والذي قرر له عملية ولا أدري
هل هي جراحة أم عملية شفط دهون أم ماذا ؟ لأنه وكما ذكر الدكتور سيقوم بإجراء
العملية في العيادة وهذا بالطبع لا يعقل إطلاقا ، وبعد المراجعة مع الطبيب في
المبلغ وهو أربعين ألف ريال وحيث يتكفل صديقي ببعض المعدات والدكتور ما عليه سوى
العمل فقط ، وهذا بالطبع فيه الكثير مما يدعو إلى المساءلة القانونية والمساءلة
الأخلاقية والمساءلة الوطنية ، قام الدكتور بالتنازل عن مبلغ عشرة آلاف ريال وتحديد
مبلغ ثلاثون ألف ريال مقابل العملية ، وبالطبع يظل الاتفاق قائما على أن صديقي هو
من يشتري المعدات المطلوب ولا ادري أنا ولا صديقي ما هي المعدات ، وبدأ صديقي
بالبحث عن أمكانية الحصول على هذا المبلغ بحكم أنه يعمل في عمل ليس له علاقة مطلقا
بوظيفة حكومية وراتبه خلال شهر كامل لا يصل إلى ثلاثين ألف ريال ، وبعد قليل من
التأني نصحه أحد أقربائه بزيارة استشارية متخصصة بهذه الأمراض وتخيلوا مقدار
المفاجأة حين قالت له البروفسورة المذكورة بكل هدوء المسألة كلها لا تتعدى هذا
العلاج وبشرط ألا تكون زوجتك حامل وإذا كانت حامل ، فلا يتطلب منها سوى الانتظار
إلى ما بعد الولادة وستزول كل هذه الآلام التي تشعر بها أحياناً ، وتخيلوا أن
العلاج لا يتعدى سعره مبلغ ألف ومائة وثمانون ريال يمني فقط لا غير ، وكانت الدهشة
كبيرة حين عرض عليها الفحوصات وأخبرها عن حكاية الدكتور السابق وحكاية العملية التي
سيقوم بها في العيادة فاستنكرت وقالت من يستطيع عمل أي عملية ولو كانت بسيطة داخل
عيادة ؟؟! لأن العيادة لا تكون معدة إطلاقا للعمليات أو شيء من متعلقات العمليات ،
وأعطته موعداًَ للعودة بعد أسبوع وكل شيء على ما يرام !! سبحان الله وقالوا أنهم
ملائكة الرحمة ، بالله عليكم متى سيترك الأطباء مسألة المتاجرة بأرواح المواطنين ،
ومتى سينظر الأطباء إلى عملهم كرسالة قبل أن يكون تجارة ، ومتى سيترك الأطباء
تعاملهم الأعوج في التخاطب ومحاولة ابتزاز المريض بشتى الوسائل ، دون أن ينطق
المريض بكلمة لا ، متى ومتى ومتى؟. .
بالله عليكم إذا كانت هذه هي الحال في
المستشفيات التي نعتبرها رائدة في تقديم الخدمات، فما ذا عن المستشفيات التي تقع
خارج العاصمة ، كثير من القصص وكثير من هذه الحكايا وكثير وكثير من الأخبار التي
يتناقلها الناس وينأى الإعلام عن طرحها حفاظا على كرامة هذا الطبيب الذي لم يحفظ
أبدا كرامة وطنه ولا كرامة أبناء وطنه بل ولم يفكر ولو لحظة بأنه مخاطب أمام الله
عن كل تصرف يقوم به للكسب من وراء هموم الناس ويقتات من أمراضهم ، من يكلم هؤلاء من
يوعيهم ومن ينصحهم ، وإذا غاب الوازع الديني فهل تتوقعون لهم الصلاح ، وهل تعتقدون
أننا سننعم برضا الرحمان قبل أن ننعم بالعافية ونحن نتسول الحياة ونرجوا العطف ممن
لا يعرفونه ؟؟!! ختاما سأتوقف هنا : أحدهم تم الاتصال به للحضور على أقصى السرعة
للمستشفى من أجل الموافقة على إجراء عملية لأبنه وحين حضر على الفور طلبوا منه
توقيع الملف وحين تساءل عن أي عملية قالوا له الزائدة الدودية وبسرعة والوضع حرج ،
وقبل أن يوقع قال لهم ولكن الزائدة تم استئصالها قبل ستة أشهر ، فما كان من المسؤل
الذي طلب منه التوقيع إلا أن قال له لحظة فقط سأذهب لأتأكد من الدكتور هل هي
الزائدة أم شيء آخر !!! بالله عليكم هل يعقل هذا ؟؟!
a. mo. h@hotmail. com
يسمون بملائكة الرحمة أحاديث طويلة لا تنتهي في وطننا الحبيب حيث تسمع الكثير من
المآسي بسبب أن كل شيء بالخبرة وبالتوريث ومن النادر أن تكون الشهادة حاضرة في أي
مجال عمل ، وإذا كانت تصرفات من يسمون أنفسهم بملائكة الرحمة وهم بلا شك الأطباء
والعاملين في الكادر الصحي في بلادنا فإنك بالطبع لا تجد هذه الرحمة مطلقا ،
وبالذات حين تسمع من أحدهم بعض هذه
القصص العجيبة والتي هي بلا شك ليست محض افتراء ولا كذب ولا يقصد بها التشهير ولا
التشويه ولا الإساءة لشخص بحد ذاته بقدر ما تكون نوع من طرح ظاهرة الإهمال المطلق
التي يتعرض لها المواطن في أغلب مستشفياتنا على وجه العموم وفي المستشفيات الحكومية
على وجه الخصوص.
في المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء توجه صديقي رمزي من أجل
أن يقوم بعمل فحوصات طبية لزوجته التي تعاني من بعض الآلام في الصدر وبعد ما نصحه
الكثير بالتوجه إلى المستشفى الجمهوري بحكم أن هناك دكتور متخصص في هذه الأمور ،
وعلى الفور تحمل مشقة العناء وتوجه من أطراف العاصمة إلى المستشفى الجمهوري وعلى
الفور قام بقطع تذكرة الزيارة والتي هي عبارة عن سعر رمزي وتشجيعي بحكم أن المستشفى
حكومي ، وما إن وصل إلى ذلك الطبيب المختص حتى أعطاه موعداً لزيارته في عيادته
الخاصة والتي تقع قريباً من المستشفى ولكن ليس بنفس الوقت، إذ يتطلب منه العودة إلى
البيت ومن ثم المجيء من جديد إلى عيادة الدكتور المختص ، وحين عاد في اليوم التالي
فوجئ أولا برسوم المعاينة والتي تنقسم إلى نصفين، أما معاينة جهة واحدة من الصدر
والكشف عليها بمبلغ 5 ألف ريال يمني ، وإذا كانت الجهتين فالمبلغ بالطبع يكون
مضاعفاً، وبعد شد وجذب حصل على تخفيض ووافق الدكتور على إجراء الفحص الكامل بمبلغ
ستة آلاف ريال يمني فقط مجرد الكشف ومن ثم قام بتحويله لعمل فحوصات وإلى أين ؟
بالتأكيد إلى مختبرات المأمون في شارع تعز وهذا بحد ذاته يدعونا للغرابة والتعجب
بوجود مختبرات في شارع الزبيري وقريباً من المستشفى الجمهوري ذوي الكفاءة العالية
والسمعة الطيبة ، ولكن للعمولة حكمها في مثل هذه الأمور ، وبعد إجراء الفحص والبالغ
تكلفته ثمانية الآلف ريال ، قام بالعودة إلى الدكتور والذي قرر له عملية ولا أدري
هل هي جراحة أم عملية شفط دهون أم ماذا ؟ لأنه وكما ذكر الدكتور سيقوم بإجراء
العملية في العيادة وهذا بالطبع لا يعقل إطلاقا ، وبعد المراجعة مع الطبيب في
المبلغ وهو أربعين ألف ريال وحيث يتكفل صديقي ببعض المعدات والدكتور ما عليه سوى
العمل فقط ، وهذا بالطبع فيه الكثير مما يدعو إلى المساءلة القانونية والمساءلة
الأخلاقية والمساءلة الوطنية ، قام الدكتور بالتنازل عن مبلغ عشرة آلاف ريال وتحديد
مبلغ ثلاثون ألف ريال مقابل العملية ، وبالطبع يظل الاتفاق قائما على أن صديقي هو
من يشتري المعدات المطلوب ولا ادري أنا ولا صديقي ما هي المعدات ، وبدأ صديقي
بالبحث عن أمكانية الحصول على هذا المبلغ بحكم أنه يعمل في عمل ليس له علاقة مطلقا
بوظيفة حكومية وراتبه خلال شهر كامل لا يصل إلى ثلاثين ألف ريال ، وبعد قليل من
التأني نصحه أحد أقربائه بزيارة استشارية متخصصة بهذه الأمراض وتخيلوا مقدار
المفاجأة حين قالت له البروفسورة المذكورة بكل هدوء المسألة كلها لا تتعدى هذا
العلاج وبشرط ألا تكون زوجتك حامل وإذا كانت حامل ، فلا يتطلب منها سوى الانتظار
إلى ما بعد الولادة وستزول كل هذه الآلام التي تشعر بها أحياناً ، وتخيلوا أن
العلاج لا يتعدى سعره مبلغ ألف ومائة وثمانون ريال يمني فقط لا غير ، وكانت الدهشة
كبيرة حين عرض عليها الفحوصات وأخبرها عن حكاية الدكتور السابق وحكاية العملية التي
سيقوم بها في العيادة فاستنكرت وقالت من يستطيع عمل أي عملية ولو كانت بسيطة داخل
عيادة ؟؟! لأن العيادة لا تكون معدة إطلاقا للعمليات أو شيء من متعلقات العمليات ،
وأعطته موعداًَ للعودة بعد أسبوع وكل شيء على ما يرام !! سبحان الله وقالوا أنهم
ملائكة الرحمة ، بالله عليكم متى سيترك الأطباء مسألة المتاجرة بأرواح المواطنين ،
ومتى سينظر الأطباء إلى عملهم كرسالة قبل أن يكون تجارة ، ومتى سيترك الأطباء
تعاملهم الأعوج في التخاطب ومحاولة ابتزاز المريض بشتى الوسائل ، دون أن ينطق
المريض بكلمة لا ، متى ومتى ومتى؟. .
بالله عليكم إذا كانت هذه هي الحال في
المستشفيات التي نعتبرها رائدة في تقديم الخدمات، فما ذا عن المستشفيات التي تقع
خارج العاصمة ، كثير من القصص وكثير من هذه الحكايا وكثير وكثير من الأخبار التي
يتناقلها الناس وينأى الإعلام عن طرحها حفاظا على كرامة هذا الطبيب الذي لم يحفظ
أبدا كرامة وطنه ولا كرامة أبناء وطنه بل ولم يفكر ولو لحظة بأنه مخاطب أمام الله
عن كل تصرف يقوم به للكسب من وراء هموم الناس ويقتات من أمراضهم ، من يكلم هؤلاء من
يوعيهم ومن ينصحهم ، وإذا غاب الوازع الديني فهل تتوقعون لهم الصلاح ، وهل تعتقدون
أننا سننعم برضا الرحمان قبل أن ننعم بالعافية ونحن نتسول الحياة ونرجوا العطف ممن
لا يعرفونه ؟؟!! ختاما سأتوقف هنا : أحدهم تم الاتصال به للحضور على أقصى السرعة
للمستشفى من أجل الموافقة على إجراء عملية لأبنه وحين حضر على الفور طلبوا منه
توقيع الملف وحين تساءل عن أي عملية قالوا له الزائدة الدودية وبسرعة والوضع حرج ،
وقبل أن يوقع قال لهم ولكن الزائدة تم استئصالها قبل ستة أشهر ، فما كان من المسؤل
الذي طلب منه التوقيع إلا أن قال له لحظة فقط سأذهب لأتأكد من الدكتور هل هي
الزائدة أم شيء آخر !!! بالله عليكم هل يعقل هذا ؟؟!
a. mo. h@hotmail. com