;

حين يموت الوازع الديني!! 1268

2010-06-07 03:53:53

علي محمد
الحزمي


الوازع الديني أو الضمير الحي ، حين
يموت تنتهي معه كل القيم والمبادئ الفضلى في المجتمع وتعم الفوضى الأخلاقية وتنتشر
الأمراض ويبتلينا الله بالجوع والفقر ونقص في الأموال والأولاد ، والمال والبنون
زينة الحياة الدنيا ، وأي زينة تلك التي تخلف من ورائها المصائب والهموم لأصحابها ،
نعم عندما ينعدم الضمير تموت كل القيم وتنتهي وينتشر الفساد فتجد كل من حولك

مفسد ، وتجد زملاء العمل يتحدثون عن
الرشوة وكأنها نوع من الرجولة ، وتجد السارق يتحدث عن السرقة وكأنها أصبحت أنفال
غزوة ، وتجد المستبد يتكلم عن كيفية السيطرة والحكم الرشيد ، تجد الأب يخاطب ابنه
وكأنه يخاف من أن يقوم ابنه بضربه ، وتأديبه أمام الخلق أجمعين ، تجد الأم تحاول أن
تكسب عطف أبنائها خوفاً من تمردهم وهي لا تستطيع عمل شيء لهم ، تجد الصاحب يعامل
صاحبه بألف وجه ووجه ، ينتشر الكذب فيصبح حديث المجالس ، وتصبح المغامرات المحرمة
هي حكايات العاطلين والفاشلين في كل مكان ، تصبح أدوات العلم الحديث ووسائل تطور
العصر ألعوبة في أيدي من لا يعرفون الله ولا يخافونه بل ولا يفكرون ولو للحظة ، تجد
أحدهم في الشارع يضايق بنات الناس وحين تحدثه يقول لك دعني أتفكر في خلق الله فتقول
له بل في نفسك (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) إن كنت بالفعل تتفكر ، تجد أحدهم يحدثك عن
مواكبة العصر بلباسه وشعره الطويل وأدوات التجميل التي يضعها الشاب أكثر مما تضعه
الفتاة أحيانا ، وفوق هذا وذاك تكلمه فيأخذ الكلام بسخرية ويقول لك حين أكبر سأتوب
، لا حول ولاقوة إلا بالله ، متى ستتوب وأنت الأغاني تملأ هاتفك ، والصور الفاضحة ،
على شاشة تلفزيونك المنزلي ، وتصرفات عائلتك كلها من السيئ إلى الأسوأ متى يا آخى
ستعمل على صلاح نفسك وستبحث عن راحتك وما أجملها من راحة وأنت تقول حياة قلبي مع
كتاب ربي ، متى ستفكر وستتذكر أنك قرأت كتاب الله ، أو حتى صليت الفجر في المسجد
جماعة ، متى ومتى ومتى..
؟؟!! كثير من الشباب لا يدري عن حياته شيء ولا يعرف ما
فائدتها ولا عن أي شيء تتحدث وأنت تكلمه عن بعض النقاط السلبية التي تحتاج منه إلى
بعض التعديل ، كثير من الشباب والأكثر تجده من الذين يعانون بما يسمى بالمراهقة
المتأخرة ، فبعد أن من الله عليه وتزوج تجده يبدأ بالتصرفات الصبيانية وتسمع كثير
من الشباب لم يمض على زواجه أكثر من عامين وتجده يتحدث عن فكرة الزواج ويقول لك
بأنه عاش مغامرة حب وكلام فارغ لا يعيه عقل إنسان .
بالله عليكم أين ذهبت المثل
العليا والأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والمبادئ السامية ، أين نحن ممن يمثلون
أوطانهم ومجتمعاتهم ، أين نحن وقد تجد الشباب تجتمع على المعصية أكثر من اجتماعها
على الطاعة ، فلا يكون حديثهم إلا عن الحرام ولا تكون لقاءاتهم إلا في الحرام ،
وتتحدثون عن الضمير ، فهل نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل الضمير؟؟ نعم نحن بأمس الحاجة
إلى إعادة تأهيل الضمير ، وليس بالكلام فقط ، بل بالالتزام بالطاعة ، كل عام يمر
علينا ونحن نجد مناسبات دينية عظيمة ولا أجمل من رمضان الفضيل فتجد فيه الشباب
يملأون المساجد ويداومون على قراءة القرآن بل والبعض ممن أفاء الله عليه يذهب لأداء
العمرة ولكنه ، من جديد لما كان عليه ، وكأنه لا يستحي ممن وقف بين يديه قبل أيام
وحتى قبل أشهر وطلبه ورجاه العفو والمغفرة ، حين تشتد بنا النوائب نعرف أن الله حق
، فنبتهل إليه ونحن نعلم أن من لجأ إلى الله في الرخاء قبل الشدة وجد الله في الشدة
والرخاء ، ولكن من يحاول أن يعلم أجيالنا كيفية التعامل، من يحاول أن يعمل على
النصح وينال ثوابه من الله الغني الحكيم ، من يحاول أن يكون قدوة لأبنائه قبل أن
يكون قدوة لغيره من أبناء عشيرته وقريته ومجتمعه ، بل ولماذا نحن الشباب لا يكون
التناصح بيننا هو سمة العصر ، لما لا نستغل كل وسائل وتقنيات العلم من أجل خدمة
مجتمعنا ، وصدقوني ألا حكومة تقسم ولا دولة تكتب الأقدار بل تذكروا أن الله هو
الرزاق ذو القوة المتين ، هو المعطي والمانع ، هو الباري والمبدئ والمعيد ، ولكن من
يفكر، لو قليلا بهذه الحقيقة التي نؤمن بها جميعا، ولكن مجرد إيمان صوري يحتاج منا
إلى الكثير من أجل ترسيخها في القلوب والعقول ، ودمتم بخير وحفظكم الله ورعاكم الله
ووفقكم الله دوما يا شباب وطني الحبيب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد