بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
الإمامة الإلهية من أخطر العقائد
التي سعى حسين الحوثي إلى ترويجها !! لأنها دعوة باطنية لاستمرار النبوة !!!! بل
وفوق هذا فقد نشر دعوته هذه في أكثر من ملزمة !! حتى أصبحت فتنة متماحلة زجت
بالآلاف في مهوات الخطل !! فتسارعوا إلى الفتنة والشر بلسان سليط وسلعة خاسرة !!
وعمت بهم البلية وكثرت الرزية !! وقد اندهشت لقيامه بذلك دون أن يجد من يقول له قف
عند حدك فقد تعديت المدى وتجاوزت
الخطى !! وفي هذا البحث الأول من نوعه سنلقي نظرة على ما قال في بعض ملازمه ثم أرد
عليه بطرح أسئلة بسيطة تزيح الشبهة وتقيم الحجة فإلى التفاصيل :
writerw1@hotmail.com إقصاء الكتاب والسنة !! تمادى في الأمر وملخ في الباطل ملخاً
فأدركته أصابع الشيطان ليقول في ملزمته "دروس من سورة آل عمران - الدرس الأول" ص21
: ( ما ينزل الساحة الآن في أوساط المسلمين : "لو تمسك الناس بكتاب الله وسنة رسول
الله لاستطاعوا أن يخرجوا من هذه الأزمة".
أليس هذا المنطق موجوداً الآن
؟.
نحن قلنا بأن كلما نسمع لم يعد منطق نرى فيه الحل ، إما لأن التعبير عنه ناقص
، وإما لأن التعبير عنه يؤدي إلى ضلال ، أو أن هذا الذي قدم كحل ليس حلاً في الواقع
، وإنما يرسخ الإشكالية أكثر فأكثر ، ويهين الأمة لأنه بقى في وضعية على ما هو عليه
قروناً بعد قرون ) !!! أعوذ بالله من هذا الضلال الذي ما سبقه إليه أحد من الضلال
!! هذه شائنة من أكبر الشوائن خرجت من فم هذا المعثار وصدقها من كان على شاكلته
وشكله !! التفهيم الإلهي = الوحي الإلهي !!! إذا كان الله عز وجل يوحي للأنبياء فهل
يوحي للأعلام الذين اصطفاهم ؟!! لا تستغرب من هذا السؤال فقد اخترع حسين الحوثي
للأعلام وحياً جديداً سماه "التفهيم الإلهي" !!!!! استمع إليه لتعلم خطورة ما يدعو
إليه حيث يقول في ملزمته "معرفة الله - عظمة الله - الدرس السادس" ص5-6 : ( بعد أن
فهمناه غائباً وترسخ في مشاعرنا غائباً انطلقنا نحن لنحكم أنه في الواقع غابت أعلام
الهدى فكل واحد منا فليقم ينظر هو من جديد يبحث عن خالقه كل واحد يقوم ينظر ويجتهد
يبحث عن ما هي الأحكام التي يدين الله بها ، لأنه قدم في الصورة أن الله غاب من يوم
مات نبيه ( صلوات الله عليه وعلى آله ) وانقطع الوحي فغاب .بينما هو يذكرنا بأنه لم
يغب في قصة عجيبة في القرآن الكريم قصة الغنم التي رعت الزرع في أيام داود وابنه
سليمان عليهما السلام عندما قال تعالى ( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ
فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ
شَاهِدِينَ ) ( الأنبياء: 78 ) لاحظوا العبارة هذه ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ
شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً ) (
الأنبياء : من الآية 79 ) فيأتي الآن مجتهدون وعلى طول تاريخ الإسلام ويتعاملون مع
القضايا وكأن الله غائب وكأنه ارتفع من هذا العالم وانقطع بانقطاع الوحي الاتصال به
ولذلك تراهم لا يلحظون قضية ( التفهيم الإلهي ) عندما يتحدثون عن مؤهلات الاجتهاد
وشروط المجتهد ، بأن يقولوا مثلاً ( وأن يكون مظنة التوفيق الإلهي في فهم الحكم )
أو نحو هذا ، هو تعالى يذكر أن قضية بسيطة قضية غنم رعت قليل زرع ، داود نبي
وسليمان ابنه قبل أن يكون نبي لكن المصطفين الأخيار ليسوا ممن يجول في أذهانهم أو
يتراددوا الكلام كيف يحكمون فيها على النحو الذي يقوم به المجتهد .
الله قال (
وكنا لحكمهم شاهدين ) بالطبع بعد أن ترفع القضية إلى داود وسليمان بالطبع أن الذي
يجول في خاطره هو ما هو الحكم فيها ؟ حتى وإن كان في قراره نفسه مربى على أن ينتظر
الوحي هذا بالطبع يجول في نفسه يتساءل كيف يكون الحكم فيها ؟ هو نبي عن طريق الوحي
يوحى إليه وابنه سليمان من ورثة الكتاب هو ممن اصطفي ليكون من ورثة الكتاب (
ففهمناها سليمان ) ألم يقل الله : إنه تدخل هنا لأنه شاهد ؟.
تدخل في الحكم في
قضية زرع لشخص رعته أغنام آخرين ؟ فَهَّم الحكم في هذه القضية سليمان ، هو يوحي إلى
داود وهو أيضاً يفهم سليمان فهو يوحي إلى أنبيائه وهو يفهم أعلام دينه.
وهذا هو
ما قاله ( الإمام الناصر الأطروش ) فيما حكى عنه شارح الأساس أنه يقول ( أن
الاجتهاد في القضايا هو من اختصاص أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم ) ولكن وفق
الثقافة التي قدمت في مجال معرفة الله قدم غائباً ، وارتفع عن هذا العالم ، فعلى
الإنسان أن يبحث حتى عن الله ، كل واحد ينظر ويبحث ...
الخ .
هل يمكن في قضية
زرع بسيطة أن يقول الله بأنه كان شاهداً ( وكنا لحكمهم شاهدين ) هو لا يغيب ، وأن
يتدخل فيها ففهمها سليمان وهناك أبوه داود نبي ، ولم يترك المسألة للاجتهاد من قبل
هذا أو هذا ، على الرغم من أنهم كما قال ( وكلاً آتينا حكماً وعلماً ) ، ثم يهمل
هذه الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداثاً رهيبة وأحداثاً
كبيرة يتركها وهي آخر الأمم ، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول : هذا خاتم
الأنبياء ، وكتاباً واحداً ثم يقول هذا آخر الكتب .
ثم يقفل الملف وينطلق الناس
كل واحد يبعث عن إلهه وعن ما يتعبد به ..
يهمل الأمة وهو لم يهمل رجل
فلسطيني.
رعت زرعه أغنام آخرين فتدخل هو في القضية ، وقال أنه هو شاهد على حكمهم
، وأنه فهم سليمان كيف يكون الحكم لأنه تعالى شاهد ، وهي قضية فرعية ، والتي يمكن
أن يقال فيها : يا أخي مسموح أو يقل فيها : أحد الناس أعطه قليلاً من حب بدل الحب
الذي كان سيحصل منها أو بعبارات من هذه .هو سبحانه شاهد ( أَوَلَمْ يَكْفِ
بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ( فصلت من الآية 53) الله في
القرآن الكريم يؤكد لنا أنه شاهداً على كل شيء ، وحاضر على كل شيء ، ولو أنه ترسخ
في ذهنيتنا ما رسخه القرآن الكريم لتفادينا كثيراً من الإشكالات وكثيراً من هذا
الانحطاط الذي وصلنا فيه ، لأنه بسبب أننا لم نثق بالله لأن الله لم يعد له حضور في
نفوسنا ، لم يترسخ في أنفسنا شهادته وحضوره : وهو يقول في آيات كثيرة "أولم يكف
بربك أنه على كل شيء شهيد" ) !!!! فانظروا إلى صورة جديدة من صور الوحي "التفهيم
الإلهي" والتي لم يلحظها إلا حسين الحوثي !! ونسي أن الله عز وجل فهم سليمان عليه
السلام بنص القرآن فأين النص على غيره من الأعلام ؟! وسليمان عليه السلام نبي يوحى
إليه وليس مجرد علم لا يوحى إليه !! والحوثي لا يقول بالقياس في الفروع الفقهية
فكيف يقيس في الأصول العقائدية ؟! بل وأخطر ما في الموضوع إلى جانب التفهيم الإلهي
إيمانه بعدم انقطاع الوحي والنبوة فالملف لم يغلق حسب نص كلامه : ( ثم يهمل هذه
الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداثاً رهيبة وأحداثاً كبيرة
يتركها وهي آخر الأمم ، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول : هذا خاتم الأنبياء ،
وكتاباً واحداً ثم يقول هذا آخر الكتب .
ثم يقفل الملف وينطلق الناس كل واحد
يبعث عن إلهه وعن ما يتعبد به ..
يهمل الأمة وهو لم يهمل رجل فلسطيني.
) !!!!
وانظروا كذلك إلى كذبه على القرآن الكريم عندما قال : ( لأنه بسبب أننا لم نثق
بالله لأن الله لم يعد له حضور في نفوسنا ، لم يترسخ في أنفسنا شهادته وحضوره : وهو
يقول في آيات كثيرة "أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" ) !!!! فهذه الآية لم ترد
إلا مرة واحدة في سورة "فصلت" آية 53 ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي
أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ
أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ).
وهذا الجاهل قال في آيات كثيرة !! ثم ما
علاقة هذه الآية بالحكم والإمامة ؟! الشرعية الإلهية !!! سيفصح الآن بأن كل كلامه
السابق حول الأعلام الذين اصطفاهم وأختارهم الله تعالى المقصود به ولاة الأمر وحكام
الأمة يقول : ( ولو تأملنا لوجدنا أنه حتى أعداء الإسلام أنفسهم الذين يحاولون أن
يقفلوا كل شيء بالنسبة للمسلمين ينطلقون في مجال ولا يدرون بأنهم يهيئون أجوا عظيمة
جداً للمؤمنين من خلال ما يتحركون فيه ، لأن الله غالب على أمره ..
جاؤوا
بالديمقراطية لتكون بديلاً عن نظم الإسلام وعن نظام الإسلام ولنكون نحن المسلمين من
يمسح من ذهنيتنا أن هناك في الإسلام نظام ، هناك ولاية أمر ، هناك دولة فيأتوا
بالديمقراطية ، الديمقراطية نفسها ما الذي حصل يفرض داخلها حرية رأي ، حرية التعبير
، حرية الكلمة ، حرية التحزب ، حرية التجمع ، حرية القول ، أليس هذا هو ما يحصل ؟
فكم أعطوا الناس من متنفس عظيم من أين جاء هذا ؟ هل نقول أنهم جاؤوا بالديمقراطية
رحمة ً بنا ؟ من أجل أن لا يكون هناك كبت ولا قهر ؟ لا .
لهم أهداف أخرى وغايات
أخرى ولكن الله يهيئ حتى من خلال ما يفرضونه هم ، وهم يتجهون نحو طمس معالم الإسلام
حتى يغيب عن أذهاننا اتصاله بأي شأن من شؤون الحياة ، بما فيها شأن ولاية الأمر ،
فلا يدرون بأنهم يمنحوا من حيث يشعروا أو لا يشعروا ؟أن الله يهيئ من خلال ما
أرادوا أن يفرضوه أن يكون هناك متنفس لأوليائه وما أكثر - لو تأمل الإنسان - ما
أكثر الإنفراجات التي تأتي ما أكثر الانفراجات التي تحصل لكن من لا يهيئ نفسه لأي
عمل في سبيل الله تمر الأشياء ولا قيمة لها عنده ، ولا يبالي .) ( المصدر السابق ص9
) الله يحدد يصطفي يعين !! بما أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار ويصطفي ويعين
ويحدد النبي فكذلك هو يختار ويصطفي ويحدد ويعين الأئمة ولاة الأمر!!!! وبما أن
النبي يستمد شرعيته من الله تعالى فكذلك الأئمة ولاة الأمر !! يقول : ( من هو الذي
له الحق أن يقرر في شؤون عباده ويحكم فيهم بما يريد ؟ من هو ؟ الله سبحانه وتعالى
إذا أطعتموهم في شأن ميتة ، نعجة ميتة أو أي حيوان من الأنعام تطيعونهم فتقبلوا
حكمهم ، ولا تقبلوا حكم الله تكونوا أنتم إذاً مشركين ، جعلتم ما هو من اختصاص الله
وما هو حق لله جعلتموه للآخرين فأصبحتم مشركين به مشركين به في ملكه جعلتم هؤلاء هم
الملوك فهم يقرون ما يرون في شأن هذه الميتة والحق فيها إلى الله .
هذا مثال
واحد في شأن ميتة فشأن أمة تقرر أنت وتقبل أنت بأن لطرف آخر الحق أن يقرر ما يريد ،
وتفرض على نفسك أن تطيعه وتؤمن بما قرره في شؤون أمة ، أليس هذا أعظم من شأن ميتة ؟
فإذا كان أولئك السابقون الذين نقول عنهم صحابة سيكونون مشركين فيما لو قبلوا قرار
الكافرين في حكم الميتة لأن الحكم والتشريع من اختصاص رب العلمين وملكهم فما أسوء
الإنسان أن يكون في واقعه ممن يقدم إلهه عبارة عن عامل لدى الآخرين ويكون الملوك هم
الآخرون الذين لا نفترض أن يكون لملكهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى بل هم لا
يفرضون أن لأنفسهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى وإنما شرعية قانونية وفق نظام
الديمقراطية أو وفق قانون الوراثة في التعاقب على السلطة في البلد هذا أو ذاك ،
فيصبح هو من له الحق أن يحكم ، وتصبح أنت من عليك الحق أن تسمع وتطيع ، فالخطورة
عليهم أشد و الإساءة من جانبهم أكبر عندما يحكمون رقاب الناس ويتحكمون في شؤونهم
دون أن يستندون على شرعية إلهية.
بل قدم هذا المنطق بأنه منطق مرفوض هو ما يسمى
بالحكم "الثيوقراطري" ما يقابل "الديمقراطي" ، هناك "الثيوقراطي" أي الحكم الإلهي ،
الله لا دخل له في العالم ومن ينادون بأن يكون الله هو من يحكم عباده وأن لا نقبل
إلا من له شرعية من الله أن يحكم في أرضه قالوا ربط الحكم بالله ربط السلطة بالله
هذا هو نظام "ثيوقراطي" هو نظام مرفوض ، بديلاً عن النظام الديمقراطي ألذي يجعل
السلطة ملكاً للشعب هذا هو النظام التقدمي والنظام الأفضل هكذا يقولون .
مع أن
النظام الديمقراطي أو هذه العناوين هي من قبل الإسلام بفترة طويلة عند اليونانين
وعند الإغريق وعند فلاسفتهم هم من تفلسفوا وحللوا ما يتعلق بالأنظمة فقدموا عناوين
وقسموها إلى تقسيمات معينة لكن الإسلام أصبح تخلفاً والديمقراطية هي تقدم .
وهي
من عمرها قد يكون نحو 2000 سنه أو أكثر من أيام الإغريق ، ثم يأتي الإسلام دين
العالمين ورسوله رحمة للعالمين ثم لا يكون لديه أي نظام يكون امتداداً لسلطان الله
في أرضه إذ كان تدبيره فيما يتعلق بإنزال الهداية إلى خلقه لا بد أن يرتبط بشخص (
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ) ( الحج : من
الآية 75 ) فولاية شأن عباده في هذا الجانب لا بد أيضاً أن تكون مرتبطة بأحد من
عباده وهو هو من له الحق أن يصطفي ويختار ويعين ويحدد هو سبحانه وتعالى ) ( المصدر
السابق ص11-12 ).
أليس في كلامه السابق دعوة باطنية لاستمرار النبوة ؟ ثم بالله
عليكم !! كيف نعرف بأن الله عز وجل قد اصطفى واختار وعين حسين الحوثي أو غيره من
الأعلام المزعومين ؟!!! أما الثيوقراطية فقد سبق وبينت في بحث سابق أنها ليست من
الإسلام في شيء وما قاله الحوثي عنها دليل آخر على جهله الكبير بكل ما يتحدث حوله
!! ثم خبرونا كيف نعرف أن لهذا الحاكم شرعية إلهية حتى نقبل حكمه ونطيعه بعكس غيره
؟ أم أن الأمر مجرد دعوة للفوضى والعصيان ونشر الفتنة في الأوطان ؟! وما علاقة
الآية : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ) بحسين
الحوثي وأمثاله ؟ هل اصطفاهم الله رسلاً حتى يستدل بها على باطله ؟ أم أن الاستدلال
بها تلميح باطني باستمرار النبوة ؟ أسئلة بلا إجابات في هذه الملزمة "دروس من سورة
المائدة - الدرس الثالث والعشرون" سيقوم بطرح أسئلة كثيرة لكنه لا يستطيع الإجابة
عنها فيحيد ويلف ويدور بكلام لا زمام له ولا خطام !! يقول : ( إذاً فقبل أن نتساءل
عن ما هو النظام السياسي في الإسلام كنظام هيكلية الدولة ، أسأل عن مهام الدولة في
الإسلام ، مهام السلطة في الإسلام ما هي ؟ هي هذه ، وليس فقط : هل هو شخص واحد ، أو
مؤسسات ؟ هل عن طريق انتخابات ، أو عن طريق اختيار ، أو عن طريق شورى أو ..
أو
..
إلى أخره ، في المقدمة ما هي مهام الدولة في الإسلام ؟ ) !! وبعد كل هذه
الأسئلة قال مباشرة وفي خروج واضح عن الموضوع يثبت عجزه عن الإجابة : ( الإمام علي
( صلوات الله عليه ) هل كان إنساناً ضعيفاً نفسياً ؟ لم يكن ضعيفاً نفسياً على
الإطلاق ، كان قوياً ، كان بإمكانه أن يخضع أهل العراق ، ويخضع الجزيرة هذه ، ويخضع
كل البلاد الإسلامية ، ويدير الأمور بشكل أقسى مما عمل معاوية ، أليس هو يستطيع أن
يعمل هذه ؟ لكن اقرأ ما الذي ترك معاوية ، وما الذي ترك الإمام علي ، عندما تقرأ في
نهج البلاغة تجد كيف ترك حتى فيما يتعلق بالوعي السياسي للناس ، ترك تراثا هاما
جداً ، مثل عهده إلى مالك الأشتر ، نجد نصوص خطبه وتوجيهاته - مع أنه قد يكون فقط
قليل ، ما وصل إلينا في نهج البلاغة قليل - كيف هو فعلا عمل الإنسان الذي يفهم
السلطة في الإسلام ما هي ، الدين من حيث هو بالنسبة للإنسان ما هو دوره ، أن الله
كرم الإنسان ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) (الإسراء من الآية : 70 ) فيجب أن
يكون الحكم للناس بالشكل الذي يسمو بهم ، يكون متناسبا مع تكريم الله لهم ، وليس
بالشكل الذي يحطهم ، ويقهرهم ، ويذل نفسياتهم ، ولهذا أصبح جانب كبير من المسئولية
على نفس الأمة ، على نفس الناس ، لأن القضية هنا إضافة إلى خبرة إدارية ، وخبرة
تربويه ، وتوجيهية بالنسبة لمن يلي أمرها لازم بالنسبة لها هي أن يكون لديها وعي ،
هو أن تعرف بأن من الأفضل لك أن تعيش في سلطة فيها مثل الإمام علي ( صلوات الله
عليه ) لا تخاف أنه يمكن أن يظلمك ، لا تخاف أنه بمجرد وشاية معينة إليه يمكن أن
يسجنك ، أو يقتلك ، لا تخاف أن جواسيسه بعدك أينما ذهبت ، لا تلمس أي خوف في نفسك ،
ولا أي شعور بقهر وإذلال ممن يحكمك ، أليس هذا الذي يتناسب مع كرامة الإنسان
؟.
يجب أن تكون فاهما أن على الإنسان نفسه أن يكون واعيا وفاهما ؛ لأنه فعلا
المسألة ، أو تقول نصف الموضوع هو يتوقف على الناس ، وهكذا كان الإمام علي والرسول
من قبله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) يوجهون الناس يوجهونهم على أساس يفهمون هم ،
ينطلقون هم ، يتحركون هم ، لا يرضون لأنفسهم أن يكونوا من النوعية التي لا تتحرك
إلا إذا سيقت بالعصا ، لا تتأدب إلا إذا ضربت بالأسواط .
الإمام علي تعب جداً في
هذا الموضوع وكان باستطاعته أن يمارس السلطة واحد من جماعته وليس هو واحد من جماعته
باستطاعته أن يمارس السلطة بأرقى مما عمل معاوية لكن معاوية ما الذي ترك ؟ ما الذي
سمعنا عن سلطته عن إدارته لشئون الأمة ؟ وماذا عمل ؟ سمعنا بقهر بإذلال بتدمير بسفك
للدماء بتضليل رهيب للأمة تحريف لقيم الدين إذلال للأمة ومن أخطر الأشياء على الأمة
أن تذل بواسطة من يحكمها لكن الأمة إذا لم تكن واعية إذا لم تكن واعية فعلاً تكون
هي التي تعبر عن نفسها بأنها ليست جديرة إلا بمن يسوقها بالعصا ويذلها ويقهرها
.
الإمام علي أوكل المسألة إلى الواقع بعد أن فهمهم وبين لهم ووضح لهم ووجههم
وحذرهم من العواقب ما قبلوا ولم يرضوا أن يتحركوا ويتفاعلوا بالشكل المطلوب ذاقوا
العاقبة من بعد ) !! ( دروس من سورة المائدة - الدرس الثالث والعشرون ص3 ) سأترك
الرد المفصل على تناقضاته وجهلياته جانباً !! وأشير إلى حديثه عن المختار الأول
!!!! فبعد أن قال ما قال عن الاختيار الإلهي وأوجب على الله عز وجل اختيار الأعلام
...
الخ ما نقلناه سابقاً وبعد أن أتعبنا وأتعب الأمة الإسلامية حول هذه القضية
أنتقل إلى قصة المختار الأول وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه - هروباً من الإجابة
على الأسئلة التي طرحها - !! ثم وفجأة يحدثنا عن تعب المختار الأول فيقول : (
الإمام علي تعب جداً في هذا الموضوع ) !!! بل وأستسلم للواقع : ( الإمام علي أوكل
المسألة إلى الواقع بعد أن فهمهم وبين لهم ووضح لهم ووجههم وحذرهم من العواقب ما
قبلوا ولم يرضوا أن يتحركوا ويتفاعلوا بالشكل المطلوب ذاقوا العاقبة من بعد ) !!!!
أقول : فما الحاجة للاختيار الإلهي إذا كان المختار الأول قد تعب وأوكل المسألة إلى
الواقع ؟! أليس فيما قال من أكبر الأدلة على بطلان هذه القضية من أولها إلى آخرها
؟! ولاحظوا كيف تحول كلامه السابق إلى مجرد شعارات تبطل قضية الاختيار الإلهي من
الأساس وتثبت أنها قضية افتعلها الوسواس الخناس !! وروجها الجهلة من الناس
!!
التي سعى حسين الحوثي إلى ترويجها !! لأنها دعوة باطنية لاستمرار النبوة !!!! بل
وفوق هذا فقد نشر دعوته هذه في أكثر من ملزمة !! حتى أصبحت فتنة متماحلة زجت
بالآلاف في مهوات الخطل !! فتسارعوا إلى الفتنة والشر بلسان سليط وسلعة خاسرة !!
وعمت بهم البلية وكثرت الرزية !! وقد اندهشت لقيامه بذلك دون أن يجد من يقول له قف
عند حدك فقد تعديت المدى وتجاوزت
الخطى !! وفي هذا البحث الأول من نوعه سنلقي نظرة على ما قال في بعض ملازمه ثم أرد
عليه بطرح أسئلة بسيطة تزيح الشبهة وتقيم الحجة فإلى التفاصيل :
writerw1@hotmail.com إقصاء الكتاب والسنة !! تمادى في الأمر وملخ في الباطل ملخاً
فأدركته أصابع الشيطان ليقول في ملزمته "دروس من سورة آل عمران - الدرس الأول" ص21
: ( ما ينزل الساحة الآن في أوساط المسلمين : "لو تمسك الناس بكتاب الله وسنة رسول
الله لاستطاعوا أن يخرجوا من هذه الأزمة".
أليس هذا المنطق موجوداً الآن
؟.
نحن قلنا بأن كلما نسمع لم يعد منطق نرى فيه الحل ، إما لأن التعبير عنه ناقص
، وإما لأن التعبير عنه يؤدي إلى ضلال ، أو أن هذا الذي قدم كحل ليس حلاً في الواقع
، وإنما يرسخ الإشكالية أكثر فأكثر ، ويهين الأمة لأنه بقى في وضعية على ما هو عليه
قروناً بعد قرون ) !!! أعوذ بالله من هذا الضلال الذي ما سبقه إليه أحد من الضلال
!! هذه شائنة من أكبر الشوائن خرجت من فم هذا المعثار وصدقها من كان على شاكلته
وشكله !! التفهيم الإلهي = الوحي الإلهي !!! إذا كان الله عز وجل يوحي للأنبياء فهل
يوحي للأعلام الذين اصطفاهم ؟!! لا تستغرب من هذا السؤال فقد اخترع حسين الحوثي
للأعلام وحياً جديداً سماه "التفهيم الإلهي" !!!!! استمع إليه لتعلم خطورة ما يدعو
إليه حيث يقول في ملزمته "معرفة الله - عظمة الله - الدرس السادس" ص5-6 : ( بعد أن
فهمناه غائباً وترسخ في مشاعرنا غائباً انطلقنا نحن لنحكم أنه في الواقع غابت أعلام
الهدى فكل واحد منا فليقم ينظر هو من جديد يبحث عن خالقه كل واحد يقوم ينظر ويجتهد
يبحث عن ما هي الأحكام التي يدين الله بها ، لأنه قدم في الصورة أن الله غاب من يوم
مات نبيه ( صلوات الله عليه وعلى آله ) وانقطع الوحي فغاب .بينما هو يذكرنا بأنه لم
يغب في قصة عجيبة في القرآن الكريم قصة الغنم التي رعت الزرع في أيام داود وابنه
سليمان عليهما السلام عندما قال تعالى ( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ
فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ
شَاهِدِينَ ) ( الأنبياء: 78 ) لاحظوا العبارة هذه ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ
شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً ) (
الأنبياء : من الآية 79 ) فيأتي الآن مجتهدون وعلى طول تاريخ الإسلام ويتعاملون مع
القضايا وكأن الله غائب وكأنه ارتفع من هذا العالم وانقطع بانقطاع الوحي الاتصال به
ولذلك تراهم لا يلحظون قضية ( التفهيم الإلهي ) عندما يتحدثون عن مؤهلات الاجتهاد
وشروط المجتهد ، بأن يقولوا مثلاً ( وأن يكون مظنة التوفيق الإلهي في فهم الحكم )
أو نحو هذا ، هو تعالى يذكر أن قضية بسيطة قضية غنم رعت قليل زرع ، داود نبي
وسليمان ابنه قبل أن يكون نبي لكن المصطفين الأخيار ليسوا ممن يجول في أذهانهم أو
يتراددوا الكلام كيف يحكمون فيها على النحو الذي يقوم به المجتهد .
الله قال (
وكنا لحكمهم شاهدين ) بالطبع بعد أن ترفع القضية إلى داود وسليمان بالطبع أن الذي
يجول في خاطره هو ما هو الحكم فيها ؟ حتى وإن كان في قراره نفسه مربى على أن ينتظر
الوحي هذا بالطبع يجول في نفسه يتساءل كيف يكون الحكم فيها ؟ هو نبي عن طريق الوحي
يوحى إليه وابنه سليمان من ورثة الكتاب هو ممن اصطفي ليكون من ورثة الكتاب (
ففهمناها سليمان ) ألم يقل الله : إنه تدخل هنا لأنه شاهد ؟.
تدخل في الحكم في
قضية زرع لشخص رعته أغنام آخرين ؟ فَهَّم الحكم في هذه القضية سليمان ، هو يوحي إلى
داود وهو أيضاً يفهم سليمان فهو يوحي إلى أنبيائه وهو يفهم أعلام دينه.
وهذا هو
ما قاله ( الإمام الناصر الأطروش ) فيما حكى عنه شارح الأساس أنه يقول ( أن
الاجتهاد في القضايا هو من اختصاص أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم ) ولكن وفق
الثقافة التي قدمت في مجال معرفة الله قدم غائباً ، وارتفع عن هذا العالم ، فعلى
الإنسان أن يبحث حتى عن الله ، كل واحد ينظر ويبحث ...
الخ .
هل يمكن في قضية
زرع بسيطة أن يقول الله بأنه كان شاهداً ( وكنا لحكمهم شاهدين ) هو لا يغيب ، وأن
يتدخل فيها ففهمها سليمان وهناك أبوه داود نبي ، ولم يترك المسألة للاجتهاد من قبل
هذا أو هذا ، على الرغم من أنهم كما قال ( وكلاً آتينا حكماً وعلماً ) ، ثم يهمل
هذه الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداثاً رهيبة وأحداثاً
كبيرة يتركها وهي آخر الأمم ، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول : هذا خاتم
الأنبياء ، وكتاباً واحداً ثم يقول هذا آخر الكتب .
ثم يقفل الملف وينطلق الناس
كل واحد يبعث عن إلهه وعن ما يتعبد به ..
يهمل الأمة وهو لم يهمل رجل
فلسطيني.
رعت زرعه أغنام آخرين فتدخل هو في القضية ، وقال أنه هو شاهد على حكمهم
، وأنه فهم سليمان كيف يكون الحكم لأنه تعالى شاهد ، وهي قضية فرعية ، والتي يمكن
أن يقال فيها : يا أخي مسموح أو يقل فيها : أحد الناس أعطه قليلاً من حب بدل الحب
الذي كان سيحصل منها أو بعبارات من هذه .هو سبحانه شاهد ( أَوَلَمْ يَكْفِ
بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ( فصلت من الآية 53) الله في
القرآن الكريم يؤكد لنا أنه شاهداً على كل شيء ، وحاضر على كل شيء ، ولو أنه ترسخ
في ذهنيتنا ما رسخه القرآن الكريم لتفادينا كثيراً من الإشكالات وكثيراً من هذا
الانحطاط الذي وصلنا فيه ، لأنه بسبب أننا لم نثق بالله لأن الله لم يعد له حضور في
نفوسنا ، لم يترسخ في أنفسنا شهادته وحضوره : وهو يقول في آيات كثيرة "أولم يكف
بربك أنه على كل شيء شهيد" ) !!!! فانظروا إلى صورة جديدة من صور الوحي "التفهيم
الإلهي" والتي لم يلحظها إلا حسين الحوثي !! ونسي أن الله عز وجل فهم سليمان عليه
السلام بنص القرآن فأين النص على غيره من الأعلام ؟! وسليمان عليه السلام نبي يوحى
إليه وليس مجرد علم لا يوحى إليه !! والحوثي لا يقول بالقياس في الفروع الفقهية
فكيف يقيس في الأصول العقائدية ؟! بل وأخطر ما في الموضوع إلى جانب التفهيم الإلهي
إيمانه بعدم انقطاع الوحي والنبوة فالملف لم يغلق حسب نص كلامه : ( ثم يهمل هذه
الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداثاً رهيبة وأحداثاً كبيرة
يتركها وهي آخر الأمم ، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول : هذا خاتم الأنبياء ،
وكتاباً واحداً ثم يقول هذا آخر الكتب .
ثم يقفل الملف وينطلق الناس كل واحد
يبعث عن إلهه وعن ما يتعبد به ..
يهمل الأمة وهو لم يهمل رجل فلسطيني.
) !!!!
وانظروا كذلك إلى كذبه على القرآن الكريم عندما قال : ( لأنه بسبب أننا لم نثق
بالله لأن الله لم يعد له حضور في نفوسنا ، لم يترسخ في أنفسنا شهادته وحضوره : وهو
يقول في آيات كثيرة "أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" ) !!!! فهذه الآية لم ترد
إلا مرة واحدة في سورة "فصلت" آية 53 ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي
أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ
أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ).
وهذا الجاهل قال في آيات كثيرة !! ثم ما
علاقة هذه الآية بالحكم والإمامة ؟! الشرعية الإلهية !!! سيفصح الآن بأن كل كلامه
السابق حول الأعلام الذين اصطفاهم وأختارهم الله تعالى المقصود به ولاة الأمر وحكام
الأمة يقول : ( ولو تأملنا لوجدنا أنه حتى أعداء الإسلام أنفسهم الذين يحاولون أن
يقفلوا كل شيء بالنسبة للمسلمين ينطلقون في مجال ولا يدرون بأنهم يهيئون أجوا عظيمة
جداً للمؤمنين من خلال ما يتحركون فيه ، لأن الله غالب على أمره ..
جاؤوا
بالديمقراطية لتكون بديلاً عن نظم الإسلام وعن نظام الإسلام ولنكون نحن المسلمين من
يمسح من ذهنيتنا أن هناك في الإسلام نظام ، هناك ولاية أمر ، هناك دولة فيأتوا
بالديمقراطية ، الديمقراطية نفسها ما الذي حصل يفرض داخلها حرية رأي ، حرية التعبير
، حرية الكلمة ، حرية التحزب ، حرية التجمع ، حرية القول ، أليس هذا هو ما يحصل ؟
فكم أعطوا الناس من متنفس عظيم من أين جاء هذا ؟ هل نقول أنهم جاؤوا بالديمقراطية
رحمة ً بنا ؟ من أجل أن لا يكون هناك كبت ولا قهر ؟ لا .
لهم أهداف أخرى وغايات
أخرى ولكن الله يهيئ حتى من خلال ما يفرضونه هم ، وهم يتجهون نحو طمس معالم الإسلام
حتى يغيب عن أذهاننا اتصاله بأي شأن من شؤون الحياة ، بما فيها شأن ولاية الأمر ،
فلا يدرون بأنهم يمنحوا من حيث يشعروا أو لا يشعروا ؟أن الله يهيئ من خلال ما
أرادوا أن يفرضوه أن يكون هناك متنفس لأوليائه وما أكثر - لو تأمل الإنسان - ما
أكثر الإنفراجات التي تأتي ما أكثر الانفراجات التي تحصل لكن من لا يهيئ نفسه لأي
عمل في سبيل الله تمر الأشياء ولا قيمة لها عنده ، ولا يبالي .) ( المصدر السابق ص9
) الله يحدد يصطفي يعين !! بما أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار ويصطفي ويعين
ويحدد النبي فكذلك هو يختار ويصطفي ويحدد ويعين الأئمة ولاة الأمر!!!! وبما أن
النبي يستمد شرعيته من الله تعالى فكذلك الأئمة ولاة الأمر !! يقول : ( من هو الذي
له الحق أن يقرر في شؤون عباده ويحكم فيهم بما يريد ؟ من هو ؟ الله سبحانه وتعالى
إذا أطعتموهم في شأن ميتة ، نعجة ميتة أو أي حيوان من الأنعام تطيعونهم فتقبلوا
حكمهم ، ولا تقبلوا حكم الله تكونوا أنتم إذاً مشركين ، جعلتم ما هو من اختصاص الله
وما هو حق لله جعلتموه للآخرين فأصبحتم مشركين به مشركين به في ملكه جعلتم هؤلاء هم
الملوك فهم يقرون ما يرون في شأن هذه الميتة والحق فيها إلى الله .
هذا مثال
واحد في شأن ميتة فشأن أمة تقرر أنت وتقبل أنت بأن لطرف آخر الحق أن يقرر ما يريد ،
وتفرض على نفسك أن تطيعه وتؤمن بما قرره في شؤون أمة ، أليس هذا أعظم من شأن ميتة ؟
فإذا كان أولئك السابقون الذين نقول عنهم صحابة سيكونون مشركين فيما لو قبلوا قرار
الكافرين في حكم الميتة لأن الحكم والتشريع من اختصاص رب العلمين وملكهم فما أسوء
الإنسان أن يكون في واقعه ممن يقدم إلهه عبارة عن عامل لدى الآخرين ويكون الملوك هم
الآخرون الذين لا نفترض أن يكون لملكهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى بل هم لا
يفرضون أن لأنفسهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى وإنما شرعية قانونية وفق نظام
الديمقراطية أو وفق قانون الوراثة في التعاقب على السلطة في البلد هذا أو ذاك ،
فيصبح هو من له الحق أن يحكم ، وتصبح أنت من عليك الحق أن تسمع وتطيع ، فالخطورة
عليهم أشد و الإساءة من جانبهم أكبر عندما يحكمون رقاب الناس ويتحكمون في شؤونهم
دون أن يستندون على شرعية إلهية.
بل قدم هذا المنطق بأنه منطق مرفوض هو ما يسمى
بالحكم "الثيوقراطري" ما يقابل "الديمقراطي" ، هناك "الثيوقراطي" أي الحكم الإلهي ،
الله لا دخل له في العالم ومن ينادون بأن يكون الله هو من يحكم عباده وأن لا نقبل
إلا من له شرعية من الله أن يحكم في أرضه قالوا ربط الحكم بالله ربط السلطة بالله
هذا هو نظام "ثيوقراطي" هو نظام مرفوض ، بديلاً عن النظام الديمقراطي ألذي يجعل
السلطة ملكاً للشعب هذا هو النظام التقدمي والنظام الأفضل هكذا يقولون .
مع أن
النظام الديمقراطي أو هذه العناوين هي من قبل الإسلام بفترة طويلة عند اليونانين
وعند الإغريق وعند فلاسفتهم هم من تفلسفوا وحللوا ما يتعلق بالأنظمة فقدموا عناوين
وقسموها إلى تقسيمات معينة لكن الإسلام أصبح تخلفاً والديمقراطية هي تقدم .
وهي
من عمرها قد يكون نحو 2000 سنه أو أكثر من أيام الإغريق ، ثم يأتي الإسلام دين
العالمين ورسوله رحمة للعالمين ثم لا يكون لديه أي نظام يكون امتداداً لسلطان الله
في أرضه إذ كان تدبيره فيما يتعلق بإنزال الهداية إلى خلقه لا بد أن يرتبط بشخص (
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ) ( الحج : من
الآية 75 ) فولاية شأن عباده في هذا الجانب لا بد أيضاً أن تكون مرتبطة بأحد من
عباده وهو هو من له الحق أن يصطفي ويختار ويعين ويحدد هو سبحانه وتعالى ) ( المصدر
السابق ص11-12 ).
أليس في كلامه السابق دعوة باطنية لاستمرار النبوة ؟ ثم بالله
عليكم !! كيف نعرف بأن الله عز وجل قد اصطفى واختار وعين حسين الحوثي أو غيره من
الأعلام المزعومين ؟!!! أما الثيوقراطية فقد سبق وبينت في بحث سابق أنها ليست من
الإسلام في شيء وما قاله الحوثي عنها دليل آخر على جهله الكبير بكل ما يتحدث حوله
!! ثم خبرونا كيف نعرف أن لهذا الحاكم شرعية إلهية حتى نقبل حكمه ونطيعه بعكس غيره
؟ أم أن الأمر مجرد دعوة للفوضى والعصيان ونشر الفتنة في الأوطان ؟! وما علاقة
الآية : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ) بحسين
الحوثي وأمثاله ؟ هل اصطفاهم الله رسلاً حتى يستدل بها على باطله ؟ أم أن الاستدلال
بها تلميح باطني باستمرار النبوة ؟ أسئلة بلا إجابات في هذه الملزمة "دروس من سورة
المائدة - الدرس الثالث والعشرون" سيقوم بطرح أسئلة كثيرة لكنه لا يستطيع الإجابة
عنها فيحيد ويلف ويدور بكلام لا زمام له ولا خطام !! يقول : ( إذاً فقبل أن نتساءل
عن ما هو النظام السياسي في الإسلام كنظام هيكلية الدولة ، أسأل عن مهام الدولة في
الإسلام ، مهام السلطة في الإسلام ما هي ؟ هي هذه ، وليس فقط : هل هو شخص واحد ، أو
مؤسسات ؟ هل عن طريق انتخابات ، أو عن طريق اختيار ، أو عن طريق شورى أو ..
أو
..
إلى أخره ، في المقدمة ما هي مهام الدولة في الإسلام ؟ ) !! وبعد كل هذه
الأسئلة قال مباشرة وفي خروج واضح عن الموضوع يثبت عجزه عن الإجابة : ( الإمام علي
( صلوات الله عليه ) هل كان إنساناً ضعيفاً نفسياً ؟ لم يكن ضعيفاً نفسياً على
الإطلاق ، كان قوياً ، كان بإمكانه أن يخضع أهل العراق ، ويخضع الجزيرة هذه ، ويخضع
كل البلاد الإسلامية ، ويدير الأمور بشكل أقسى مما عمل معاوية ، أليس هو يستطيع أن
يعمل هذه ؟ لكن اقرأ ما الذي ترك معاوية ، وما الذي ترك الإمام علي ، عندما تقرأ في
نهج البلاغة تجد كيف ترك حتى فيما يتعلق بالوعي السياسي للناس ، ترك تراثا هاما
جداً ، مثل عهده إلى مالك الأشتر ، نجد نصوص خطبه وتوجيهاته - مع أنه قد يكون فقط
قليل ، ما وصل إلينا في نهج البلاغة قليل - كيف هو فعلا عمل الإنسان الذي يفهم
السلطة في الإسلام ما هي ، الدين من حيث هو بالنسبة للإنسان ما هو دوره ، أن الله
كرم الإنسان ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) (الإسراء من الآية : 70 ) فيجب أن
يكون الحكم للناس بالشكل الذي يسمو بهم ، يكون متناسبا مع تكريم الله لهم ، وليس
بالشكل الذي يحطهم ، ويقهرهم ، ويذل نفسياتهم ، ولهذا أصبح جانب كبير من المسئولية
على نفس الأمة ، على نفس الناس ، لأن القضية هنا إضافة إلى خبرة إدارية ، وخبرة
تربويه ، وتوجيهية بالنسبة لمن يلي أمرها لازم بالنسبة لها هي أن يكون لديها وعي ،
هو أن تعرف بأن من الأفضل لك أن تعيش في سلطة فيها مثل الإمام علي ( صلوات الله
عليه ) لا تخاف أنه يمكن أن يظلمك ، لا تخاف أنه بمجرد وشاية معينة إليه يمكن أن
يسجنك ، أو يقتلك ، لا تخاف أن جواسيسه بعدك أينما ذهبت ، لا تلمس أي خوف في نفسك ،
ولا أي شعور بقهر وإذلال ممن يحكمك ، أليس هذا الذي يتناسب مع كرامة الإنسان
؟.
يجب أن تكون فاهما أن على الإنسان نفسه أن يكون واعيا وفاهما ؛ لأنه فعلا
المسألة ، أو تقول نصف الموضوع هو يتوقف على الناس ، وهكذا كان الإمام علي والرسول
من قبله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) يوجهون الناس يوجهونهم على أساس يفهمون هم ،
ينطلقون هم ، يتحركون هم ، لا يرضون لأنفسهم أن يكونوا من النوعية التي لا تتحرك
إلا إذا سيقت بالعصا ، لا تتأدب إلا إذا ضربت بالأسواط .
الإمام علي تعب جداً في
هذا الموضوع وكان باستطاعته أن يمارس السلطة واحد من جماعته وليس هو واحد من جماعته
باستطاعته أن يمارس السلطة بأرقى مما عمل معاوية لكن معاوية ما الذي ترك ؟ ما الذي
سمعنا عن سلطته عن إدارته لشئون الأمة ؟ وماذا عمل ؟ سمعنا بقهر بإذلال بتدمير بسفك
للدماء بتضليل رهيب للأمة تحريف لقيم الدين إذلال للأمة ومن أخطر الأشياء على الأمة
أن تذل بواسطة من يحكمها لكن الأمة إذا لم تكن واعية إذا لم تكن واعية فعلاً تكون
هي التي تعبر عن نفسها بأنها ليست جديرة إلا بمن يسوقها بالعصا ويذلها ويقهرها
.
الإمام علي أوكل المسألة إلى الواقع بعد أن فهمهم وبين لهم ووضح لهم ووجههم
وحذرهم من العواقب ما قبلوا ولم يرضوا أن يتحركوا ويتفاعلوا بالشكل المطلوب ذاقوا
العاقبة من بعد ) !! ( دروس من سورة المائدة - الدرس الثالث والعشرون ص3 ) سأترك
الرد المفصل على تناقضاته وجهلياته جانباً !! وأشير إلى حديثه عن المختار الأول
!!!! فبعد أن قال ما قال عن الاختيار الإلهي وأوجب على الله عز وجل اختيار الأعلام
...
الخ ما نقلناه سابقاً وبعد أن أتعبنا وأتعب الأمة الإسلامية حول هذه القضية
أنتقل إلى قصة المختار الأول وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه - هروباً من الإجابة
على الأسئلة التي طرحها - !! ثم وفجأة يحدثنا عن تعب المختار الأول فيقول : (
الإمام علي تعب جداً في هذا الموضوع ) !!! بل وأستسلم للواقع : ( الإمام علي أوكل
المسألة إلى الواقع بعد أن فهمهم وبين لهم ووضح لهم ووجههم وحذرهم من العواقب ما
قبلوا ولم يرضوا أن يتحركوا ويتفاعلوا بالشكل المطلوب ذاقوا العاقبة من بعد ) !!!!
أقول : فما الحاجة للاختيار الإلهي إذا كان المختار الأول قد تعب وأوكل المسألة إلى
الواقع ؟! أليس فيما قال من أكبر الأدلة على بطلان هذه القضية من أولها إلى آخرها
؟! ولاحظوا كيف تحول كلامه السابق إلى مجرد شعارات تبطل قضية الاختيار الإلهي من
الأساس وتثبت أنها قضية افتعلها الوسواس الخناس !! وروجها الجهلة من الناس
!!