الجفري
علاقة متفاعلة ومشتركة بين السمات والتعبيرات الحركية من الظواهر الملموسة والمشهودة وجود علاقة
متفاعلة ومشتركة بين السمات والتعبيرات الحركية والإيقاعية والجمالية التي تعتبر من
أهم العلامات المضيئة التي من خلالها يمكننا التعرف على تلك الملامح وتحديد أبعادها
وتقنين أنواعها وتلاؤمها والعروض واللوحات الفنية الرياضية والتشكيلية شكلاً
موضوعاً، مما يوضح مدى الصلة التي تجمع بين الرياضة والفنون في إطار موحد في موضوعه
وأسلوب أدائه.
وليست هذه العلاقة الوثيقة الشاملة وليدة وقتنا المعاصر
فحسب اللهم إلا بعض ما طرأ عليها من سمات التقنين والتنظيم وحسن الأداء والمصاحبات
الموسيقية لضبط الإيقاع، لقد سبق الإنسان الأول البدائي إلى العناية بالعروض
الرياضية والموسيقية، كما سجل الفنانون منذ هذه العصور السحيقة لوحات تصويرية لا
حصر لها تؤكد المزاجية بين عناصر الحركات الرياضية مشبعة بروح الفن الأصيل، وهذا
يقودنا إلى ضرورة الاهتمام بجيلنا المعاصر في بلادنا ابتداءً من أطفال الروضة
والتعليم الأساسي والثانوي ومعاهد المعلمين العليا والجامعات على التتابع، فممارسة
هذه الفنون الرياضية والنمو فيها جزء رئيسي في محيط حياتهم وتكوينهم لمستقبل يسوده
التذوق الجمالي والإحساس الفني والنشاط الحركي، ولعل من حسن الحظ أننا نجد في كثير
من فروع الرياضة توافر مظاهر الحركة والإيقاع والتكوينات وليس ثمة عذر أو مشكلة
تواجهنا في طريق هذا النمو، فهناك الحصص الخاصة بالتربية الرياضية في المدارس
وأيضاً المسابقات على الصعيد الفردي أو الجماعي، وإذا كنا في اليمن نفتقد الكثير من
الإحساس بالجمال في مواقع متعددة للطبيعة الساحرة التي تمتاز بها اليمن، بل وكثيراً
ما نغمض أعيننا من الشعور بذلك كله على أن الإنسان اليمني مزود بالفطرة بالقيم
والمعاني الجميلة ثم ربطها بالتعبير الحركي أي الرياضة مما يؤدي إلى اطراد
النمو والمتعة والانشراح.