علي الحسيني
الصحفية العربية على مسألة المفاضلة و المقارنة بين نظام تر يز العديد من الاوساط
السياسية و الصحفية العربية على مسألة المفاضلة و المقارنة بين نظام الشاه و النظام
الحالي الحا م في إيران من حيث الايجابيات و المساوئ"من حيث تأثيريهما على العرب"،
و ميل العديد بل الاغلب منها الى رجحان ال فة لصالح نظام الشاه واعتبار ان شروره و
مساوئه انت أقل من نظام ولاية الفقيه الذي فاق النظام السابق من حيث طموحاته
و تطلعاته العدوانية التي ليست لها حدود والاخطر من كل ذلك تغطيته بالدين
والمذهبية.
نظام ولاية الفقيه، وان توفق في بداية أمره و بتأثير بريق و طنين
شعاراته الرنانة التي أطلقها في البداية والتي انت تسعى لإظهاره بصورة بالغة
الايجابية وانه ليس قد وقف موقفا إيجابيا من القضية المر زية للعرب - فلسطين-وانما
أعتبر نفسه من أصحاب القضية و يسعى من أجل وضع حد لها، ل نه و بعد مرور فترة قصيرة
بدأت الحقيقة تتوضح شيئا فشيئا و طفق العرب يفهمون معنى ذلك التهافت الذي أبداه
الملالي على القضية الفلسطينية و تيقنوا ان غايتهم و هدفهم الاساسي من وراء ذلك لم
ي ن سوى من أجل ت ريس نفوذ غير عادي لهم في مختلف أصقاع الوطن العربي.
وعلى
الرغم من ان الشعب الايراني ان قد رحب(ولازال يرحب)بأي تغيير جذري في المواقف لصالح
القضية الفلسطينية بوجه خاص، ل نه قد أدرك في نهاية المطاف بأن ش ل و مضمون الدعم
المقدمين للقضية الفلسطينية لم ت ن مطلقا من أجل القضية ذاتها و لا من أجل سواد
عيون العرب، وانما من أجل مصالح و إعتبارات سياسية محددة، وقد بدأ التململ الشعبي
في هذا البلد المسلم يأخذ في الاتساع منذ إيغال هذا النظام بالقسوة و العنف و تر
يزه بش ل ملفت للنظر على مسألة قمع الحريات و إقصاء افة القوى و التيارات السياسية
الاخرى التي ساهمت بصنع الثورة، وقد بلغ السخط الشعبي ذروته بعد أن بدأت الاوساط
الشعبية و الثقافية تتناقل معلومات بشأن إغداق(المليارات)من أموال الشعب الايراني
المغلوب على أمره لهذا الحزب او تلك الحر ة او ماشابه في الوقت الذي هنالك حرمان
فظيع داخل اوساط الشعب الايراني الفقيرة حيث تؤ د العديد من المصادر الايرانية
المطلعة بأن نسبة بيرة جدا من أبناء الشعب الايراني قد باتت تحت خط الفقر وان
العديد من الحالات و المظاهر السلبية قد بدأت بالانتشار في مختلف المدن الايرانية
وان نسبة البطالة قد بلغت مستويات قياسية وان مش لة البطالة الى جانب مش لتين
اساسيتين اخريين يعاني منها المجتمع الايراني و هما مش لة الادمان على المواد
المخدرة و مش لة إرتفاع نسبة حالات الطلاق حتى في مدن قم و مشهد اللتين يعتبرهما
النظام بمثابة قلعتان حصينتان له، قد ش لت أزمة مستعصية بوجه النظام سيما وانه يقوم
بإهدار أموال الشعب الايراني في امور ليس يجني الشعب الايراني من ورائها سوى المشا
ل و الازمات وان توقعات المراقبين و المحللين السياسيين و مختلف الخبراء و المختصين
في الشأن الايراني تؤ د على أن عام 2010 سي ون عام مخاطر و ازمات جديدة استثنائية
لإيران خصوصا فيما لو أصر على المضي قدما بسياساته العدوانية و استمر في تطوير
برنامجه النووي المقلق للمنطقة و العالم، والحق ان تجاهل النظام الايراني للمطالب
الاساسية للشعب الايراني و هدره للأموال العامة في غير محلها، ي اد يتطابق تماما مع
تجاهله و إستهانته بالدول العربية وإستمراره في سياساته التصعيدية ولاسيما من ناحية
إستغلاله العدواني لها من أجل مآرب خاصة و مشبوهة و ان إنتها ه للأمن القومي العربي
و الامن الاجتماعي العربي، يعدان موقفا بالغ السوء و الاضرار بالمصالح العربية
الاستراتيجية وان هذا النظام في الوقت الذي يساهم في إستضعاف و تفقير الشعب
الايراني فإنه يدفع بتلك الاموال العامة التي سرقها من القوت الاساسي في قنوات تضر
بعلاقة إيران بجيرانه العرب بش ل خاص وان بقاء الحالة هذه ليست في صالح الشعبين
العربي و الايراني على حد سواء.
اننا مرجعية سياسية للشيعة العرب نرى ان افضل حل
للمش لة الايرانية تتجلى في عودة السلطة الى الشعب الايراني و قواه السياسية
الوطنية الخيرة التي تراعي و تدرك أهمية توثيق العلاقات السياسية و الاقتصادية و
الثقافية مع العرب وان من صالح ايران و العرب بناء علاقات سليمة مبنية اساسا على
مبدأ حسن الجوار و عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضيهما واننا نرى أيضا بأن
إنهاء دور هذا النظام و نفوذه في إيران هو أفضل سبيل لحل مشا ل و ازمات الشعب
الايراني و ذلك تلك الاخطار المحدقة بالمنطقة و العالم من جراء سياساته العدوانية
غير السليمة وان ذلك اليوم بعون الله و مشيئته ليس ببعيد أبدا.