منصور مقراط
السياسية في البلاد وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي الحاكم إلى الآن لم تعلن أطراف
العملية السياسية في البلاد وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وأحزاب تجمع
اللقاء المشترك المعارضة للشعب اليمني الأسباب والظروف التي أدت إلى عدم الالتئام
والجلوس على طاولة الحوار الوطني الذي كان مقرر إنطلاقه يوم السبت الماضي الموافق
ال "5" من يونيو الجاري حسب ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام وفي مقدمتها
صحيفة "26" سبتمبر الصادرة الخميس الماضي في صدر صفحاتها الأولى، والتي أشارت أيضاً
إلى أن الأجواء والمناخات أصبحت ملائمة وذلك بعد أن وعدت أحزاب اللقاء المشترك بعد
لقائها بالدكتور/ عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر
الشعبي العام بالاستجابة والجلوس على طاولة الحوار وذلك استجابة لدعوة فخامة
الرئيس/ علي عبدالله صالح لأطياف العمل السياسي وكل أبناء الوطن بإخراج الوطن من
الأزمات التي تحاصره وتكاد توصله إلى الانسداد والخراب والانهيار جراء التصعيد
الخطير والتفاقم المتسارع لأحداث العنف والتخريب والفوضى والعصيان وقطع الطرقات
العامة بالمحافظات الجنوبية التي وصلت إلى حد الاغتيالات من قبل العصابات الخارجة
عن القانون والتي ترتبط أكثرها بما يسمى بالحراك وهناك آثار حروب صعدة الستة
وجراحاتها وإلى عناصر تنظيم القاعدة الإرهابية. .
كل هذه الأحداث المتلاطمة
يشهدها الوطن والعقلاء والشرفاء يتفرجون لتطوراتها وقيادات الأحزاب السياسية تتبادل
الاتهامات وتحمل بعضها المسؤولية في تضييع الوقت وإعاقة الحوار والتي كان الأجدر
بها أن تبادر إلى إظهار النية بعد البيان السياسي الذي وجهه الرئيس عشية العيد
الوطني ال"20" للوحدة الذي دعا فيه إلى الحوار وإطلاق كافة المعتقلين على ذمة
أحداث صعدة والمحافظات الجنوبية.
حقيقة إن أية انتكاسة للحوار معناه التفريط
بقضايا الوطن وأبناءه وفتح باب الصراعات والذي يتمناه بعض الحمقاء المأزومين الذين
يحلمون بالانفصال وعودة التشطير حتى على جثث الأبرياء وبحار من الدماء، لكي يعيدونا
إلى قبضة النظام الشمولي البائد الذي خلف مآسي كارثية وشرخاً اجتماعياً في النفوس،
زال باستعادة الوحدة وبزوغ فجر 22 مايو 90م الأغر. .
أخيراً نطالب الحاكم وكل
أطراف العملية السياسية إلى الإفصاح عما يدور خلف الكواليس حول مسألة الحوار
وعودة الثقة بين طرفي المعادلة السياسية في البلاد، فإذا كانت الوحدة قبل 22 مايو
90م حلم وهاجس اليمنيين فإن الحوار اليوم والرهان على نجاحه هو الحلم والهاجس
والأمل الذي ينبعث من جديد في وجدان الوطنيين الشرفاء والمحبين للعيش بأمان وسلام،
وليس عند عناصر الشر والمتاجرين بقضايا الوطن المصيرية. .
والله المستعان.