;

كـهرباء حضرموت تتحول إلى «قهر ووباء»!! 1448

2010-06-08 04:33:04

علي محمد
الحزمي


لم يعد سكان محافظة حضرموت
والقاطنون فيها يشتكون من انقطاع التيار الكهربائي فحسب ، بل اتضح أن هناك فئة أخرى
غير التجار وكذا من يحتاجون للرعاية الصحية والمستثمرين هم الأشد والأكثر تضرراً
بانقطاع التيار الكهربائي المتكرر على محافظة حضرموت وهم شريحة الطلاب ، فمن طلاب
المراحل الأساسية والثانوية والتي انتهت اختبارات النقل بالأمس القريب ، كانوا هم
الفئة
التي عانت الأمرين في محاولة
الاجتهاد في استذكار الدروس وعلى أضواء الشموع وأحيانا أخرى مع هدير المولدات
الصغيرة والتي تقلق السكينة ولا تجعل الطالب يستطيع أن يستجمع أفكاره في الدراسة
والإعداد للامتحانات النهائية ، فكان أن اشتكى الكثير منهم ولكن لا حياة لمن تنادي
، فالكهرباء ظلت ومنذ أمس الأول في فترة انقطاع تام عن أغلب مديريات حضرموت وبالأخص
في المكلا حين امتد انقطاع التيار الكهربائي منذ ساعات الفجر الأولى وظل إلى
الخامسة عصراً ومن ثم عاد لمدة لا تصل إلى الساعة ومن جديد عاود الانقطاع وتكررت
الانقطاعات ولا ندري ما هي الأسباب ، وهل هناك ما يستحق كل هذا يا سادتنا الأفاضل ،
كثير من المواطنين يتحدثون عن ارتفاع لهيب الصيف والذي ارتفعت معه بالتأكيد وترتفع
كل عام فواتير الكهرباء التي تصل إلى مستوى لا تصله أي فاتورة كهرباء في الجمهورية
باستثناء قصور من لا يدفعون الفواتير في بعض مناطق وطننا الحبيب ، فهناك تصل فواتير
الكهرباء أحياناً إلى أربعين ألف ريال يمني في الشهر الواحد ومضافاً لها كل المزايا
من انقطاع وضعف وغيره، ولا تجد من يسمع من المواطن أو يقبل فكرة مناقشة تخفيض، ليس
من باب المساعدة الغير مطلوبة ولا من باب الصدقة التي يفرضها الإسلام للمستحقين ولا
من باب الواسطة التي يفتقر إليها الحضارم غالباً، ولا من باب عدم الإيفاء
بالمستحقات الخدمية ، بل من باب أنهم يعانون ولا تنتهي معاناتهم عند لهيب الصيف
فحسب ، بل تشتد إلى إحساسهم بالغلب من عدم تفهم المسؤولين الذين ينعمون بمزايا
الحياة ويحرمون المواطن منها ، نعم في حضرموت نادراً ما تسمع أحدهم يشتكي من وضع ما
، تجدهم مسالمين ويظل اهتمامهم بتحصيل العلوم والمعارف هو الأسمى فكانت ولا زالت
حضرموت هي منارة الأدب وقلعة العلم وألوية الثقافة تطوف أنحاء العالم من هنا من
حضرموت.
هل لكم الآن أن تعرفوا مقدار ما عاناه ويعانيه طلاب العلم من جراء
انقطاع التيار الكهربائي ؟ يتبقى طلاب الجامعات والذين تكون معاناتهم أكثر، فكلية
البنات التابعة لجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ليست ببعيدة عن المعاناة، فمن
انقطاع التيار الكهربائي والذي يحول القاعات - قاعات الدراسة - إلى أماكن أشبه ما
تكون بأفران المخابز ، ولعل في هذا ما يجعل العبء على الطالب أكبر فمن معاناة
الطلاب بتعامل بعض الدكاترة في الكلية من خلال التصرفات الشخصية إلى عدم تمكنهم من
المذاكرة والدراسة ، تجد بعض دكاترة كلية البنات وبالذات ممن هن من جنس حواء لهن
تعامل مختلف من خلال طرح اختبارات تكون نتيجة الطالبات فيها مقبولة للجميع ، وكذا
عدم قبول أي مناقشة أو استفسار ، والسبب أن الدكتورة/ خريجة مصر ومش أي دولة ، فعلى
سبيل المثال تقوم الدكتورة التي لا يمت اختصاصها وشهادة الدكتوراه التي تحملها إلاّ
من باب الجار السادس أو السابع إلى المادة التي تدرسها لطالبات الخدمة الاجتماعية
بحكم أن هناك ندرة في التخصصات ، وفوق هذا وذاك بالله عليكم هل تجدون دكتورة جامعية
تقوم بالشرح من خلال القراءة من الملزمة وتلقيها على الطالبات وكأن القدرة على
الشرح معدومة ، بل وتلزم الطالبات بالإجابة على طريقة نسخ ولصق وكأننا رجعنا في
المستوى الدراسي إلى الصفوف الأولى من التعليم الأساسي حيث يعتمد المعلمون على تلقي
الطلاب من خلال الحفظ وليس الفهم والاستيعاب ، وبالمقابل هو المطلوب في الإجابة لأي
امتحان فصلي أو تحصيلي أو نهائي ، ومع هذا تجد الدكتورة تؤجل اختبارها بمزاجية
تستدعي من عميد الكلية شخصياً محادثتها هاتفياً وطلب كرمها بالتنازل بالرد عليه دون
أن تقوم بإهمال اتصاله ، وهل التخصص في السلوك الإنسان يجعل كيفية التعامل مع
الإنسان صعب إلى هذه الدرجة. ؟؟!!! ولعل ما تناولته أنا شخصياً في أعداد سابقة عن
معاناة طلاب جامعة حضرموت من خلال الزحام في القاعات وغيرها من المشاكل في بعض
الأطروحات من خلال بعض الصحف وأعجبني كثيراً سرعة النظر في ما طرح من خلال المعنيين
هناك ، ولعل وجود كفاءة علمية بحجم الدكتور/عبدالله بابعير عميد كلية البنات ،
ونائبته الدكتور/ نوال ، لشيء بحد ذاته يدعو للاعتزاز بوجود كفاءات وطنية تعمل بجد
واجتهاد من خلال معالجة أي صعوبات تقابل الطلاب وتعكر صفو تحصيلهم العلمي وذلك من
خلال الإمكانيات المتاحة والتي غالباً ما تكون محصورة ومقيدة ولا تفي بالغرض وهو
شخصية علمية وعملية وله مكانته في قلوب منتسبي كلية البنات في جامعة حضرموت ، ولعل
الكثير من عمداء الكليات تجدهم يمارسون أعمالهم من فوق كراسي مكاتبهم هذا إن
تواجدوا، بينما تجده قريباًَ من مشاكل الطلاب ويعمل جاهداً على كل ما يتوجب عمله من
أجل أن تبقى جامعة حضرموت بكافة كلياتها وتخصصاتها منارة مدى الأزمان ، فتحية تقدير
لهذا الرجل الرائع.
ولعل في الحضارم الكثير والكثير من الأصالة التي تتغير
بعوامل التعرية الأخلاقية التي نلاحظها في كل من الأماكن والبلدان، فلا يزالون
يضعون العيب والخارج عن كل القيم والمبادئ فوق كل اعتبار ، حتى ولو كان من أي باب
من أبواب الشيطان والتي تقوم على فكرة المساواة ومناداة التحرر ، فتجد الكثير إن
لم يكن الكل لازال يستنكر الاختلاط هو الاختلاط الذي حرمه الإسلام ، ولا يزال
خروج المرأة يتطلب وجود محرم ولو كان للسوبر ماركت المجاورة ، ولا تعني وجود بعض
الحالات التي تطمح إلى التغيير حسب فكرها من خلال تشويه صورة هذا المجتمع الراقي
الجميل الأصيل والذي فيه نشأة العرب وأصالتهم ومنبعهم وحضارتهم ، فشكراً لكل طالب
علم يتحلى بالصبر من أجل العلم وتذكروا أن من شروط التعلم كما ورد في كتاب الله جاء
بقوله (ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمرا) صدق الله العظيم.
*في
النهاية وأنا اكتب المقال هل تصدقون أن الكهرباء انقطعت أربع مرات بشكل متتالٍ
وتخيلوا حين يقوم صاحب المقهى بتشغيل المولد الكهرباء وانطفائه وأنا أعيد كتابة
المقال من جديد بحكم أني لا أكتب بمسودة ولا غيره ، فهل يستحق هذا المقال أن يكون
مقال الكفاح مع الكهرباء ونحن في أمانة العاصمة، والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد