أحلام
القبيلي
القبيلي
عجيب ما وصلت إليه أحوالنا ندعي
انتهاج سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا وبينها بعد المشرقين.
حلمك يا
شيخ: اتصلت بأحد المشائخ الأجلاء لأساله عن حكم خروج المرأة في الرحلات الجماعية
بدون محرم لأني فعلاً لا أعرف حكم ذلك، أنا اعلم أن خروج المرأة لضرورة يجوز لكن لا
علم لي بحكم خروجها دون محرم للنزهة فما كان من الشيخ إلا أن هب في وجهي مطلقاً
كلمات الحوقلة والاستعاذة من سؤالي لأنه فهم أن سؤالي اتهام "للمطاوعة " الذين
يدعون لتلك الرحلات النسوية، اللاتي يخرجن فيها رغم أني واحدة منهن ووالله لم
أعاود الاتصال أبداً بذلك الشيخ ولن اتصل، فأين حلمكم يا علماء الأمة من حلم رسول
الله صلى الله عليه وسلم الذي لم ينهر سائله أن يأذن له بالزنا.
وفي أحد
المواقع المشهورة جدا في الخليج العربي كتبت مقالة بعنوان ماذا (أقول في ذكرى مولد
الرسول فوجئت بالردود وكانت كالتالي : الاحتفال بالمولد حرام، وأخرى كتبت إذا كنت
خليجية عجيب وإذا كنت غير ذلك ربنا يهديك، عجبت من ردودهم، ماذا قلت وماذا فعلت لم
أدعو إلى بدعة ولم أتحدث عن احتفال ونفذت بجلدي قبل أن يفسقوني بعد أن أوضحت لهم
مقصدي.
انزلوا من أبراجكم : وقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قريباً
من الناس، من طلبه وجده في أي وقت وأي ساعة وأي مكان لا يحتجب عن أحد، بينما يسارع
الآن كل من تولى أمراً من أمور الناس إلى البعد والاحتجاب عنهم ويعد الوصول إلى
المسئول من سابع المستحيلات إلا بقدرة قادر تتمثل في وساطة قوية كما نلاحظ أن
التجار ورجال الأعمال لا يشيدون قصورهم وفللهم إلا في أماكن بعيدة جداً أو على رؤوس
المرتفعات والهضاب حيث لا يستطيع الفقراء والمساكين الاهتداء إليها فضلاً عن الوصول
وحتى بعض الدعاة وبعض المشائخ لا يستطيع الفرد الوصول إليهم إلا بشق الأنفس
فجوالاتهم مغلقة أو صامتة.
ما عندهاش وقت: كلما حاولت التواصل مع إحدى الداعيات
في مدينتي وجدت في ذلك صعوبة بالغه وإذا عاتبتها قالت : أنا مشغولة وما عنديش وقت،
يا الله ماعندهاش وقت ورسول الله لم تشغله الدعوة ومهام الرسالة وأعباء
القيادة.
قبول الآخر: وقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة على
التعايش مع الآخر، حتى ولو كان على غير دينه، وحتى لو اختلفت عادتها وتقاليده عما
نشأ عليه النبي من عادات وتقاليد وأعراف، فنجده قد تعايش مع اليهود وزار مريضهم
ويقوم لجنازاتهم قائلاً أليست نفسا، وإذا كان النبي يعلمنا قبول الاختلاف مع الآخر
والحوار معه وعدم الخضوع لأي نوع من التعصب لأفكارنا، فإنه يعلمنا كذلك ما هو أعمق
وأشمل.
فالأمر لا يقف عند حدود الاختلاف، فالحياة أرحب من ذلك، بل هناك التعايش
مع الآخر وقبول أعرافه ما دامت لا تتعارض مع ما يفرضه عليك دينك.
أما نحن اليوم
فلا نقبل إلا ما يروق لنا ولا نسمع إلا ما نريد والويل كل الويل لمن يخالفنا الرأي
وإن كان من أبناء الملة الواحدة بل قد يقدنا ذلك التعصب إلى التقاتل وتمني الشر
للآخر، ويا كثر ما سمعنا من يقول فرحا إذا أصيب معارضه بمكروه " سكهة حجرة وانزاحت
من طريق المسلمين" ولا أدري كيف علم أنه من المسلمين ومن أفتى له بأن من يعارضه
ويخالفه الرأي من أصحاب الجحيم اتقوا الله في الناس: وقد كان صلى الله عليه وسلم
رحيما حتى بالحيوان ونجد في هذا الزمان من لا يعرف قلبه الرحمة حتى مع اقرب الناس
إليه والديه وأبنائه فكيف بمن هم تحت إمرته.
مر الرسول صلى الله عليه وسلم ببعير
قد لحق ظهره ببطنه فقال: (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة) فاركبوها صالحة
وكلوها صالحة) فكيف بمن يجوعون الشعوب.
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا
لرجل من الأنصار فإذا بجمل فلما رأى الجملُ النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت
عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح دموعه فسكت فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن
هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله فقال : (أفلا تتقي الله في
هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه تأدبه) أين أنتم من سنته
يا هؤلاء: وقد جاءه الصحابة رضوان الله عليهم يشكون ثقيفاً قائلين: يا رسول الله !
أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم.
فقال : (اللهم اهد ثقيفا) وقيل له : يا
رسول الله، إن دوسا عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل : هلكت دوس، قال : (اللهم اهد
دوسا وآت بهم).
وقال صلى الله عليه وسلم في أهل مكة : (بل أرجو أن يخرج الله من
أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) رواه البخاري ومسلم.
ولما أصيب
النبي صلى الله عليه وسلم في أحد قال له الصحابة الكرام ادع على المشركين فقال :
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول
الله:(ادع على المشركين قال: إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة) صحيح مسلم أين
أنتم يا من تكيلون اللعنات للمسلمين الأحياء منهم والأموات بدعوى أنهم من
العصاة.
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
انتهاج سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا وبينها بعد المشرقين.
حلمك يا
شيخ: اتصلت بأحد المشائخ الأجلاء لأساله عن حكم خروج المرأة في الرحلات الجماعية
بدون محرم لأني فعلاً لا أعرف حكم ذلك، أنا اعلم أن خروج المرأة لضرورة يجوز لكن لا
علم لي بحكم خروجها دون محرم للنزهة فما كان من الشيخ إلا أن هب في وجهي مطلقاً
كلمات الحوقلة والاستعاذة من سؤالي لأنه فهم أن سؤالي اتهام "للمطاوعة " الذين
يدعون لتلك الرحلات النسوية، اللاتي يخرجن فيها رغم أني واحدة منهن ووالله لم
أعاود الاتصال أبداً بذلك الشيخ ولن اتصل، فأين حلمكم يا علماء الأمة من حلم رسول
الله صلى الله عليه وسلم الذي لم ينهر سائله أن يأذن له بالزنا.
وفي أحد
المواقع المشهورة جدا في الخليج العربي كتبت مقالة بعنوان ماذا (أقول في ذكرى مولد
الرسول فوجئت بالردود وكانت كالتالي : الاحتفال بالمولد حرام، وأخرى كتبت إذا كنت
خليجية عجيب وإذا كنت غير ذلك ربنا يهديك، عجبت من ردودهم، ماذا قلت وماذا فعلت لم
أدعو إلى بدعة ولم أتحدث عن احتفال ونفذت بجلدي قبل أن يفسقوني بعد أن أوضحت لهم
مقصدي.
انزلوا من أبراجكم : وقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قريباً
من الناس، من طلبه وجده في أي وقت وأي ساعة وأي مكان لا يحتجب عن أحد، بينما يسارع
الآن كل من تولى أمراً من أمور الناس إلى البعد والاحتجاب عنهم ويعد الوصول إلى
المسئول من سابع المستحيلات إلا بقدرة قادر تتمثل في وساطة قوية كما نلاحظ أن
التجار ورجال الأعمال لا يشيدون قصورهم وفللهم إلا في أماكن بعيدة جداً أو على رؤوس
المرتفعات والهضاب حيث لا يستطيع الفقراء والمساكين الاهتداء إليها فضلاً عن الوصول
وحتى بعض الدعاة وبعض المشائخ لا يستطيع الفرد الوصول إليهم إلا بشق الأنفس
فجوالاتهم مغلقة أو صامتة.
ما عندهاش وقت: كلما حاولت التواصل مع إحدى الداعيات
في مدينتي وجدت في ذلك صعوبة بالغه وإذا عاتبتها قالت : أنا مشغولة وما عنديش وقت،
يا الله ماعندهاش وقت ورسول الله لم تشغله الدعوة ومهام الرسالة وأعباء
القيادة.
قبول الآخر: وقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة على
التعايش مع الآخر، حتى ولو كان على غير دينه، وحتى لو اختلفت عادتها وتقاليده عما
نشأ عليه النبي من عادات وتقاليد وأعراف، فنجده قد تعايش مع اليهود وزار مريضهم
ويقوم لجنازاتهم قائلاً أليست نفسا، وإذا كان النبي يعلمنا قبول الاختلاف مع الآخر
والحوار معه وعدم الخضوع لأي نوع من التعصب لأفكارنا، فإنه يعلمنا كذلك ما هو أعمق
وأشمل.
فالأمر لا يقف عند حدود الاختلاف، فالحياة أرحب من ذلك، بل هناك التعايش
مع الآخر وقبول أعرافه ما دامت لا تتعارض مع ما يفرضه عليك دينك.
أما نحن اليوم
فلا نقبل إلا ما يروق لنا ولا نسمع إلا ما نريد والويل كل الويل لمن يخالفنا الرأي
وإن كان من أبناء الملة الواحدة بل قد يقدنا ذلك التعصب إلى التقاتل وتمني الشر
للآخر، ويا كثر ما سمعنا من يقول فرحا إذا أصيب معارضه بمكروه " سكهة حجرة وانزاحت
من طريق المسلمين" ولا أدري كيف علم أنه من المسلمين ومن أفتى له بأن من يعارضه
ويخالفه الرأي من أصحاب الجحيم اتقوا الله في الناس: وقد كان صلى الله عليه وسلم
رحيما حتى بالحيوان ونجد في هذا الزمان من لا يعرف قلبه الرحمة حتى مع اقرب الناس
إليه والديه وأبنائه فكيف بمن هم تحت إمرته.
مر الرسول صلى الله عليه وسلم ببعير
قد لحق ظهره ببطنه فقال: (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة) فاركبوها صالحة
وكلوها صالحة) فكيف بمن يجوعون الشعوب.
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا
لرجل من الأنصار فإذا بجمل فلما رأى الجملُ النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت
عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح دموعه فسكت فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن
هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله فقال : (أفلا تتقي الله في
هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه تأدبه) أين أنتم من سنته
يا هؤلاء: وقد جاءه الصحابة رضوان الله عليهم يشكون ثقيفاً قائلين: يا رسول الله !
أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم.
فقال : (اللهم اهد ثقيفا) وقيل له : يا
رسول الله، إن دوسا عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل : هلكت دوس، قال : (اللهم اهد
دوسا وآت بهم).
وقال صلى الله عليه وسلم في أهل مكة : (بل أرجو أن يخرج الله من
أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) رواه البخاري ومسلم.
ولما أصيب
النبي صلى الله عليه وسلم في أحد قال له الصحابة الكرام ادع على المشركين فقال :
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول
الله:(ادع على المشركين قال: إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة) صحيح مسلم أين
أنتم يا من تكيلون اللعنات للمسلمين الأحياء منهم والأموات بدعوى أنهم من
العصاة.
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.