على محمد
الحزمي
الحزمي
استغربت كثيراً كما استغرب مثلي
العديد من المشاركين في مسابقة شاعر اليمن والتي انتهت تصفياتها التمهيدية ومراحلها
الميدانية وذلك من خلال اعتراض اللجنة على كل ما هو متعلق بالشعر النبطي ، وهذا ما
جعلني اكتب هذا المقال بعد أن عجزنا أن نوصل رأينا للجنة التحكيم والتي اكتفت
بممارسة صلاحياتها وإيقاف كل شاعر حاول أن يقدم شيئا من الشعر النبطي ، وهنا
البداية : الشعر النبطي من أشهر
مورثات الجزيرة العربية وتعود نشأته إلى نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع
الهجري ويعتبر أول ظهور له في بلاد الشام وجنوب الجزيرة العربية ومن ثم امتد الى
بينهما ، وهكذا بدأت حكاية هذا الشعر الذي تعود تسميته لعدد من الأسباب والروايات
فقيل أنه نبطي من المستنبط وهو المتحدث ببيئته وقيل عن قبائل الأنباط والتي لا تزال
بعضا منها إلى الآن، وقد تميزت قبائل الأنباط بالترحال هنا وهناك وكانوا فئة مما
يعرف الآن بالبدو الرحل ، فاختلفت الروايات ولكن لم يختلف أحد حول النشأة ، ماعدا
لجنة التحكيم الموقرة في مسابقة شاعر اليمن والتي اختتمت منذ أيام تصفياتها
الميدانية الأولى من أجل اختيار ثلاثين شاعراً لخوض غمار المنافسات النهائية ، ومن
هنا حاولنا كثيرا وضع بعض النقاط على الحروف أمام لجنة التحكيم والتي يتميز أعضاءها
بالكفاءة بين شاعر وناقد وباحث ولا عجب ألا تجد الموافقة بينهم مائة بالمائة فأحدهم
يتكلم عن وجود باحث في اللجنة والمفروض أن يكون شاعر ، وعضو اللجنة الشاعر يناقض
نفسه وهو يكتب النبطي ويقول أن النبطي عبارة عن الألفاظ الخليجية المتمثلة بأبغى
وما أبغى واللي وغلاه وغيرها من الألفاظ .
هنا وجب التوقف وطرح ما ينبغي بصراحة
من عدة أوجه أولا إذا اعتبارنا أنكم على حق ونحن المخطئون في طرحنا لكل ما ورد من
خلال الموروث والتأريخ والدراسات والبحوث ، فهل أساؤوا لنا لكي نرفض نحن أدبهم هنا
ونقول لا يسمح بمشاركة من يكتب الشعر النبطي ، وإذا كانوا هم يقبلون من يشارك في
أكبر مسابقة للشعر الشعبي في الوطن العربي وهي مسابقة شاعر المليون وتجد فيها
مشاركين من كل الدول وحتى من اليمنيين وباللهجة اليمنية وحتى باللهجة اللبنانية
وبعض اللهجات الصعبة على البعض فهمها ومع هذا فلم يعترضون يوما من الأيام على هذه
اللهجة أو تلك ، فلماذا نريد أن نسيء إليهم وهم لم يسيئوا مطلقا إلينا؟ وإذا كانت
بعض الألفاظ التي يعتبرها أفراد اللجنة ألفاظ دخلية فتذكروا أن لغة العرب واحدة
ومهما اختلفت لهجاتها ولا يحق لأي أحد أن يقيم هذه اللهجة دخلية أو مرفوضة ، وهذا
باعتبار أن ما طرحته مسبقا غير صحيح ، ولكن بالعودة إلى كل البحوث التي تؤكد صحة
كلامي ولم أورده جزافا أو دفاعاً عن شعراء النبطية داخل اليمن فهي حقيقة لا بد أن
يعيها القائمون على مسابقة شاعر قبل أن يصبحوا في ليلة وضحاها مجرد أشخاص يفتقرون
إلى أبسط المعلومات التي تحفظ لكل كيان ومجتمع موروثة وأصالته ، فهل يعتبر الشعر
النبطي بعد كل هذا دخيلا يا سادة؟ من الملاحظ أن الكثير من شعراء اليمن والذين
شاركوا في هذه المحافل الكبيرة مثل مسابقة شاعر المليون وملك القوافي وقصيد التحدي
والكثير من هذه المسابقات لم يوافقوا على المشاركة في مسابقة شاعر اليمن ولا مسابقة
صدى القوافي والسبب يعود مباشرة لفكرة اللجنة حول اعتبار الشعر النبطي دخيلا
والأعجب من هذا انك تسمع نقاشاً غير مبرر وغير مقبول إطلاقاً، وكأننا ننسف كل موروث
محافظة حضرموت والذي انتشر في كل بقاع الأرض باعتباره شعراً دخيلاً، وبصراحة أعتقد
أن القائمين على قناة العقيق ومسابقة شاعر اليمن لا بد أن يعيدوا النظر في لجنة
التحكيم من خلال إقناعهم بأحقية الموروث أو تغييرها واستبدالها بشعراء من خارج
الوطن يشهدون بأحقيتنا بموروثنا وليس بشعرائنا الذين ينسفون كل ما ندافع عنه من
خلال المنتديات والملتقيات الثقافية ونتلقى إشادات الجميع ونصل إلى وطننا فلا نجد
إلى النكران واللامبالاة وعدم الاهتمام أو حتى قبول الطرف الآخر ، وبعيداً عن
الواسطات والمزايدات التي بدأت تظهر جلية أمام الجميع أرجو أن يكون هناك مقياس
عدالة في الحكم والتحكيم وترك كل الأساليب التي تخلق شيء من الضغينة في القلوب بدلا
من تحقيق الهدف السامي والذي من أجله تم إقامة المسابقة وهو توحيد فكر الشباب
الوطني الواحد وجمع كلمته وفكره وإبداعاته في إطار الوطن الواحد ، وبعيدا عن
المزايدات التي لم تعد مزايدات سياسية فحسب بل ستمتد لتصبح مزايدات أدبية ، وما حصل
جليا في انتخابات اتحاد الأدباء اليمنيين فرع عدن لهو خير مقياس على ذلك ، فنرجو من
الجميع أن نعمل دوما على الحفاظ على موروثنا الأدبي الغني والذي يجهله الكثير ممن
يتبؤون مناصب هي اكبر منهم ولا يجدون وقتا من أجل الاطلاع وتصحيح ما هو خاطئ في
فكرهم بل والعمل على خلق جو من الألفة بعيداً عن تغريب الفكر وتخريب الطموح وتحطيم
كل الآمال التي يبنيها الشاعر قبل المشاركة وليس بعدها ، وتذكروا أن شعراء النبطي
لم يسيئوا لنا إطلاقا ، فلماذا نريد الإساءة لهم بطريقة أو بأخرى ونحن لم نجد منهم
إلا كل التعامل الراقي لشعرائنا الذين شاركوا ويشاركونا عاما بعد عام في كل فعالية
ومحفل أدبي ويحصلون على مراكز متقدمه ولكل مجتهد نصيب ، وأرجو ألا يؤخذ كلامي هذا
على محمل شخصي لأني لم أرد التطرق لأي اسم بحد ذاته ولكن أتمنى أن تبقى الفكرة
الجميلة هي ما اجتمعنا عليه والهدف السامي هو غايتنا جميعا في كل شيء ، ولا عزاء
للشعراء إن لم يقرأ الخبراء الذي كتبناه هنا ، بل ولعلهم فقط يتقبلون بعض الحقائق
التي تشعرنا بأنهم بالفعل يبحثون عن المصداقية والشفافية والاستحقاق ،
وشكرا.
a.mo.h@hotmail.com
العديد من المشاركين في مسابقة شاعر اليمن والتي انتهت تصفياتها التمهيدية ومراحلها
الميدانية وذلك من خلال اعتراض اللجنة على كل ما هو متعلق بالشعر النبطي ، وهذا ما
جعلني اكتب هذا المقال بعد أن عجزنا أن نوصل رأينا للجنة التحكيم والتي اكتفت
بممارسة صلاحياتها وإيقاف كل شاعر حاول أن يقدم شيئا من الشعر النبطي ، وهنا
البداية : الشعر النبطي من أشهر
مورثات الجزيرة العربية وتعود نشأته إلى نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع
الهجري ويعتبر أول ظهور له في بلاد الشام وجنوب الجزيرة العربية ومن ثم امتد الى
بينهما ، وهكذا بدأت حكاية هذا الشعر الذي تعود تسميته لعدد من الأسباب والروايات
فقيل أنه نبطي من المستنبط وهو المتحدث ببيئته وقيل عن قبائل الأنباط والتي لا تزال
بعضا منها إلى الآن، وقد تميزت قبائل الأنباط بالترحال هنا وهناك وكانوا فئة مما
يعرف الآن بالبدو الرحل ، فاختلفت الروايات ولكن لم يختلف أحد حول النشأة ، ماعدا
لجنة التحكيم الموقرة في مسابقة شاعر اليمن والتي اختتمت منذ أيام تصفياتها
الميدانية الأولى من أجل اختيار ثلاثين شاعراً لخوض غمار المنافسات النهائية ، ومن
هنا حاولنا كثيرا وضع بعض النقاط على الحروف أمام لجنة التحكيم والتي يتميز أعضاءها
بالكفاءة بين شاعر وناقد وباحث ولا عجب ألا تجد الموافقة بينهم مائة بالمائة فأحدهم
يتكلم عن وجود باحث في اللجنة والمفروض أن يكون شاعر ، وعضو اللجنة الشاعر يناقض
نفسه وهو يكتب النبطي ويقول أن النبطي عبارة عن الألفاظ الخليجية المتمثلة بأبغى
وما أبغى واللي وغلاه وغيرها من الألفاظ .
هنا وجب التوقف وطرح ما ينبغي بصراحة
من عدة أوجه أولا إذا اعتبارنا أنكم على حق ونحن المخطئون في طرحنا لكل ما ورد من
خلال الموروث والتأريخ والدراسات والبحوث ، فهل أساؤوا لنا لكي نرفض نحن أدبهم هنا
ونقول لا يسمح بمشاركة من يكتب الشعر النبطي ، وإذا كانوا هم يقبلون من يشارك في
أكبر مسابقة للشعر الشعبي في الوطن العربي وهي مسابقة شاعر المليون وتجد فيها
مشاركين من كل الدول وحتى من اليمنيين وباللهجة اليمنية وحتى باللهجة اللبنانية
وبعض اللهجات الصعبة على البعض فهمها ومع هذا فلم يعترضون يوما من الأيام على هذه
اللهجة أو تلك ، فلماذا نريد أن نسيء إليهم وهم لم يسيئوا مطلقا إلينا؟ وإذا كانت
بعض الألفاظ التي يعتبرها أفراد اللجنة ألفاظ دخلية فتذكروا أن لغة العرب واحدة
ومهما اختلفت لهجاتها ولا يحق لأي أحد أن يقيم هذه اللهجة دخلية أو مرفوضة ، وهذا
باعتبار أن ما طرحته مسبقا غير صحيح ، ولكن بالعودة إلى كل البحوث التي تؤكد صحة
كلامي ولم أورده جزافا أو دفاعاً عن شعراء النبطية داخل اليمن فهي حقيقة لا بد أن
يعيها القائمون على مسابقة شاعر قبل أن يصبحوا في ليلة وضحاها مجرد أشخاص يفتقرون
إلى أبسط المعلومات التي تحفظ لكل كيان ومجتمع موروثة وأصالته ، فهل يعتبر الشعر
النبطي بعد كل هذا دخيلا يا سادة؟ من الملاحظ أن الكثير من شعراء اليمن والذين
شاركوا في هذه المحافل الكبيرة مثل مسابقة شاعر المليون وملك القوافي وقصيد التحدي
والكثير من هذه المسابقات لم يوافقوا على المشاركة في مسابقة شاعر اليمن ولا مسابقة
صدى القوافي والسبب يعود مباشرة لفكرة اللجنة حول اعتبار الشعر النبطي دخيلا
والأعجب من هذا انك تسمع نقاشاً غير مبرر وغير مقبول إطلاقاً، وكأننا ننسف كل موروث
محافظة حضرموت والذي انتشر في كل بقاع الأرض باعتباره شعراً دخيلاً، وبصراحة أعتقد
أن القائمين على قناة العقيق ومسابقة شاعر اليمن لا بد أن يعيدوا النظر في لجنة
التحكيم من خلال إقناعهم بأحقية الموروث أو تغييرها واستبدالها بشعراء من خارج
الوطن يشهدون بأحقيتنا بموروثنا وليس بشعرائنا الذين ينسفون كل ما ندافع عنه من
خلال المنتديات والملتقيات الثقافية ونتلقى إشادات الجميع ونصل إلى وطننا فلا نجد
إلى النكران واللامبالاة وعدم الاهتمام أو حتى قبول الطرف الآخر ، وبعيداً عن
الواسطات والمزايدات التي بدأت تظهر جلية أمام الجميع أرجو أن يكون هناك مقياس
عدالة في الحكم والتحكيم وترك كل الأساليب التي تخلق شيء من الضغينة في القلوب بدلا
من تحقيق الهدف السامي والذي من أجله تم إقامة المسابقة وهو توحيد فكر الشباب
الوطني الواحد وجمع كلمته وفكره وإبداعاته في إطار الوطن الواحد ، وبعيدا عن
المزايدات التي لم تعد مزايدات سياسية فحسب بل ستمتد لتصبح مزايدات أدبية ، وما حصل
جليا في انتخابات اتحاد الأدباء اليمنيين فرع عدن لهو خير مقياس على ذلك ، فنرجو من
الجميع أن نعمل دوما على الحفاظ على موروثنا الأدبي الغني والذي يجهله الكثير ممن
يتبؤون مناصب هي اكبر منهم ولا يجدون وقتا من أجل الاطلاع وتصحيح ما هو خاطئ في
فكرهم بل والعمل على خلق جو من الألفة بعيداً عن تغريب الفكر وتخريب الطموح وتحطيم
كل الآمال التي يبنيها الشاعر قبل المشاركة وليس بعدها ، وتذكروا أن شعراء النبطي
لم يسيئوا لنا إطلاقا ، فلماذا نريد الإساءة لهم بطريقة أو بأخرى ونحن لم نجد منهم
إلا كل التعامل الراقي لشعرائنا الذين شاركوا ويشاركونا عاما بعد عام في كل فعالية
ومحفل أدبي ويحصلون على مراكز متقدمه ولكل مجتهد نصيب ، وأرجو ألا يؤخذ كلامي هذا
على محمل شخصي لأني لم أرد التطرق لأي اسم بحد ذاته ولكن أتمنى أن تبقى الفكرة
الجميلة هي ما اجتمعنا عليه والهدف السامي هو غايتنا جميعا في كل شيء ، ولا عزاء
للشعراء إن لم يقرأ الخبراء الذي كتبناه هنا ، بل ولعلهم فقط يتقبلون بعض الحقائق
التي تشعرنا بأنهم بالفعل يبحثون عن المصداقية والشفافية والاستحقاق ،
وشكرا.
a.mo.h@hotmail.com