عبدالحكيم
الجابري
الجابري
تعد الكهرباء واحد من أعظم
الإنجازات التي توصلت إليها البشرية طوال مراحل تاريخها على الإطلاق، وتبرز أهمية
الكهرباء من خلال دخولها وتغلغلها في جميع مفاصل واحتياجات الناس بما يمنحها بحق
صفة الأم لكل هذه النهضة الشاملة التي بلغتها الإنسانية في هذا العصر، بحيث أصبح من
المتعذر جداً اليوم تصور العيش بدون وجود التيار الكهربائي الذي ينير المدن
والمساكن والشوارع وتدار به المصانع والمعامل والآلات والمعدات المنتجة لأسباب
العيش اليومي.
وعلى تلك الأهمية
الكبيرة التي تمثلها الكهربا ء في حياة الإنسان فهي أيضاً رمزاً أساسياً من رموز
الحضارة والتمدن وهي المعيار لقياس مدى تقدم أو تخلف المجتمعات، بل أصبح تحضر الفرد
وتمدنه يقاس بمقدار استهلاكه للتيار الكهربائي، فإذا كان يستهلك كمية أكبر من
الكهرباء فهذا يعني أنه يستخدم كمية أكبر من تقنيات وسائل العصر، بمعنى أدق عند ما
يمتلك هذا الشخص على سبيل المثال الإنارة الكافية في منزلة وإلى جانبها أجهزة
التلفاز والراديو والكمبيوتر وغسالة ومكواة الملابس وأجهزة التبريد وتكييف الهواء
أو السخانات وغيرها من أجهزة وأدوات كهربائية فهو بالتأكيد سيستهلك من الكهرباء ما
يفوق استهلاك شخص آخر لا يمتلك إلا قليل أو بعض هذه الأجهزة والأدوات الضرورية ،
وبهذا يتجلى الفرق بين الشخصين في مسألة الاندماج في الحياة العصرية والاستفادة من
الابتكارات والاختراعات الحديثة التي تسهم بقدر كبير جداً في تحسين وتسهيل حياة
الإنسان وتطور من أسلوب عيشه ونمط تفكيره.
أما في اليمن فإن واقع الكهرباء لا
يدل إلا على واقع الحياة المتخلفة التي يكابدها سكان البلاد الذين يعيشون خارج
الزمن الفعلي بينما يعيش سكان المعمورة في القرن الحادي والعشرين يتمرغون في نعم
العصر ويغترفون ويرفلون في خيرات النتاج الإنساني، لا يزال اليمنيين واقفين بعيداً
عن هذا الزمان متخلفين عن سكان الكرة الأرضة بقرنين "أكتشفت الكهرباء في القرن
التاسع عشر" بعد أن حرمتهم حكومتهم من الحصول على خدمات التموين الكافي من الكهرباء
وبما يمكنهم من اللحاق بركب والبشرية العيش في مستوى يليق بإنسان القرن الحادي
والعشرين.
على الرغم من ضجيج الإعلام الرسمي وصخبه اليومي عن الإنجازات الحكومية
تظل "70%" من المناطق المأهولة بالسكان في الجمهورية محرومة حتى اليوم من التيار
الكهربائي، وحتى النسبة المتبقية وهي أمانة العاصمة وعواصم المحافظات وبعض المدن
الرئيسية وقلة قليلة من المناطق الريفية لا تتوفر فيها المستويات الدنيا من التموين
بالتيار الكهربائي، فأمانة العاصمة صنعاء واجهة البلاد وعنوانها الذي يغني عد كل
عنوان وبما تمثله من ثقل سكان وسياسي ودبلوماسي فهي تعاني منذ سنوات من إنقطاعات
التيار الكهربائي، حيث يخضع أحياءها ومناطقها السكنية لبرنامج إطفاء يومي وصل في
الفترات الأخيرة إلى ست ساعات كاملة، وبالتالي فإنه من المؤكد إن معاناة باقي
المناطق والمدن ستكون أكبر وهي مسألة واقعية بشكل طبيعي بالنظر لما تمثله العاصمة
من أهمية أمام باقي مناطق البلاد، وإذا كان الإهمال الحكومي فعل ما فعله في أمانة
العاصمة من إنقطاعات في الكهرباء فلن تكون باقي مناطق البلاد بحال أفضل
منها.
وفي حضرموت المعروفة بطقسها الحار وارتفاع درجات الحرارة في جميع مناطقها
طوال أشهر السنة، كالمكلا والمناطق الساحلية الأخرى وسيئون وما جاورها من مدن
الوادي ومناطق صحراء حضرموت محرومة إلى اليوم من الكهرباء ويعيش سكانها أوضاعاً
صعبة جداً جراء انقطاعات التيار الكهربائي، والعيش في هذه المناطق في ظل هذه
الأوضاع أصبح شيئ لا يطاق خاصة في هذه الأشهر التي تصل فيها درجات الحرارة والرطوبة
إلى أرقام قياسية جداً ويتحول الجو إلى فرن حقيقي ينفث هواء ساخن ورطوبة خانقة، حتى
يخال للمرء أنه يعيش على قطعة من جهنم من شدة الحر والرطوبة، على الرغم من كل تلك
المعاناة التي يكابدها سكان حضرموت بسبب انقطاعات التيار الكهربائي المستمر بشكل
يومي إلا أن مؤسسة الكهرباء ظلت حريصة جداً على إصدار الفواتير وإيصالها في موعدها
بشكل منتظم ودقيق على مساكن ومحال أعمال ومتاجر المواطنين الذين يحرصون بدورهم على
دفع ما تحمله هذه الفواتير من مبالغ باهظة نقداً وعداً دون إبدا أي احتجاج أو حتى
استياء من خدمات الكهرباء السيئة وما تلحقه بهم من أذاء وتعطيل لمصالحهم وأعمالهم
إلى جانب الخسائر المالية اليومية التي يتعرضون لها بعطب وتلف أجهزتهم الكهربائية
بسبب انطفاء وعودة التيار الكهربائي المفاجئ وبشكل متكرر يومياً وسوء التموينات حيث
يكون التيار في لحظات قوياً وفجأة يضعف والعكس مما يعرض الأجهزة للعطب والتلف، ولم
يكلف القائمون على مؤسسة الكهرباء أنفسهم حتى اليوم على تعويض المواطنين عن خسائرهم
لتلف أجهزتهم بسبب سوء الخدمة والإنقطاعات المفاجئة والمتكررة للتيار الكهربائي وهو
حق قانوني وأخلاقي وقبل ذلك حق إنساني يتعمد مسؤولو الكهرباء تجاوزه
وتجاهله.
مسألة أخرى..
من المهم جداً التوقف أمامها وهي التعاطي السلبي مع
معاناة المواطنين من قبل الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في
المحافظة، ونستثني في طرحنا هذا فرع المؤتمر الشعبي العام ليس لأنه فرع للحزب
الحاكم فقط ولكن أيضاً باعتباره متسبب في جميع الإخفاقات والاحباطات التي يعاني
منها سكان المحافظة، إلى جانب عجز قياداته عن فعل أي شيئ لصالح المواطنين، ولكننا
نعني أحزاب المعارضة وعلى وجه الخصوص أحزاب اللقاء المشترك التي ظهرت مكتوفة الأيدي
وتتفرج على المواطنين ومعاناتهم المتزايدة يوماً بعد يوم والأزمات المختلفة التي
باتت تحاصر المحافظة من مختلف النواحي والاتجاهات وتنعكس سلبياً على حياة المواطن
ومستقبله، كان من المتوجب على أحزاب المعارضة التي تدعي أنها تمثل الشعب وتعلن في
أدبياتها وأطروحاتها بأنها حريصة على مصالح المواطنين كان الواجب عليها أن تنحاز
إلى جانب قضايا المواطنين وتسعى لتحقيق مصالحهم وفي المقدمة منها حصولهم على
تموينات التيار الكهربائي بشكل كافي وبأسعار معقولة.
لقد كنا ننتظر من أحزاب
المعارضة أن تتفاعل مع قضايا المواطنين الحياتية اليومية وأن تنظم في سبيل ذلك
الفعاليات لتؤكد حرصها واهتمامها الذي تدعيه..
فهل ننتظر أن نرى أحزاب المعارضة
في حضرموت ومعها الفعاليات الأهلية من منظمات وجمعيات وهي تدعو إلى الخروج للشوارع
والتظاهر وهم يرفعون شعارات تطالب برفع المعاناة عن كاهل المواطنين وتحسين أوضاعهم
بدءً بتوفير الكهرباء وتخفيض سعر دبة الغاز وضبط أسعار المواد الغذائية
والاستهلاكية وتوفير المياه الصالحة للشرب وغيرها من المتطلبات والاحتياجات
الأساسية والضرورية للحياة المعيشية واليومية لمواطني حضرموت..
إننا نأمل ولكن
نرجو ألا يطول انتظارنا في تحقيق هذا الأمل..
الإنجازات التي توصلت إليها البشرية طوال مراحل تاريخها على الإطلاق، وتبرز أهمية
الكهرباء من خلال دخولها وتغلغلها في جميع مفاصل واحتياجات الناس بما يمنحها بحق
صفة الأم لكل هذه النهضة الشاملة التي بلغتها الإنسانية في هذا العصر، بحيث أصبح من
المتعذر جداً اليوم تصور العيش بدون وجود التيار الكهربائي الذي ينير المدن
والمساكن والشوارع وتدار به المصانع والمعامل والآلات والمعدات المنتجة لأسباب
العيش اليومي.
وعلى تلك الأهمية
الكبيرة التي تمثلها الكهربا ء في حياة الإنسان فهي أيضاً رمزاً أساسياً من رموز
الحضارة والتمدن وهي المعيار لقياس مدى تقدم أو تخلف المجتمعات، بل أصبح تحضر الفرد
وتمدنه يقاس بمقدار استهلاكه للتيار الكهربائي، فإذا كان يستهلك كمية أكبر من
الكهرباء فهذا يعني أنه يستخدم كمية أكبر من تقنيات وسائل العصر، بمعنى أدق عند ما
يمتلك هذا الشخص على سبيل المثال الإنارة الكافية في منزلة وإلى جانبها أجهزة
التلفاز والراديو والكمبيوتر وغسالة ومكواة الملابس وأجهزة التبريد وتكييف الهواء
أو السخانات وغيرها من أجهزة وأدوات كهربائية فهو بالتأكيد سيستهلك من الكهرباء ما
يفوق استهلاك شخص آخر لا يمتلك إلا قليل أو بعض هذه الأجهزة والأدوات الضرورية ،
وبهذا يتجلى الفرق بين الشخصين في مسألة الاندماج في الحياة العصرية والاستفادة من
الابتكارات والاختراعات الحديثة التي تسهم بقدر كبير جداً في تحسين وتسهيل حياة
الإنسان وتطور من أسلوب عيشه ونمط تفكيره.
أما في اليمن فإن واقع الكهرباء لا
يدل إلا على واقع الحياة المتخلفة التي يكابدها سكان البلاد الذين يعيشون خارج
الزمن الفعلي بينما يعيش سكان المعمورة في القرن الحادي والعشرين يتمرغون في نعم
العصر ويغترفون ويرفلون في خيرات النتاج الإنساني، لا يزال اليمنيين واقفين بعيداً
عن هذا الزمان متخلفين عن سكان الكرة الأرضة بقرنين "أكتشفت الكهرباء في القرن
التاسع عشر" بعد أن حرمتهم حكومتهم من الحصول على خدمات التموين الكافي من الكهرباء
وبما يمكنهم من اللحاق بركب والبشرية العيش في مستوى يليق بإنسان القرن الحادي
والعشرين.
على الرغم من ضجيج الإعلام الرسمي وصخبه اليومي عن الإنجازات الحكومية
تظل "70%" من المناطق المأهولة بالسكان في الجمهورية محرومة حتى اليوم من التيار
الكهربائي، وحتى النسبة المتبقية وهي أمانة العاصمة وعواصم المحافظات وبعض المدن
الرئيسية وقلة قليلة من المناطق الريفية لا تتوفر فيها المستويات الدنيا من التموين
بالتيار الكهربائي، فأمانة العاصمة صنعاء واجهة البلاد وعنوانها الذي يغني عد كل
عنوان وبما تمثله من ثقل سكان وسياسي ودبلوماسي فهي تعاني منذ سنوات من إنقطاعات
التيار الكهربائي، حيث يخضع أحياءها ومناطقها السكنية لبرنامج إطفاء يومي وصل في
الفترات الأخيرة إلى ست ساعات كاملة، وبالتالي فإنه من المؤكد إن معاناة باقي
المناطق والمدن ستكون أكبر وهي مسألة واقعية بشكل طبيعي بالنظر لما تمثله العاصمة
من أهمية أمام باقي مناطق البلاد، وإذا كان الإهمال الحكومي فعل ما فعله في أمانة
العاصمة من إنقطاعات في الكهرباء فلن تكون باقي مناطق البلاد بحال أفضل
منها.
وفي حضرموت المعروفة بطقسها الحار وارتفاع درجات الحرارة في جميع مناطقها
طوال أشهر السنة، كالمكلا والمناطق الساحلية الأخرى وسيئون وما جاورها من مدن
الوادي ومناطق صحراء حضرموت محرومة إلى اليوم من الكهرباء ويعيش سكانها أوضاعاً
صعبة جداً جراء انقطاعات التيار الكهربائي، والعيش في هذه المناطق في ظل هذه
الأوضاع أصبح شيئ لا يطاق خاصة في هذه الأشهر التي تصل فيها درجات الحرارة والرطوبة
إلى أرقام قياسية جداً ويتحول الجو إلى فرن حقيقي ينفث هواء ساخن ورطوبة خانقة، حتى
يخال للمرء أنه يعيش على قطعة من جهنم من شدة الحر والرطوبة، على الرغم من كل تلك
المعاناة التي يكابدها سكان حضرموت بسبب انقطاعات التيار الكهربائي المستمر بشكل
يومي إلا أن مؤسسة الكهرباء ظلت حريصة جداً على إصدار الفواتير وإيصالها في موعدها
بشكل منتظم ودقيق على مساكن ومحال أعمال ومتاجر المواطنين الذين يحرصون بدورهم على
دفع ما تحمله هذه الفواتير من مبالغ باهظة نقداً وعداً دون إبدا أي احتجاج أو حتى
استياء من خدمات الكهرباء السيئة وما تلحقه بهم من أذاء وتعطيل لمصالحهم وأعمالهم
إلى جانب الخسائر المالية اليومية التي يتعرضون لها بعطب وتلف أجهزتهم الكهربائية
بسبب انطفاء وعودة التيار الكهربائي المفاجئ وبشكل متكرر يومياً وسوء التموينات حيث
يكون التيار في لحظات قوياً وفجأة يضعف والعكس مما يعرض الأجهزة للعطب والتلف، ولم
يكلف القائمون على مؤسسة الكهرباء أنفسهم حتى اليوم على تعويض المواطنين عن خسائرهم
لتلف أجهزتهم بسبب سوء الخدمة والإنقطاعات المفاجئة والمتكررة للتيار الكهربائي وهو
حق قانوني وأخلاقي وقبل ذلك حق إنساني يتعمد مسؤولو الكهرباء تجاوزه
وتجاهله.
مسألة أخرى..
من المهم جداً التوقف أمامها وهي التعاطي السلبي مع
معاناة المواطنين من قبل الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في
المحافظة، ونستثني في طرحنا هذا فرع المؤتمر الشعبي العام ليس لأنه فرع للحزب
الحاكم فقط ولكن أيضاً باعتباره متسبب في جميع الإخفاقات والاحباطات التي يعاني
منها سكان المحافظة، إلى جانب عجز قياداته عن فعل أي شيئ لصالح المواطنين، ولكننا
نعني أحزاب المعارضة وعلى وجه الخصوص أحزاب اللقاء المشترك التي ظهرت مكتوفة الأيدي
وتتفرج على المواطنين ومعاناتهم المتزايدة يوماً بعد يوم والأزمات المختلفة التي
باتت تحاصر المحافظة من مختلف النواحي والاتجاهات وتنعكس سلبياً على حياة المواطن
ومستقبله، كان من المتوجب على أحزاب المعارضة التي تدعي أنها تمثل الشعب وتعلن في
أدبياتها وأطروحاتها بأنها حريصة على مصالح المواطنين كان الواجب عليها أن تنحاز
إلى جانب قضايا المواطنين وتسعى لتحقيق مصالحهم وفي المقدمة منها حصولهم على
تموينات التيار الكهربائي بشكل كافي وبأسعار معقولة.
لقد كنا ننتظر من أحزاب
المعارضة أن تتفاعل مع قضايا المواطنين الحياتية اليومية وأن تنظم في سبيل ذلك
الفعاليات لتؤكد حرصها واهتمامها الذي تدعيه..
فهل ننتظر أن نرى أحزاب المعارضة
في حضرموت ومعها الفعاليات الأهلية من منظمات وجمعيات وهي تدعو إلى الخروج للشوارع
والتظاهر وهم يرفعون شعارات تطالب برفع المعاناة عن كاهل المواطنين وتحسين أوضاعهم
بدءً بتوفير الكهرباء وتخفيض سعر دبة الغاز وضبط أسعار المواد الغذائية
والاستهلاكية وتوفير المياه الصالحة للشرب وغيرها من المتطلبات والاحتياجات
الأساسية والضرورية للحياة المعيشية واليومية لمواطني حضرموت..
إننا نأمل ولكن
نرجو ألا يطول انتظارنا في تحقيق هذا الأمل..