صلاح
محمد العمودي
محمد العمودي
إعادة التسمية لقناة عدن الفضائية
يذكرني بحكاية الحاج عبيد صاحب محل بدأ بالوجبات الخفيفة إعادة التسمية لقناة عدن
الفضائية يذكرني بحكاية الحاج عبيد صاحب محل بدأ بالوجبات الخفيفة والعصائر
بأنواعها ثم تطور فيما بعد إلى إستراتيجيته في التعامل مع الزبائن نابعة من أخلاق
الرجل وتربيته، وعدم المبالغة في الأسعار ونظافة المحل بمحتوياته، ونكهة خاصة عالية
الجودة فيما يقدم من خدمات..
كل هذه حوافز حاسمة لجعل المحل مكتظاً
بالزبائن ليس فقط من أبناء الحي وإنما من أماكن أبعد شدتهم إليه سمعته الطيبة التي
طغت على نظرائه وإن كانوا أوسع وأقدم، ومع اتساع دائرة زبائنه اتسعت وتعددت أنواع
الخدمات وامتدت ساعات العمل لتصبح على مدار اليوم، كل هذا النجاح والشهرة والتميز
وكثرة الزبائن والربح الوفير عناصر جذب لإدخال الحسد والغيرة ،وقد تصل إلى الحقد
والكراهية في قلوب أولئك الذين يتفرجون على محلاتهم خاوية خالية، وغيرهم تتناوب
عليه الزبائن ليل نهار مع أنهم يقدمون الكثير ولكنهم يفتقدون إلى ما هو أهم من ذلك
بكثير وهي استراتيجية الحاج/ عبيد.
ومع تحسن أوضاع المحل وازدهاره برزت أيضاً
يافطة الحاج عبيد المعلقة على الواجهة الرئيسية لتؤدي دورها الترويجي بشكل فعال عن
نطاق أوسع أكسبها نصيباً حتى الشهرة لدرجة أقل، قد تجد من يعرف المحل حق المعرفة
دون أن يزره وإن قرر الزيارة فلن يتوه عن العنوان.
فعلاً لقد نجح الحاج عبيد
وبامتياز من أن يضيف للمدينة بمحله ويافطته معلماً شعبياً شهيراً اتخذه عامة الناس
تدريجياً ملتقى لهم أكبر من مجرد محل لتناول المأكل والمشرب، وكان من الطبيعي أن
تدخل دلالات شهرة المحل في علاقاتهم، وحتى معاملاتهم، فعند السؤال عن عنوان معين في
الحي فإن الإجابة لا تخلو من ذكر محل الحاج عبيد، كأن يقال لك على يساره أو يمينه
أو على بعد شارعين من الخلف وما إلى ذلك، وحتى أيامه الأخيرة، عندما اشتد به المرض
وشعر الحاج عبيد بدنو الأجل تحدث مع أولاده عن حتمية زوال الإنسان وأنها ليست نهاية
الكون وعليهم أن يتحملوا واجب المسؤولية قائلاً إن استطعتم الحفاظ على المحل خير
وبركة وأن طورتموه فجزاكم الله ألف خير، ولأن الخلف أفكارهم مغايرة تماماً مع
استراتيجية الحاج عبيد كونها تنتمي لقشور العصرنة والعولمة قرروا تغيير اسم المحل
بعدة مسميات أخرى تتابعت فيما بعد، ومن ثم سارت الأمور إلى الأسوأ لتتعرض موارد
المحل وميزانيته للتلاعب وعوامل النجاح للإهمال والتجاهل، وعماله المهرة للتهميش
والتطفيش بعد رفضهم تخفيض رواتبهم، وبعضهم أقصى بحجة وجود عمالة فائضة، وامتدت
أجواء التدمير إلى كل أجزائه ومحتوياته ومعها تدنت مستوى الخدمات لينته كل شيئ
وتنهار سمعة المحل ومكانته البارزة وقيمته التاريخية وهويته المتميزة ويهجره
الزبائن وتنعي المدينة أحد أبرز معالمها الشعبية الشهيرة والذي تحول إلى مصحة يبتز
الخلف ما تبقى لها من إرث مالي.
كل تلك التصرفات التي أسيئت للمحل قوبلت بموجة
من الاستنكار والاحتجاج والانتقاد قادها أقرب أصدقاء الحاج عبيد وزبائن المحل
ورواده وغيرهم كثر، ومع استمرارها أخذت في التصاعد لتفرز تطورات ومعطيات جديدة أدت
إلى عودة يافطة الحاج عبيد وتعليقها على واجهة المحل وهو بتلك الحالة السيئة
والمزرية، فدمعت عينا صديقه الصدوق الحاج فرج وقال كلمته الشهيرة "المحل لا يشرف
اليافطة" حكاية من حكايات توارد الخواطر جمعت محل الحاج عبيد بقناة عدن وانتهت
بمأساة مشابهة، محل تدهورت أحواله، لا يشرف يافطة الحاج عبيد وقناة دمرت وأفرغت من
مضمونها المهني لا تشرف اسم عدن
يذكرني بحكاية الحاج عبيد صاحب محل بدأ بالوجبات الخفيفة إعادة التسمية لقناة عدن
الفضائية يذكرني بحكاية الحاج عبيد صاحب محل بدأ بالوجبات الخفيفة والعصائر
بأنواعها ثم تطور فيما بعد إلى إستراتيجيته في التعامل مع الزبائن نابعة من أخلاق
الرجل وتربيته، وعدم المبالغة في الأسعار ونظافة المحل بمحتوياته، ونكهة خاصة عالية
الجودة فيما يقدم من خدمات..
كل هذه حوافز حاسمة لجعل المحل مكتظاً
بالزبائن ليس فقط من أبناء الحي وإنما من أماكن أبعد شدتهم إليه سمعته الطيبة التي
طغت على نظرائه وإن كانوا أوسع وأقدم، ومع اتساع دائرة زبائنه اتسعت وتعددت أنواع
الخدمات وامتدت ساعات العمل لتصبح على مدار اليوم، كل هذا النجاح والشهرة والتميز
وكثرة الزبائن والربح الوفير عناصر جذب لإدخال الحسد والغيرة ،وقد تصل إلى الحقد
والكراهية في قلوب أولئك الذين يتفرجون على محلاتهم خاوية خالية، وغيرهم تتناوب
عليه الزبائن ليل نهار مع أنهم يقدمون الكثير ولكنهم يفتقدون إلى ما هو أهم من ذلك
بكثير وهي استراتيجية الحاج/ عبيد.
ومع تحسن أوضاع المحل وازدهاره برزت أيضاً
يافطة الحاج عبيد المعلقة على الواجهة الرئيسية لتؤدي دورها الترويجي بشكل فعال عن
نطاق أوسع أكسبها نصيباً حتى الشهرة لدرجة أقل، قد تجد من يعرف المحل حق المعرفة
دون أن يزره وإن قرر الزيارة فلن يتوه عن العنوان.
فعلاً لقد نجح الحاج عبيد
وبامتياز من أن يضيف للمدينة بمحله ويافطته معلماً شعبياً شهيراً اتخذه عامة الناس
تدريجياً ملتقى لهم أكبر من مجرد محل لتناول المأكل والمشرب، وكان من الطبيعي أن
تدخل دلالات شهرة المحل في علاقاتهم، وحتى معاملاتهم، فعند السؤال عن عنوان معين في
الحي فإن الإجابة لا تخلو من ذكر محل الحاج عبيد، كأن يقال لك على يساره أو يمينه
أو على بعد شارعين من الخلف وما إلى ذلك، وحتى أيامه الأخيرة، عندما اشتد به المرض
وشعر الحاج عبيد بدنو الأجل تحدث مع أولاده عن حتمية زوال الإنسان وأنها ليست نهاية
الكون وعليهم أن يتحملوا واجب المسؤولية قائلاً إن استطعتم الحفاظ على المحل خير
وبركة وأن طورتموه فجزاكم الله ألف خير، ولأن الخلف أفكارهم مغايرة تماماً مع
استراتيجية الحاج عبيد كونها تنتمي لقشور العصرنة والعولمة قرروا تغيير اسم المحل
بعدة مسميات أخرى تتابعت فيما بعد، ومن ثم سارت الأمور إلى الأسوأ لتتعرض موارد
المحل وميزانيته للتلاعب وعوامل النجاح للإهمال والتجاهل، وعماله المهرة للتهميش
والتطفيش بعد رفضهم تخفيض رواتبهم، وبعضهم أقصى بحجة وجود عمالة فائضة، وامتدت
أجواء التدمير إلى كل أجزائه ومحتوياته ومعها تدنت مستوى الخدمات لينته كل شيئ
وتنهار سمعة المحل ومكانته البارزة وقيمته التاريخية وهويته المتميزة ويهجره
الزبائن وتنعي المدينة أحد أبرز معالمها الشعبية الشهيرة والذي تحول إلى مصحة يبتز
الخلف ما تبقى لها من إرث مالي.
كل تلك التصرفات التي أسيئت للمحل قوبلت بموجة
من الاستنكار والاحتجاج والانتقاد قادها أقرب أصدقاء الحاج عبيد وزبائن المحل
ورواده وغيرهم كثر، ومع استمرارها أخذت في التصاعد لتفرز تطورات ومعطيات جديدة أدت
إلى عودة يافطة الحاج عبيد وتعليقها على واجهة المحل وهو بتلك الحالة السيئة
والمزرية، فدمعت عينا صديقه الصدوق الحاج فرج وقال كلمته الشهيرة "المحل لا يشرف
اليافطة" حكاية من حكايات توارد الخواطر جمعت محل الحاج عبيد بقناة عدن وانتهت
بمأساة مشابهة، محل تدهورت أحواله، لا يشرف يافطة الحاج عبيد وقناة دمرت وأفرغت من
مضمونها المهني لا تشرف اسم عدن