عبد
الرحمن الراشد
الرحمن الراشد
تلطف الحرس الثوري الإيراني، عارضا
خدمته العسكرية لحماية السفن المبحرة لإغاثة غزة، متوعدا بكسر الحصار الإسرائيلي،
وزادت عليه السلطات في طهران، معلنة أنها سترسل سفينتين وطائرة للغرض الإغاثي
نفسه.
ويبدو أن العرض الإيراني جاء لمزاحمة الأتراك، الذين حصدوا كل
الدعاية
والشعبية في المنطقة من وراء خمس سفن وخطب حماسية.
ورغم أنه تسابق دعائي، نتمنى
أن يجرب نظام أحمدي نجاد حظه ويرسل أساطيله، فإما أن تخاف إسرائيل وتنهي حصارها على
القطاع الجائع، أو تخسر إيران المعركة فتتعلم الدرس هي الأخرى.
حماس،
التي تعرف أن العرض الإيراني مجرد دعاية سياسية، سامحها الله، رفضت العرض الوهمي،
متمنية على طهران أن لا ترسل حرسها الثوري.
على أي حال يبدو أن أمنية إيران بخوض
معركة ما لفك الحصار باتت قريبة جدا.
ساعة امتحان إيران اقتربت مع استعداد مجلس
الأمن لفرض عقوبات قد تشمل تفتيش سفنه وغيرها من القوافل التجارية قبل أن تدخل
الموانئ الإيرانية في بندر عباس وغيرها.
بذلك إيران ستصبح محاصرة عمليا، وإن كان
الحصار الدولي أقل قسوة من الحصار الإسرائيلي على غزة، حيث سيسمح لها بالحديد
والإسمنت والخبز، لكن مجرد تفتيش سفنها في عرض البحر سيكون إهانة مؤلمة لكبرياء
النظام الذي سيمثل امتحانا لأعصاب النظام، فهل يتجرع الإهانة أمام العالم أم يشتبك
عسكريا مع قوات التفتيش التي ستكون على الأرجح أميركية وأوروبية؟ لم تعد هناك حاجة
لإيران أن تبحر إلى لبنان وغزة لفك الحصار ومواجهة الأعداء، فهم قادمون إلى
سواحلها.
وبسبب ذلك ستتغير اللعبة، حيث إن طهران اعتادت مواجهة خصومها بالنيابة
باستخدام اللبنانيين والفلسطينيين، وفي حال تطورت العقوبات الدولية إلى تفتيش
السفن، من أجل التأكد من أن المواد المحظورة لا تدخل ضمن واردات البلاد من الخارج،
فإن التفتيش بحد ذاته سيكون مهينا، لأن إيران ستستطيع تدبير تهريب الممنوعات من
المواد المحظورة ببراعة، ولها تاريخ طويل منذ قيام الثورة الإسلامية.
والقرار
الدولي المنتظر بإعلان قوائم بضائع يمنع تصديرها إلى إيران، وشركات إيرانية يحظر
التعامل معها، سيتطلب تطبيقه زمنا، وهنا ستكون المعركة المقبلة المحتملة.
وهنا
يأتي دور الحرس الثوري الذي أمضى عامين من المناورات في مياه الخليج، متوعدا أن
يقاتل الأساطيل الكبرى لو حاولت التعرض لسفنه أو دخول مياهه الإقليمية.
وعندما
يتبرع الحرس الثوري بإرسال قواته لحماية السفن الإغاثية المتجهة إلى غزة، يعرف أنها
لو أبحرت فعلى الأرجح لن تتجاوز منتصف الطريق، ربما ميناء بورسودان في البحر
الأحمر، حتى تغرقها إسرائيل التي سبق أن قصفت قوافل إيرانية مماثلة في السابق،
والإسرائيليون يدركون أن القليل من حكومات العالم ستذرف الدموع على مهاجمتها لأي
سفينة ترفع أعلاما إيرانية.
فهل نحن على أبواب موسم من الحروب
البحرية
خدمته العسكرية لحماية السفن المبحرة لإغاثة غزة، متوعدا بكسر الحصار الإسرائيلي،
وزادت عليه السلطات في طهران، معلنة أنها سترسل سفينتين وطائرة للغرض الإغاثي
نفسه.
ويبدو أن العرض الإيراني جاء لمزاحمة الأتراك، الذين حصدوا كل
الدعاية
والشعبية في المنطقة من وراء خمس سفن وخطب حماسية.
ورغم أنه تسابق دعائي، نتمنى
أن يجرب نظام أحمدي نجاد حظه ويرسل أساطيله، فإما أن تخاف إسرائيل وتنهي حصارها على
القطاع الجائع، أو تخسر إيران المعركة فتتعلم الدرس هي الأخرى.
حماس،
التي تعرف أن العرض الإيراني مجرد دعاية سياسية، سامحها الله، رفضت العرض الوهمي،
متمنية على طهران أن لا ترسل حرسها الثوري.
على أي حال يبدو أن أمنية إيران بخوض
معركة ما لفك الحصار باتت قريبة جدا.
ساعة امتحان إيران اقتربت مع استعداد مجلس
الأمن لفرض عقوبات قد تشمل تفتيش سفنه وغيرها من القوافل التجارية قبل أن تدخل
الموانئ الإيرانية في بندر عباس وغيرها.
بذلك إيران ستصبح محاصرة عمليا، وإن كان
الحصار الدولي أقل قسوة من الحصار الإسرائيلي على غزة، حيث سيسمح لها بالحديد
والإسمنت والخبز، لكن مجرد تفتيش سفنها في عرض البحر سيكون إهانة مؤلمة لكبرياء
النظام الذي سيمثل امتحانا لأعصاب النظام، فهل يتجرع الإهانة أمام العالم أم يشتبك
عسكريا مع قوات التفتيش التي ستكون على الأرجح أميركية وأوروبية؟ لم تعد هناك حاجة
لإيران أن تبحر إلى لبنان وغزة لفك الحصار ومواجهة الأعداء، فهم قادمون إلى
سواحلها.
وبسبب ذلك ستتغير اللعبة، حيث إن طهران اعتادت مواجهة خصومها بالنيابة
باستخدام اللبنانيين والفلسطينيين، وفي حال تطورت العقوبات الدولية إلى تفتيش
السفن، من أجل التأكد من أن المواد المحظورة لا تدخل ضمن واردات البلاد من الخارج،
فإن التفتيش بحد ذاته سيكون مهينا، لأن إيران ستستطيع تدبير تهريب الممنوعات من
المواد المحظورة ببراعة، ولها تاريخ طويل منذ قيام الثورة الإسلامية.
والقرار
الدولي المنتظر بإعلان قوائم بضائع يمنع تصديرها إلى إيران، وشركات إيرانية يحظر
التعامل معها، سيتطلب تطبيقه زمنا، وهنا ستكون المعركة المقبلة المحتملة.
وهنا
يأتي دور الحرس الثوري الذي أمضى عامين من المناورات في مياه الخليج، متوعدا أن
يقاتل الأساطيل الكبرى لو حاولت التعرض لسفنه أو دخول مياهه الإقليمية.
وعندما
يتبرع الحرس الثوري بإرسال قواته لحماية السفن الإغاثية المتجهة إلى غزة، يعرف أنها
لو أبحرت فعلى الأرجح لن تتجاوز منتصف الطريق، ربما ميناء بورسودان في البحر
الأحمر، حتى تغرقها إسرائيل التي سبق أن قصفت قوافل إيرانية مماثلة في السابق،
والإسرائيليون يدركون أن القليل من حكومات العالم ستذرف الدموع على مهاجمتها لأي
سفينة ترفع أعلاما إيرانية.
فهل نحن على أبواب موسم من الحروب
البحرية