;

الإمامة عند الحوثي اختيار إلهي وتعيين رباني !!! (4) 1212

2010-06-12 07:28:25

بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي


الإمامة الإلهية من أخطر العقائد
التي سعى حسين الحوثي إلى ترويجها !! لأنها دعوة باطنية لاستمرار النبوة !!!! بل
وفوق هذا فقد نشر دعوته هذه في أكثر من ملزمة !! حتى أصبحت فتنة متماحلة زجت
بالآلاف في مهوات الخطل !! فتسارعوا إلى الفتنة والشر بلسان سليط وسلعة خاسرة !!
وعمت بهم البلية وكثرت الرزية !! وقد اندهشت لقيامه بذلك دون أن يجد من يقول له قف
عند
حدك فقد تعديت المدى وتجاوزت
الخطى !! وفي هذا البحث الأول من نوعه سنلقي نظرة على ما قال في بعض ملازمه ثم أرد
عليه بطرح أسئلة بسيطة تزيح الشبهة وتقيم الحجة فإلى التفاصيل : أخطر قضية لكن لا
ذكر لها !!!! بحث عن الاختيار الإلهي والتعيين الرباني للأئمة في القرآن الكريم فلم
يجد إلا ذلك سبيلاً !! فماذا يعمل ؟! استعان بأجهل الخلق وأضل البشر فدلوه على هذه
الآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
المائدة55.
فقيل له : وماذا في هذه الآية من ولاية إلهية أو تعيين رباني ؟!
فانتكس واعترف بعدم وجود أي نص صريح وطفق يأتي بالتفسير الباطل الموضوع كعادة كل
مفلس من العلم والتقوى !! يقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة - الدرس الثالث
والعشرون" ص4-5 : ( لكن إذا أنت فاهم أن ولاية الأمر فقط تعني : واحد يرتكز يجيش
جيوشاً ، أي واحد يستطيع يجيش جيوشا ، ويعين محافظين ، ويزيل محافظين ، أو أمراء ،
أو ولاة ، على حسب منطق السلطة في أي زمن كان ، أليس باستطاعة أي واحد ، وباستطاعة
أي واحد يقسم الأموال لهذا ، وهذا ، وهذا ، باستطاعة أي واحد انه يحاول يسترضي كبار
العشائر ، يعطيهم أمولا كبيرة ، والباقين في ستين داهية ، أليس باستطاعة أي واحد
يعمل هذه ؟ أليست هذه مظاهر تتنافى مع ولاية الله ؟.
إذا فبالتأكيد أنه ليست
قضية الولاية قضية فقط نختلف حول : هل واحد أو اثنين أو أن يكون واحد فقط ، أو يكون
هناك مؤسسات ، أو تكون الطريقة هكذا ، أو تكون الطريقة هكذا ، حول ما يسمى نظام ،
أو هيكلية ، حول المهام ما هي أولاً.
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ( المائدة :55 ) في كثير من المواضع يأتي بالكلام
عن الصلاة والزكاة وكأنهما نموذج للمجالين الرئيسين في العبادة - مثلما يقولون -
عبادة روحية ، وعبادة بدنية مالية.
هذه الآية المشهور فيها أنها نزلت في الإمام
علي ( صلوات الله عليه ) عندما تصدق بخاتمه وهو راكع ، ومثلما قلنا في درس سابق :
أن هذا فعلا يعطي مؤشراً هاماً جداً ، الإمام علي عندما دخل فقير يسأل ولم يعطه أحد
أشر إليه بخاتمه ليأخذه.
إذاً قضية الخاتم أليست تبدوا قضية بسيطة ؟ لكن ماذا
تدل عليه ، تدل على نفسية ثانية ، نفسية تهتم بالناس ، أليس هذا مؤشرا كبيرا ؟
نفسية رحيمة ، ونفسية تهتم بالناس ، وليس يهتم كيف يأخذ حق الناس ، يهتم بالناس ،
فأعطاه الخاتم ، معناه : أن الأمة إذا لم تكن على هذا النحو : تتولى الله ورسوله
وتتولى الذين آمنوا ستنهار ، وفعلا قد تصبح فيما بين واحد من اثنين : إما أن تكون
متولية لليهود والنصارى ، أو متولية للذين آمنوا ، فعلاً أن المسألة تصل إلى هذا
أعني : لا تلحظ في كثير مما يقدم في أجواء تبدو وكأنها أجواء مقارنة إلا ومعنى هذا
أنه إذا حصل تقصير هنا سيكون الطرف الآخر هو البديل ، إذا حصل تقصير في تولينا الله
ورسوله والذين آمنوا سيكون اليهود والنصارى هم البديل ، أليس هذا واقع الآن ؟ واقع
) أقول : أتحدى أي إنسان أن يفهم هذا الكلام الذي قاله الحوثي : ( إذا فبالتأكيد
أنه ليست قضية الولاية قضية فقط نختلف حول : هل واحد أو اثنين أو أن يكون واحد فقط
، أو يكون هناك مؤسسات ، أو تكون الطريقة هكذا ، أو تكون الطريقة هكذا ، حول ما
يسمى نظام ، أو هيكلية ، حول المهام ما هي ) !!! هذا أولاً ثانياً / الحوثي نفسه لم
يفهم كلامه فخرج عن الموضوع إلى قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ( المائدة :55 ) ليزعم أنها تتحدث عن المختار
الإلهي الأول في قائمة حسين الحوثي !!وراح يكرر القصة المكذوبة عن نزولها في علي
رضي الله عنه عندما تصدق بخاتمه وهو راكع !! وقد سبق الرد عليه بالتفصيل في بحوث
سابقة لكني هنا سأوضح للقارئ كذب ما قال بالرجوع إلى ما قبل هذه الآية وما بعدها
حيث قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم
مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
{51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ
نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ
أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ
نَادِمِينَ {52} وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ
بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ {53} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ
مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ
مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {54} إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ {56} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً
مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء
وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{57} وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى
الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ
يَعْقِلُونَ{58} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ
آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ
أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ{59} قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً
عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ
الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً
وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ{60} وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد
دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا
كَانُواْ يَكْتُمُونَ{61} وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{62}
لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ
وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ{63} وَقَالَتِ
الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا
قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ
كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي
الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{64} وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ{65} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ
التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن
فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ
مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ{66} يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67}
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ
وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً
مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {68} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ
وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ
صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {69} لَقَدْ أَخَذْنَا
مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ
رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً
يَقْتُلُونَ {70} ) فالآيات واضحات وضوح الشمس وهي تنهى عن موالاة اليهود والنصارى
وتوجب موالاة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين والموالاة هنا
المقصود بها المحبة والنصرة والمودة لا الرئاسة والإمامة والجاهل يفهم أن الذين
آمنوا عامة في جميع المؤمنين لكنه وككل مبتدع فقد استل الآية 55 من بين باقي الآيات
ليخدع الأغمار والسذج ويحدثهم عن قصة التصدق بالخاتم في الصلاة !!! ثالثاً / في
الواقع إن كل كلامه جهل باقع !! وحديث قواقع !! ينقض آخره أوله وأوله آخره !! ويرد
على نفسه بنفسه !! فهو استدل بالآية في بداية كلامه على الرئاسة والخلافة والإمامة
لكنه في آخر كلامه استدل بها على الموالاة التي هي ضد المعاداة فقال : ( أن الأمة
إذا لم تكن على هذا النحو : تتولى الله ورسوله وتتولى الذين آمنوا ستنهار ، وفعلا
قد تصبح فيما بين واحد من اثنين : إما أن تكون متولية لليهود والنصارى ، أو متولية
للذين آمنوا ) وأكد على المعنى السابق بقوله : ( إذا حصل تقصير في تولينا الله
ورسوله والذين آمنوا سيكون اليهود والنصارى هم البديل ، أليس هذا واقع الآن ؟ )
فيكون بهذا قد تناقض تناقضاً فاحشاً والتناقض دليل البطلان فلا يحتاج إلى مزيد من
الرد والبيان.
المختار الأول !! الإسلام لم يترك قضية الولاية لكل من هب ودب !!
والرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما ترك الاختيار للأمة لتبحث وتختار لنفسها !!
يقول الحوثي : ( أن هذه القضية لا بد منها حتى تهتدي بالقرآن ، وحتى تكون بعيدة جدا
عن أي محاولة قد تكون بها قريبة من تولي اليهود والنصارى ، وحتى تكون بشكل أخير على
مستوى عالي ، تعتبر حزب الله ، وحزب الله كما قال : ( هم الغالبون ) كما قال بعد في
آخر الآية أنهم هم الغالبون ؛ لأن الإمام علياً ، وهذا هو منطق الإمام الهادي هو
يعتقد أن ولاية الإمام علي هي قضية واجبة على المسلمين ، قد تكون القضية مختصة
بالإمام علي أساساً ، قد يكون بعده أئمة متأخرين قد لا تكون مسئولاً أمام الله بأنك
لماذا لم تعرفهم ، وتتولاهم بالتحديد ، الإنسان يتولى المؤمنين بشكل عام ، بشكل عام
يتولى أولياء الله ، ويدين الله بولايته لأوليائه ، وحبه لأوليائه ، لكن الإمام
علياً هنا يشكل ضمانة ، ويشكل نموذجاً يقدم ، قدم كنموذج لكيف يجب أن تكون ولاية
الأمة من بعد رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) إلى نهاية التاريخ
.
الإمام علي نفسه قدم لهذه لأمة نموذجاً فمن يكون متوليا للإمام علي فعلاً سيرى
ولاية الأمر في لإسلام يجب أن يكون من يلي أمر الأمة يتحلى بقيم ، بروحية شبيهة بما
لدى الإمام علي ، أليس هذا حاصلاً لدى الشيعة ؟ ألم تبق عند الشيعة هذه الرؤية ؟
بقيت هذه الرؤية عند الشيعة لماذا ؟ لأنهم متولين للإمام علي ، من يكون متوليا
للإمام علي يكون في نفس الوقت يدين ويعتقد - لأن هذا معنى ولايته - أن هذا الدين لم
يترك القضية فراغ ، ولم يتناول موضوع ولاية أمر الأمة ، أن الإمام علياً ، هو أول
شخص من بعد رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله ) ، عينه الرسول ( صلوات الله
عليه وعلى آله ) يعني ماذا ؟ أنك تدين بأنه ليس هناك فراغ على الإطلاق ، وأن رسول
الله مات وترك الأمة هكذا تبحث لها لمن ترى ، أو من قفز فوق كاهلها فحياه الله ) (
المصدر السابق ص5 ).
وسأجيب من عدة أوجه : أولها / سلمنا بأن الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم قد عين علياً رضي الله عنه إماماً بعده مباشرة !! وتدينا بأنه ليس
هناك فراغ على الإطلاق !!!! فمن هم الذين بعد علي رضي الله عنه ؟! وهل عينهم الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم أم غيره ؟! وعند من يوجد كشف الأسماء ؟! وماذا نعمل وعندنا
الآن خمسون دولة إسلامية ؟! هل لها خمسون إماماً أم إماماً واحداً ؟! ثانيها /
الإمام علي رضي الله عنه يكذب الحوثي وأمثاله وفي أهم كتاب على الإطلاق عند جميع
فرق الشيعة يقول رضي الله عنه في "نهج البلاغة" 3/3 : ( وبايعني الناس غير مستكرهين
ولا مجبرين بل طائعين مخيرين ) فمن نصدق يا عباد الله ؟ صاحب الاختيار الإلهي والنص
الرباني أم علياً رضي الله عنه الذي يقول بيعة لا إجبار فيها ؟! ثالثها / لماذا قبل
علي رضي الله عنه بمبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؟ لماذا لم يقل أنا الذي
اختارني الله عز وجل للإمامة والولاية ؟! ولماذا بايع الفاروق رضي الله عنه بعد ذلك
؟! ولماذا قبل أن يكون من الستة الذين اختارهم عمر رضي الله عنه ليكون الخليفة منهم
بعده ؟! لماذا لم يقل كيف أكون سادس ستة وأنا مختار من الرحمن بنص واضح للعيان ؟!
ولماذا بايع عثمان رضي الله عنه ؟! رابعها / لاحظوا كيف يتناقض كعادته فلم يستطع أن
يفرق بين ولاية أولياء الله وبين تولي أمر المسلمين !! بين الولاية التي تعني
المحبة والنصرة والمودة والولاية التي تعني الرئاسة والإمامة والحكم !! فهو يتحدث
عن الولاية التي تعني المحبة والنصرة فيقول : ( الإنسان يتولى المؤمنين بشكل عام ،
بشكل عام يتولى أولياء الله ، ويدين الله بولايته لأوليائه ، وحبه لأوليائه ) ثم
يخلط بينها وبين الولاية التي تعني الإمامة والرئاسة والحكم فيقول : ( لكن الإمام
علياً هنا يشكل ضمانة ، ويشكل نموذجاً يقدم ، قدم كنموذج لكيف يجب أن تكون ولاية
الأمة من بعد رسول الله - صلوات الله عليه وعلى آله - إلى نهاية التاريخ ) !!! وتلك
عادته في كل ملازمه !!!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد