الشرجبي
بشكل مخيف وتزيد معها أعداد الوفيات والإعاقة الناجمة عنها، تتزايد المآسي والحوادث
المرورية بشكل مخيف وتزيد معها أعداد الوفيات والإعاقة الناجمة عنها، فضلاً عن حجم
الخسائر المادية، ربما يكون ذلك بسبب عدم التزام المواطنين بآداب وقواعد المرور ،
فعلى سبيل المثال الهاتف النقال أصبح ملازماً لكل شخص وإذا ما لاحظت عزيزي القارئ
هناك الكثير من السائقين يستخدمون الهاتف النقال أثناء القيادة وهذا الأمر
ربما يكون سبباً رئيسياً في وقوع الحوادث المرورية، فكلنا يعلم أن التحدث في الهاتف
يعني الانشغال بمحادثة طرف آخر، هنا ينعدم التركيز على القيادة ويؤدي إلى وقوع
الحوادث، والشيء الآخر أو السبب الآخر والذي اعتبره سبباً رئيسياً في وقوع الحوادث
هو "شريط الكاسيت" الموجود في السيارة، فأغلبية السائقين ومن فئة الشباب تجدهم لا
يتحركون أو بالأصح لا يستطيعون القيادة إلا عندما يتم تشغيل الأغاني وبصوت مرتفع
ليسمع الكل، وهنا يجب التركيز على هذا الأمر من قبل الجهات المسؤولة، فإذا كان
الهاتف النقال يشتت الذهن فكيف هي القيادة إذن مع أغانٍ جنونية وبصوت مرتفع جداً؟!
وهنا على وزارة الداخلية أن تضيف نقطة مهمة في حملتها التوعوية المرورية وهي منع
تشغيل الأغاني أو الاستماع إليها لما فيه من أضرار على السائق والمارين أيضاً
والنقطة الأخرى والمهمة أيضاً هي نشر الوعي حول كيفية التصرف إزاء أي حادث مروري
فنحن نعرف أن الشهامة وحب فعل الخير هي من صفاتنا كيمنيين ولكن عند وقوع حادث مروري
علينا أن نتوقف عن فعل الخير إذا كنا جاهلين لطرق الإسعاف، لأننا بهذا التصرف الغير
مقصود منا نقتله بدلاً من أن ننقذ حياته.
عموماً كان ذلك حول الحوادث المرورية
وقي أن نتحدث عن رجل المرور نفسه، فنحن نعلم أن رجل المرور هو صاحب سلطة تقديرية
فهو يسعى إلى المخالفة، بقدر ما نعتبر المخالفة وسيلة من وسائل الضغط لتعزيز
الانضباط العام في الشارع وأيضاً للحد من المخالفات التي ترتكب ولكن الذي يحدث هنا
في اليمن أن المخالفة أصبحت وسيلة أو نوعاً من أنواع التهديد الذي يمارس من قبل بعض
أفراد المرور، فعلى سبيل المثال تجد إنساناً مخالفاً ولكنه استدرك مخالفته وأحس
بخطأه واعتذر لشرطي المرور ولكن هذا الأخير يصر على أن يصعد معه في السيارة ويطلب
منه السير إلى إدارة المرور أو الوقوف جانباً ولا يفرج عن السائق والسيارة إلا إذا
أخذ منه مبلغاً من المال، وآخر يوقف سيارة بدون سبب ويحرر لسائقها مخالفة وهكذا
يركب معه ولا ينزل إلا ومعه المعلوم.
وهذا يحدث فعلاً على أرض الواقع، وطبعاً
هذا الأمر لا ينطبق على رجال المرور كلهم فنسبة عالية جداً من رجال المرور يتعاملون
بروح المسؤولية وأخلاقية عالية وهم قمة في الأدب والاحترام ولكن قلة قليلة تلجأ إلى
تلك الأفعال وللأسف الشديد هذه القلة تسبب وتؤثر سلبياً على سمعة رجال المرور وعلى
صورتهم، فكلنا يعرف المثل الذي يقول الحسنة تخص والسيئة تعم وأنا ما كتبت مقالي هذا
إلا من باب الحرص والإحساس بالمسؤولية لخلق ثقافة مرورية لدى الناس كافة علها تسهم
في زيادة الوعي المروري لديهم وللتأكيد على أهمية وضرورة الالتزام بقواعد وآداب
المرور التي لو طبقت فعلاً لأسهمت بشكل كبير في التقليل من الخسائر الناجمة عنها
والتي ترهق الفرد والمجتمع على السواء.