;

المخابرات الأمريكية وعادة التصنيف 1420

2010-06-12 07:28:31

أزراج عمر


برحيل الرئيس الأمريكي الديكتاتور
جورج دبليو بوش تفاءل الناس في العالم بسياسات أمريكية جديدة أقل عدوانية، وأكثر
إنسجاما مع القوانين الدولية.
ولكن يبدو الآن أن كل الوعود التي قدمها الرئيس
أوباما ليست إلا سرابا.
فأمريكا بقيت تمارس الاحتلال والحرب في أفغانستان، وتخطط
لفرض التبعية على العراق بعد تنفيذ
سيناريو سحب قواتها منه في عام
2011م.

وفضلا عن ذلك فإن تدعيم إدارة أوباما لاسرائيل لا يزال متواصلا
كما كان في عهود الادارات السابقة.
فأوباما لم يحدث أي تعديل أو تغيير في الرؤية
الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
إنه يوافق تماما أطماع اسرائيل في ضم القدس
الشرقية، وفي التوزيع غير العادل للثروة المائية.
وأكثر من هذا فإن الخطاب
الأمريكي بخصوص رفع الحصار على غزة يتميز بالمراوغة والتذبذب إن لم نقل بالخذلان
الكامل لحق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة.
أما وعد إيجاد حل عادل يفضي إلى
إنشاء الدولة الفلسطينية القابلة للحياة فيبدو الآن أبعد عن التحقق والتجسيد أكثر
من أي وقت مضى.
وفي هذا الأسبوع صدر تقرير جديد عن البيت الأبيض وهو من صنع
المخابرات المركزية الأمريكية يعيدنا من جديد إلى سياسات جورج دبليو بوش التي قسمت
العالم إلى محورين وهما محور الشر، ومحور الخير والديمقراطية.
إن هذا التقرير
يصنف إيران وأفغانستان والجزائر ضمن أخطر الدول في العالم.
وحسب هذا التقرير فإن
الامارات العربية، ومصر، والسعودية، وسوريا وتركيا تعد أيضا من الأماكن
الخطيرة.
إن هذا التصنيف لا يقل عدوانية وشراسة عن تقسيمات بوش.
إنه لا يعقل
أبدا أن تتواصل سيناريوهات التهديدات الأمريكية لدول مسالمة تحاول أن تكون في مقدمة
الفضاءات المحبة للسلام، وتعمل جاهدة من أجل نشر ثقافة الحوار الحضاري بين الشعوب
في عالمنا المعاصر.
إن تقرير المخابرات الأمريكية يقلب معادلات الحقيقة قلبا
ملحوظا لا يمكن تغطيته بالغربال.
فالدول الخطيرة هي اسرائيل وأمريكا.
فكلاهما
دولتان تمارسان الاحتلال، والتجسس على الدول.
وفي هذا الاطار الاحتلالي السافر
فإن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد أوباما تعمل على تحويل منطقة الساحل
الافريقي والصحراء إلى حديقة خلفية لها.
وخلال هذه الأيام بدأت القوات الأمريكية
في تنفيذ المناورات العسكرية بمعية قوات مالي العسكرية.
ويقدر عدد الجنود
الأمريكيين المشاركين في هذه المناورة ذات الأهداف المبينة ما يقرب من 200
عسكري.
وفضلا عن ذلك فقد نقلت مصادر موثوقة أخبارا تفيد بأن وكالات المخابرات
الأمريكية تستعمل هذه المناورات قناعا لممارسة التجسس على دول المنطقة بكاملها
لاختراق سياداتها والتدخل في سياساتها الوطنية.
فإدارة أوباما توظف سيناريو
محاربة الارهاب، وما يدعى في القاموس الأمريكي بالجريمة المنظمة وغيرها من
الادعاءات لفرض وجودها العسكري في القارة الافريقية وخاصة في فضاءات دول الساحل
والصحراء.
وفي الواقع فإن كل هذه الممارسات ذات الطابع العدواني تتم دون أي
إحترام للقانون الدولي.
وتؤكد مصادر أمنية وسياسية لبعض دول الساحل الافريقي بأن
الهدف الأمريكي من إجراء هذه المناورات يرمي إلى جعل الوجود المخابراتي والعسكري
للولايات المتحدة في العمق الافريقي أمرا واقعا وحتميا علما أن موقف الجزائر وبقية
الدول المغاربة واضح في هذا المجال حيث يرفض أي مساس بالأمن الوطني السيادي للمنطقة
بكاملها.
وفضلا عن ذلك فإن أمريكا تحاول منذ مدة طويلة بناء قواعد عسكرية في
منطقة الساحل والصحراء بغية تشديد القبضة على القارة الافريقية جملة وتفصيلا، وهو
الأمر الذي ترفضه دول المنطقة.
وهكذا فإن التقرير الأمريكي الصادر مؤخرا والذي
يصنف الدول المذكورة سابقا بأنها خطيرة يدخل في إطار لعبة إيجاد مبررات ومسوغات
لممارسة التجسس، وكذلك المناورات العسكرية تمهيدا لنشر القواعد العسكرية لتطويق
القارة الافريقية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد