;

حتى الأطفال لم يعودوا أطفالاً!! 1253

2010-06-12 07:28:40

علي محمد
الحزمي


بالفعل حتى الأطفال هذه الأيام لم
يعودوا أولئك الأطفال الذين يتسمون بالبراءة، فتجدهم في الشوارع يلعبون ويجرون أمام
السيارات وتسمع ألفاظهم الخارجة عن كل قواميس الأدب ، وهذا والله ما يدعونا كثيراً
للوقوف مع أولياء الأمور في نقاط كثيرة ولعلي أجد من يقرأ هذه الحروف ولو على عجالة
.

في الماضي كان الأطفال يحملون
هموم الدراسة فقط لا غير ، كان المعلم يحظى بكل معاني الاحترام والتقدير، واليوم
تجد المعلم يدخل الفصل وهو يخاف على نفسه، فلا يقوى على أن يعاتب طالب بعيداً عن
مجرد التفكير في عقابه ، خوفاً من أن ينتهي به المطاف خارج المدرسة على يد إحدى
العصابات المدرسية والتي أصبحنا نسمع عنها الكثير من حكاياتها المختلفة ، ولعل هذه
الأيام تبدأ العطلة الصيفية بانتهاء موسم اختبارات شهادات النقل ومن ثم الشهادات
الأساسية لكافة المراحل الدراسية وهذا ما يخلق فرصة مناسبة للطلاب لبداية التشرد في
الشوارع ولكن بصورة أخرى ، تحمل معها إجازة أسرية رسمية بالخروج للشارع واللعب أمام
السيارات والتعرض للحوادث المرورية ومصاحبة رفاق السوء والسير في الطريق الغير قويم
، وهذا يحتم على أولياء الأمور التفكير بطرق عملية وعلمية ، فأغلب الآباء تجده طوال
أيام العام منشغلاً بعمله أو بجلساته مع رفاقه ولا يسأل عن أبنائه إلا بعد أن تحدث
مشكلة فتجده يحضر وكأنه عنترة زمانه وهو لا يدري شيئاً عن أخلاق طفله ، وهؤلاء
الأطفال تجدهم في كل مكان، فمن محلات الألعاب الالكترونية إلى مقاهي الانترنت يبدأ
الأطفال بتعلم كل ماهو سيء وليس من أجل الاستفادة بوسائل العلم المتقدم فحسب ، بل
بالبحث عن التشرد الأخلاقي وهم في سن الطفولة ، فلا أولياء الأمور يعرفون شيئاً ولا
الأمهات قادرات على ضبط أولادهن بشكل تام ، فتجد الطفل حين يحس أنه كبر قليلاً يريد
أن يفرض وجوده في المنزل وخارج المنزل فتجده يرجع أحياناًَ متأخراً في ساعات الليل
ولا أحد يسأله وهو مجرد طفل ، وأحياناً تجده يحمل في يده القات أو تجد أحد جوانب
وجهه منتفخاً وهو مخزن ولا يريد أحداً أن يقول له لا تخزن أو حتى يتجرأ بالسؤال من
أين أتيت بهذا القات أو بقيمته ؟ ، والكثير من الأسر ترضى بخروج الأطفال للشارع من
أجل أن ينعموا بقليل من الهدوء حسب اعتقادهم ، ولكنهم لا يعلمون أنهم سيجنون الكثير
من التعب بعد ذلك في حال بدأ الطفل بالانحراف بشكل أو بآخر .
كثيرة هي المواقف
التي تجدها يومياً في الشارع وأنت تحاول أن تكلم طفلاً لم يتجاوز عمره الرابعة عشرة
ولا يزال في الصفوف الدراسية الأساسية عن أي شيء أو تقوم بنصحه فتسمع منه عبارات
نابية ووقتها لا يتطلب منك الأمر حتى الذهاب إلى أبيه لأن أباه يحتاج إلى بداية
تعليم أصول التربية قبل أن يعلمها لأبنائه ، والأغرب أنك تجد بعض الآباء لا يقبل
بتاتاً فكرة أن ابنه مخطئ ولا يتقبل هذا الشيء مطلقاً ومما يجعل ذهابك إليه مجرد
رحلة من الغبن والقهر فقط ، والكثير من هؤلاء الأطفال يحاول أن يبحث عن وسائل
الترفيه والمتعة ولو كانت بأي طريقة مشروعة وغير مشروعة، فتنتشر السرقات من قبل
أطفال لا يعون ماهية السرقة ولا يدركون حقيقة عقاب السرقة، وتجد بعضهم يقوم
بالتدخين وهو طفل ، ويذهب إلى أندية الألعاب من أجل اللعب طوال الوقت ، حتى وإن يقم
بالسرقة من المنزل من أجل توفير مقابل هذه الألعاب ، وهذا ما جعلني اليوم أكتب
للآباء وأطرح هذه الظاهرة التي أتمنى ألا تمتد لتصبح مشكلة ، بحيث نستطيع السيطرة
عليها ، وذلك من خلال الاستفادة من العطلة الصيفية بضم الطلاب لمعاهد اللغات وأخذ
دورات كمبيوتر وكذا دورات تقوية في المناهج أو من خلال انضمامهم لمدارس تحفيظ
القران الكريم والتي تنتشر في عموم محافظات الجمهورية وبرقابة مباشرة من قبل وزارة
الأوقاف ووزارة التربية والتعليم وبعيداً عن المماحكات السياسية ، فبالله عليكم
أيهما أفضل أن تنتهي العطلة الصيفية وطفلك يحفظ عدداً من السور وأجزاءً من القرآن
الكريم أو تنتهي العطلة وهو يحفظ الكثير من الألفاظ النابية والغير أخلاقية
والعادات السيئة التي تجعلك تخجل من نفسك حين تقول أنه ولدك ؟ الآباء الأفاضل :
الكثير منا يدرك حجم المسؤولية التي تحملونها على عاتقكم في التربية وإعداد نشء
وجيل صالح يخدم مجتمعه ووطنه ويرقى بنفسه بعلومه ومعارفه ، وبعيداً عن الانشغال
بالعادات التي تجعلنا نعايش أوضاعنا من سيء لأسوأ ومهما كانت المبررات التي يطرحها
بعض الآباء، إلا أن التقصير الكبير هو من قبل الآباء وأولياء الأمور ، فانتم
مسؤولون مسؤولية مباشرة أمام الله تعالى بتربية أولادكم والحفاظ عليهم وتذكروا قول
المصطفى صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)صدق رسول
الله.
a.mo.h@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد