الجفري
العرب المسلمين وبينما وقفت مجموعة من الباحثين في كثرت الدعاوى حول الفن التشكيلي عند العرب
المسلمين وبينما وقفت مجموعة من الباحثين في مجال الفن إلى جانب الرأي القائل لا
فضل للعرب فيما أنتج من فنون وأن الفضل للأمم التي دخلت الإسلام ووقفت مجموعة أخرى
من الباحثين أيضاً في مجال الفن إلى الجانب الآخر فأكدت حق العرب فيما يسمى
بالفنون الإسلامية، وسيحاول في هذا الموضوع إعطاء توضيح موجز حول الفن عند العرب من
خلال عناصر وخواص الفنون التي أنتجها العرب المسلمون وأن كل هذه الفنون تاج حضارة
واحدة هي الحضارة العربية الإسلامية، فالدين الإسلامي دعوة عربية صرفة نزل على نبي
عربي سيدنا "محمد عليه الصلاة السلام" ، وقرآن عربي كتب باللغة العربية وأنتشر
وانتشرت معه الثقافة الإسلامية العربية حاملة معها كل مضامينها الذهنية والمعنوية
ومشتملاتها الحضارية فسيطرت الروح العربية على العالم الإسلامي من الأندلس
"اسبانيا" إلى الهند وظلت كذلك في جميع الأقطار الإسلامية التي استقر فيها حكم
العرب وسلطانهم، أما تلك الأقطار التي تحرك فيها الشعوبية فقد ضعف فيها سلطة العرب
السياسية وبالتالي فقدت الثقافة وجهها العربي وكذلك الفن فهو إحدى العصور العليا
للثقافة.
ونحن نستطيع أن نطلق على الفن السائد بعد الإسلام في الأقطار التي دخلت
الإسلامي بالفن العربي ذلك لأن الإسلام بالقطع أثر تأثيراً واضحاً على فنون تلك
الأمم فارسية إيرانية أو تركية أو هندية أو غيرها.
ولما كانت روح الإسلام
وتقاليده عربية لذا كان التأثير هنا عربياً وبات من الضروري أن نطلق على هذا الفن
"الفن العربي" مما يبعد عنه اتهامات كثيرة ويربطه بتقاليد راسخة وترد إليه أصالته
ويحدد مدى تأثيره على فنون تلك الأمم فتغيرت المفردات الفنية لدى تلك الأمم وتحولت
إلى صيغ جديدة للفن تحمل الطابع الإسلامي الجديد الذي تمثل في الخط العربي وغيره من
الفنون.