علي محمد
الحزمي
الحزمي
قال لي أحدهم يوما : من المستحيل أن
تجد شخصا واحدا يحمل صفتين وهما أديب ومؤدب ، فاستغربت كثيرا مما قاله وحاولت أن
استوعبه بسرعة ، ولكن فكرت وقلبت ذاكرتي الشخصية وقلت في نفسي قد يكون محقا في قوله
ولكن لماذا؟ حين تجد الكثير من الأدباء أو تجالسهم فمن النادر جدا أن تجد أحدهم
يكون مؤدبا بمعنى الكلمة ، ولعل هذا يعود لغياب الوازع الديني عند الكثير من الكتّاب
الذين يبحثون عن الشهرة من خلال الخروج عن كل الآداب والعادات والتقاليد
الحميدة ، فهذا يقوم بكتابة مقال ليجد المجتمع كله يستنكره ويدعو لمحاكمته وهذا
يقوم بإطلاق الأحكام جزافا على الناس فهذا كافر وهذا ملحد وهذا يقوم باستجداء أفكار
ما أنزل الله بها من سلطان ليصورها في كتاباته بصورة تدعو إلى الاشمئزاز من الأدب
بالطبع وليس من غيره ، فهل أصبح الأدب قلة أدب ؟؟!! قد تكون العاطفة شيئاً جميلاً
في حياة المبدع ولكن هل الإبداع يتجلى فقط في الصور العاطفية ، وهل انعدم الأدب
الثوري والأدب الاجتماعي الذي يخلق مجتمعا يتحلى بكل الصفات الكريمة والتي تجعل منه
مجتمعا ساميا ، ولكن تستغرب وجود بعض الكتابات التي تتجرأ على الذات الإلهية وتجعل
الكاتب عرضة للفسق والثبور ورب كلمة تهوي بصاحبها أربعين خريفا في نار جهنم والعياذ
بالله .
دائما ما نقول الكلمة أمانة وجمال الكلمة يتحلى في أبهى صور الإبداع حين
يكون الإبداع في إطار الشرع والعرف الأخلاقي وليس بالخروج عن المألوف من أجل الحصول
على شهادة منظمة الغربية أو من أجل الحصول على بعض الدراهم التي لا تسمن ولا تغني
عن جوع ، فتجد الأدباء غالبا ما يتميزون بصفة الجوع عن غيرهم إذ أنهم يسخرون
إبداعاتهم لمجتمعاتهم ولا يرجون جزاءا ولا شكورا ، ولكن في زمننا هذا اختلفت
المبادئ واندثرت كل القيم الأخلاقية الإبداعية ومن النادر جدا أن تجد أديبا يلتزم
بمسار واحد في كتاباته على طول حياته ، وغالبا ما تؤثر فيه طقوس الحرية المبتدعة
والأفكار الهدامة التي تسمم القراء وتجعل منه أضحوكة في كل المجالس ، ولعل وفرة
المنتوج الإبداعي في كل مجتمع يدل بصورة أكبر على مدى تطور هذا المجتمع فكريا ،
ولكن ليس من خلال الطرح الشاذ والمخالف لكل التعاليم ، فنحن لا زلنا وسنبقى بإذن
الله مجتمعاً إسلامياً أصيلاً لنا عاداتنا وأصالتنا وقيمنا الفاضلة والتي تتنزه عن
كل ما هو رخيص .
حين يميل البعض إلى كتابة بعض العناوين من خلال التورية والجناس
اللفظي والصوري من أجل جذب القارئ قد يكون في هذا تجني مقصود وغير مقصود على
العادات والقيم الاجتماعية التي يجهلها الكثير وكل هذا بحثا وراء الشهرة ، وأي شهرة
هذه التي تخلف من وراءها إثماً ممتداً بدلا من صدقة جارية تتداولها الأجيال على مر
العصور ، فهذا شاعر لا يكتب إلا في مكامن عفة المرأة وهذا لم يستطع أن يسمو
بكتاباته أعلى من خصر المرأة وهذا لم يتمكن من الخروج من غرفة النوم وغيرهم الكثير
والكثير ، وكأننا أصبحنا لا نرجوا من وراء الأدب سوى قلة الأدب !!!! حين تناقش
أحدهم في قصيدة ما أو في موضوع ما كتبه ، ووجدت فيه بعض التوجه اللا أخلاقي يدافع
عن نفسه وكأنه كتب دستور أمه أو دون خوالد الذكر ، أو قدم شرحا مفصلا لبعض أمور
ديننا ودنيانا ، فتتعجب كثيرا وتقول أو ليس هذا مجرد نصح أخوي فلماذا كل هذا الدفاع
عن الخطأ ، فيصبح الرخيص في متناول الجميع للفقير قبل الغني ، والرخيص لا يقبله إلا
رخيص الفكر والعقل والمبادئ ، فالغثاء في كل مكان وكلا يغني على ليلاه ، إلى درجة
أنك لو طلبت من أحدهم كتابة موضوع قومي اجتماعي يهم أمتنا الإسلامية والعربية
فستجده يقدم لك ألف تبرير بأنه لا يكتب في هذه الأمور ، وحين تجد بعض الشعراء
والذين حتما يقولون ما لا يفعلون ولا يتبعهم سوى الغاوون ، كما وصفهم الله في كتابه
، تجد القلة القليلة التي استثناها رب العرش كل يوم في انقراض ، فتحاول أن تبحث عن
الجميل والراقي ، ولكن وصل الغزو الفكري إلى درجة أن المنظمات العالمية التي تسمي
نفسها بالأدبية تقوم بجذب الكتاب الذي يخالفون كل الأعراف من أجل تكريمهم وتجعل
الكثير من غيرهم يتزعزع إيمانه حبا في الشهرة والمال ، فلا الأدب أصبح أدبا ولا
الأدباء استطاعوا أن يحافظوا على مكانتهم كأدباء مؤدبين ، ولكن لازال في البقية خير
كثير ، يعملون بصمت ويجسدون أروع الأساطير الخالدة والتي تجعلنا أكثر فخرا واعتزازا
بفكرهم الراقي وسمو أخلاقهم وتعاملهم النادر ولا زال بالتأكيد هناك من يحمل صفتي
أديب ومؤدب ، ولم ولن أجزم حتما بأن ما قاله صديقي سالف الذكر في افتتاح ما كتبته
حقيقيا ، لأن الدنيا بخير ولكن نريد مزيدا من التوعية الفردية بيننا وبحاجة إلى
توجيهات كل العقلاء وكل من يعمل على الحفاظ على كرامتنا وعزتنا وأصالتنا ، وهي دعوة
لكل شعراء الوطن من أجل تجسيد هذه المبادئ في كتاباتهم بعيدا عن التعصب الممقوت
والحقد الغير مبرر والذي يوصل صاحبه إلى المهالك وقد يكون بغير سبب .!!!
A.mo.h@hotmail.com
تجد شخصا واحدا يحمل صفتين وهما أديب ومؤدب ، فاستغربت كثيرا مما قاله وحاولت أن
استوعبه بسرعة ، ولكن فكرت وقلبت ذاكرتي الشخصية وقلت في نفسي قد يكون محقا في قوله
ولكن لماذا؟ حين تجد الكثير من الأدباء أو تجالسهم فمن النادر جدا أن تجد أحدهم
يكون مؤدبا بمعنى الكلمة ، ولعل هذا يعود لغياب الوازع الديني عند الكثير من الكتّاب
الذين يبحثون عن الشهرة من خلال الخروج عن كل الآداب والعادات والتقاليد
الحميدة ، فهذا يقوم بكتابة مقال ليجد المجتمع كله يستنكره ويدعو لمحاكمته وهذا
يقوم بإطلاق الأحكام جزافا على الناس فهذا كافر وهذا ملحد وهذا يقوم باستجداء أفكار
ما أنزل الله بها من سلطان ليصورها في كتاباته بصورة تدعو إلى الاشمئزاز من الأدب
بالطبع وليس من غيره ، فهل أصبح الأدب قلة أدب ؟؟!! قد تكون العاطفة شيئاً جميلاً
في حياة المبدع ولكن هل الإبداع يتجلى فقط في الصور العاطفية ، وهل انعدم الأدب
الثوري والأدب الاجتماعي الذي يخلق مجتمعا يتحلى بكل الصفات الكريمة والتي تجعل منه
مجتمعا ساميا ، ولكن تستغرب وجود بعض الكتابات التي تتجرأ على الذات الإلهية وتجعل
الكاتب عرضة للفسق والثبور ورب كلمة تهوي بصاحبها أربعين خريفا في نار جهنم والعياذ
بالله .
دائما ما نقول الكلمة أمانة وجمال الكلمة يتحلى في أبهى صور الإبداع حين
يكون الإبداع في إطار الشرع والعرف الأخلاقي وليس بالخروج عن المألوف من أجل الحصول
على شهادة منظمة الغربية أو من أجل الحصول على بعض الدراهم التي لا تسمن ولا تغني
عن جوع ، فتجد الأدباء غالبا ما يتميزون بصفة الجوع عن غيرهم إذ أنهم يسخرون
إبداعاتهم لمجتمعاتهم ولا يرجون جزاءا ولا شكورا ، ولكن في زمننا هذا اختلفت
المبادئ واندثرت كل القيم الأخلاقية الإبداعية ومن النادر جدا أن تجد أديبا يلتزم
بمسار واحد في كتاباته على طول حياته ، وغالبا ما تؤثر فيه طقوس الحرية المبتدعة
والأفكار الهدامة التي تسمم القراء وتجعل منه أضحوكة في كل المجالس ، ولعل وفرة
المنتوج الإبداعي في كل مجتمع يدل بصورة أكبر على مدى تطور هذا المجتمع فكريا ،
ولكن ليس من خلال الطرح الشاذ والمخالف لكل التعاليم ، فنحن لا زلنا وسنبقى بإذن
الله مجتمعاً إسلامياً أصيلاً لنا عاداتنا وأصالتنا وقيمنا الفاضلة والتي تتنزه عن
كل ما هو رخيص .
حين يميل البعض إلى كتابة بعض العناوين من خلال التورية والجناس
اللفظي والصوري من أجل جذب القارئ قد يكون في هذا تجني مقصود وغير مقصود على
العادات والقيم الاجتماعية التي يجهلها الكثير وكل هذا بحثا وراء الشهرة ، وأي شهرة
هذه التي تخلف من وراءها إثماً ممتداً بدلا من صدقة جارية تتداولها الأجيال على مر
العصور ، فهذا شاعر لا يكتب إلا في مكامن عفة المرأة وهذا لم يستطع أن يسمو
بكتاباته أعلى من خصر المرأة وهذا لم يتمكن من الخروج من غرفة النوم وغيرهم الكثير
والكثير ، وكأننا أصبحنا لا نرجوا من وراء الأدب سوى قلة الأدب !!!! حين تناقش
أحدهم في قصيدة ما أو في موضوع ما كتبه ، ووجدت فيه بعض التوجه اللا أخلاقي يدافع
عن نفسه وكأنه كتب دستور أمه أو دون خوالد الذكر ، أو قدم شرحا مفصلا لبعض أمور
ديننا ودنيانا ، فتتعجب كثيرا وتقول أو ليس هذا مجرد نصح أخوي فلماذا كل هذا الدفاع
عن الخطأ ، فيصبح الرخيص في متناول الجميع للفقير قبل الغني ، والرخيص لا يقبله إلا
رخيص الفكر والعقل والمبادئ ، فالغثاء في كل مكان وكلا يغني على ليلاه ، إلى درجة
أنك لو طلبت من أحدهم كتابة موضوع قومي اجتماعي يهم أمتنا الإسلامية والعربية
فستجده يقدم لك ألف تبرير بأنه لا يكتب في هذه الأمور ، وحين تجد بعض الشعراء
والذين حتما يقولون ما لا يفعلون ولا يتبعهم سوى الغاوون ، كما وصفهم الله في كتابه
، تجد القلة القليلة التي استثناها رب العرش كل يوم في انقراض ، فتحاول أن تبحث عن
الجميل والراقي ، ولكن وصل الغزو الفكري إلى درجة أن المنظمات العالمية التي تسمي
نفسها بالأدبية تقوم بجذب الكتاب الذي يخالفون كل الأعراف من أجل تكريمهم وتجعل
الكثير من غيرهم يتزعزع إيمانه حبا في الشهرة والمال ، فلا الأدب أصبح أدبا ولا
الأدباء استطاعوا أن يحافظوا على مكانتهم كأدباء مؤدبين ، ولكن لازال في البقية خير
كثير ، يعملون بصمت ويجسدون أروع الأساطير الخالدة والتي تجعلنا أكثر فخرا واعتزازا
بفكرهم الراقي وسمو أخلاقهم وتعاملهم النادر ولا زال بالتأكيد هناك من يحمل صفتي
أديب ومؤدب ، ولم ولن أجزم حتما بأن ما قاله صديقي سالف الذكر في افتتاح ما كتبته
حقيقيا ، لأن الدنيا بخير ولكن نريد مزيدا من التوعية الفردية بيننا وبحاجة إلى
توجيهات كل العقلاء وكل من يعمل على الحفاظ على كرامتنا وعزتنا وأصالتنا ، وهي دعوة
لكل شعراء الوطن من أجل تجسيد هذه المبادئ في كتاباتهم بعيدا عن التعصب الممقوت
والحقد الغير مبرر والذي يوصل صاحبه إلى المهالك وقد يكون بغير سبب .!!!
A.mo.h@hotmail.com