;

المياه العربية في خطط "إسرائيل" لحرب «67» 1637

2010-06-13 06:27:28

عاطف
الغمري


لاتزال وثائق حرب 67 تكشف عن جوانب
لم تكن محل تركيز كبير، عند رصدها الأسباب الحقيقية وراء سعي "إسرائيل" لخلق
التوترات الكفيلة بإشعال الحرب، وهي أسباب تمثل أركان المشروع الصهيوني الذي يرمي
إلى: الاستيلاء على الأرض والتوسع فيها، ونهب الموارد الاقتصادية في الأرض التي يتم
احتلالها، والاستيلاء على مصادر المياه فيها .

يقول ديفيد بول خبير الوثائق بجامعة هارفارد الأمريكية في دراسة
بعنوان "مشاكل المياه في النزاع العربي "الإسرائيلي": "في 11 ديسمبر،1955 هاجمت
وحدة عسكرية "إسرائيلية"، بقيادة أرييل شارون، مواقع عسكرية سورية، وإحدى القرى
خارج المنطقة المنزوعة السلاح، قرب الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبرية، وكان الهدف
من الهجوم استفزاز مصر، بعمل يدفعها إلى الرد على "إسرائيل"، التزاماً باتفاقية
الدفاع المشترك مع سوريا، وبذلك تشعل حرباً كانت "إسرائيل" تديرها مع مصر، لكن مصر
لم تبتلع الطعم، وكان على "إسرائيل" الانتظار لمدة سنة قبل حرب السويس في عام 1956"
.
ويقول بول: قتل في هذا الهجوم 56 سورياً بينهم ثلاث نساء، وستة "إسرائيليين"،
ويومها أعربت الولايات المتحدة عن صدمتها لانتهاك "إسرائيل" الصارخ لاتفاقية الهدنة
.
وإلى جانب هدف استفزاز مصر، كانت ل "إسرائيل"، سياسة طويلة الأجل تهدف إلى
السيطرة على مياه بحيرة طبرية، وهو السيناريو نفسه الذي حدث قبل حرب ،67 والذي بدأ
بتحرش عسكري مع سوريا بدءاً من إبريل 1966 بسلسلة من أعمال العنف على الحدود
السورية، والتي تتابعت مع أحداث أخرى مع مصر لتصل في النهاية إلى اشتعال حرب 67
..وهذا السلوك "الإسرائيلي" كشفت عنه المفكرة الخاصة لموشي دايان، والتي نشرت أجزاء
منها بعد وفاته صحف "إسرائيل"، وأوضح فيها دايان، أنهم كانوا يستفزون الجانب السوري
بإطلاق رصاص على موقع في سوريا فيضطر للرد بطلقات المدفعية، وتسارع "إسرائيل" بهجوم
أكبر كانت تريده، وذلك بعد أن تظهر للعالم بهذه الواقعة أنها ترد على عدوان عربي
.
ودائماً كانت أطماع "إسرائيل" في مصادر المياه العربية جزءاً من دوافعها للحرب
.
ويقول المحلل العسكري "الإسرائيلي" زئيف تشيف، في دراسة بعنوان مصالح
"إسرائيل" المائية في الأرض المحتلة: إن تاريخ الحروب العربية "الإسرائيلية"، يكشف
أن المياه كانت أحد دوافع "إسرائيل" الرئيسية من هذه الحروب .
وفي السنوات
الأخيرة، خاصة من بعد غزو "إسرائيل" للبنان عام ،1982 تردد في الدوائر الأكاديمية
والصحافية "الإسرائيلية" تعبير نظرية الحاجة الاستراتيجية الملحة للمياه، والتي
تتناول السعي وراء مصادر المياه كحافز للأعمال العسكرية والحروب في لبنان عامي 1979
و،1982 وفي الجولان، والضفة الغربية عام 1967 .
البداية كانت مع بدء الحركة
الصهيونية صياغة تصورها للحدود التي تريدها للدولة اليهودية، فوضعت لها ثلاثة
معايير: تاريخية، واستراتيجية، واعتبارات اقتصادية، واعتبرت أن هذه المعايير تمثل
الحد الأدني المكمل للأرض التي تضع يدها عليها .
ومقولة التاريخ مقصود بها
ادعاءاتهم بأحقيتهم في أرض فلسطين، والاستراتيجية هي التوسع في الأراضي العربية،
أما الاعتبارات الاقتصادية فقد ربطتها الحركة الصهيونية بمصادر المياه، بالإضافة
إلى الاستغلال الاقتصادي لثروات الأرض المحتلة، وتحول الدولة مستقبلاً إلى المركز
الصناعي والاستثماري للمنطقة .
لقد قدر خبراء المياه "الإسرائيليون" في عام
،1979 أن مصادر المياه التي أتيحت ل "إسرائيل" في نطاق حدود قيام الدولة عام ،1948
لم تعد تكفي، وقدروا في أوائل الثمانينات أن "إسرائيل" تحصل على نصف إمداداتها من
المياه من مصادر عربية خارج حدودها، تقع في الأراضي التي احتلت عام 1967 ..وفي هذا
الصدد أعلنت وزارة الزراعة "الإسرائيلية" أن التنازل عن السيطرة على الضفة الغربية،
سيكون له تأثير ضار وعاجل على إمدادات "إسرائيل" من المياه، وهو أمر أكده زئيف تشيف
في دراسته من أن المياه كانت دائماً مصدر اهتمام مستمر في خطط العسكريين
"الإسرائيليين" قبيل حرب ،67 ولذلك قامت "إسرائيل" بمجرد استيلائها على الجولان،
بالسيطرة على منابع المياه التي تغذي نهر الأردن، وبعد ذلك سيطرت على الجزء الأخير
من مجرى نهر الأردن بغزوها لبنان عام ،1982 واعتبرته جزءاً من الحزام الأمني، حيث
تتدفق المياه من نهري الحاصباني والوزاني إلى نهر الأردن .
وتنكشف هذه الأطماع
في ما جاء في مذكرات موشي شاريت رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق، التي نشرت في
الخمسينات، وقال فيها إن موشي ديان وضع خطة للسيطرة على نهر الليطاني، تتم بدخول
لبنان، واحتلال جزء من أراضيه جنوب نهر الليطاني وضمها ل "إسرائيل" .
وكان شارون
وهو وزير للدفاع عام ،1985 قد دعا إلى توسيع منطقة الحزام الأمني جنوب لبنان، لضم
المنطقة التي يقع فيها النهر الفرعي شمال الليطاني .
وتواصل الوثائق كشف بقية
أبعاد الصورة، من ذلك شهادة البروفيسور الأمريكي توماس نافا، أمام مجلس النواب عام
،1990 وقال فيها إن "إسرائيل" تنفذ عملية واسعة النطاق لنقل المياه بالناقلات من
الليطاني إلى "إسرائيل"، وأنها قامت بغزو جنوب لبنان، والهجوم على الجولان عام
،1967 بحجة أسباب استراتيجية، لكن أسبابها الحقيقية كانت السيطرة على مصادر المياه
في هذه المناطق .
إن أوراق حرب 67 التي راحت تتكشف في السنوات الأخيرة، في كل من
"إسرائيل" والولايات المتحدة، أظهرت أن خطط حرب ،67 أعدت من قبل وقوعها بسنوات،
وبالتحديد من عام ،1957 وأن أهدافها كانت متنوعة منها ما يخص مصر، وأطماع في سيناء،
وفي الجولان، والضفة الغربية، والقدس الشرقية، وكلها أهداف توسعية استعمارية، تتم
وفق مخططات المشروع الصهيوني، وضمنها هدف جوهري طويل المدى لدى "إسرائيل"، وهو
الاستيلاء على مصادر المياه العربية، وكان ذلك ضمن مجموعة أسباب متعددة لإشعالهم
الحرب .
نقلا عن "الخليج" الإماراتية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد