القبيلي
الديمقراطية وهم كبير تعيشه الشعوب العربية وعلى وجه الخصوص نحن في اليمن بلد
الأوهام ولكني لم اكتشف ذلك إلا مؤخراً لأني كنت من أشد المعجبين بهذه الديمقراطية
وكنت اردد دائماً وأقول فعلا نحن في بلد ديمقراطي والدليل أني أقول ما أريد وأعبر
كيفما أريد فأنا انتقد الحكومة وأعارضها بل أنني انتقد الرئيس نفسه دون أن أتعرض لأي سوء وأدلة أخرى
على الديمقراطية في بلادي كانت ماثلة أمامي منها عشرات الأحزاب المعارضة
والتي تحضر الحكومة والقيادة السياسية مؤتمراتها الدورية بل وتشجع على إقامتها
وتعرض وقائعها ومجرياتها على شاشة التلفاز وتنشر بياناتها في صحفها الرسمية بل وقد
تقدم لها الدعم كل هذا وهم كنت أعيشه ومازال يعيشه الكثيرون ولم استيقظ من غفلتي
إلا بعد أن قرأت ما كتبه الأستاذ الدكتور علي الحمادي في كتابه مقاومة المقاومة
بعنوان " دع القدر يخرج بخاراً" وإليكم ملخص ما قرأت : " إن للكبت وعدم ترك المجال
للتنفيس خطورة كبيرة إذ يتحول هذا الكبت إلى حقد وحسد وترصد لذلك فإن الكثير من
الأنظمة الديكتاتورية إذا وجدت أن الضغط قد زاد على شعوبها فإنها تترك لهم مجالاً
للتنفيس وذلك عن طريق الإيحاء للمعارضة كي تنتقد أو السماح للخطباء بأن يعارضوا بل
إن بعض الأنظمة تتفق مع الممثلين على تمثيل بعض المسرحيات أو المسلسلات الناقدة
للحكومة وذلك من أجل التنفيس عن الشعب كي لا ينفجر وهنا يترك المعارض يبدي رأيه
ويتكلم ويخرج ما في صدره كي يرتاح ويشعر أنه أدى ما عليه من واجب فيركن إلى الدعة
والسكون والخمود وهذا أسلوب نفسي معروف وممارس وبعد هذا الستم معي في أن الحكومة
على قدر كبير من الذكاء وأن المعارضة على قدر ضئيل منه وأنها تعمل لصالح الحكومة
دون أن تعلم؟ كما أني لا أستبعد أن تكون اسرائيل وراء جميع برامج الثرثرة التي
تعرضها القنوات الفضائية العربية ووراء المسلسلات والأغنيات والأوبريتات الوطنية
والحماسية.
الثرثرة والإبداع والثرثرة الدائمة كما يقولون عادة تؤدي إلى إنهاك
الروح وإفراغها من إحساسها بالألم والمعاناة حيث يجد الإنسان نفسه بعد الثرثرة منهك
الجسد والروح وخاوياً من الإبداع فهل عرفتم لماذا نحن العرب بلا إبداع؟ النساء
والثرثرة وقد كانت ومازالت الثرثرة تهمةً عالقةً بالنساء لا تنفك عنهن أبدا حتى
الخرساء منهن ويستدل البعض على ذلك بأحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم
الدالة على أن أكثر أهل النار النساء بسبب اللسان وكثرة اللعان وهذا مؤكد وأكيد
لأنه قول من (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) لكنني أؤكد أن الرجال قد باتوا
يشاركون المرأة هذه الصفة.
في مجلس النسوة تشوف يا صاحبي كل العجب البعض تهمس
بالكلام وبعضهن يلقي خُطب إليك قصة بس مثال عنوانها إيش السبب قالت تكلم أختها هذا
العرس كم به عجب شوفي العروسة زوجها كم اشترى له من ذهب مدري على مو حبها لو شافها
جني هرب وهذي الذي ثوبه قصير مفتوح لا فوق الركب أكيد أهله مش أصول وإلا بلا أماً
وأب وذيك زوجه طلقه يا هل ترى أيش السبب أكيد أنه طلقه لأنها قلة أدب يا أختي اتركي
كثر الحديث خلي المسبب والسبب كُثر الكلام فيه البلاء والصمت شوفي من ذهب ولو
تكلمتي بسوء النار تبقي له حطب.