;

التغيير للحد من نزيف الأدمغة ! 1452

2010-06-14 03:18:38

عبد
الباسط الشميري


يبدو أن المشكلة الحقيقية التي
تواجهنا في الوطن العربي ككل هي ليست الديمقراطية والقبول بالرأي والرأي الآخر فحسب
، بل تمتد وتتمدد وإلى فراغ واسع لا يقوى احد كائن من كان الوقوف في وجهه أو الحد
من تمدده إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، انه التغيير أو سنة الله في الكون
والتي تحدث عنها القران الكريم بالقول (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
) والآية
الكريمة أنفة الذكر لم تأتي
من فراغ ولا هي أية عارضة لزمن كان وولى ما بل جاءت لتحث امة الإسلام في بداية
عهدها على الجد والمثابرة وقوة الإرادة وتحمل الصعاب ولتقول لهم أن التغيير حاجة
ملحة وضرورة لكل مكان وزمان للانطلاق صوب المستقبل ولن يكون لنا الرفعة والريادة
والقيادة إلا بتحقق هذه الآية والعمل بها ويبدأ المرء بنفسه قبل أن يطالب بتغيير
الآخرين وعندما يصل الفرد إلى هذه الدرجة العالية من التغيير قولا وفعلا ، سلوكا
وممارسة عندها فقط يصبح قادرا على المساهمة في تغيير الواقع من حوله والتغيير الذي
ننشده لن يكون ما لم ترتقي العقول إلى مستوى الحدث الإنساني فالعالم اليوم يسير
بخطى متسارعة نحو العلم والابتكار والتحديث والتنمية ونحن ما نزال (محلك سر) حقيقية
فزعت من تقرير لمركز دراسات عربي صدر قبل فترة جاء فيه أن الوطن العربي يخسر سنويا
ما يزيد عن 200 مليار دور سنويا نتيجة هجرة العقول العربية للغرب قائلا أن الدول
الرأسمالية تعد الرابح الأكبر من هجرة ما يزيد عن 450 الفا من العقول.
وأشار
التقرير أن 45 بالمائة من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى
بلدانهم وان 34 بالمائة من الأطباء الأكفاء في بريطانيا هم من العرب ، مضيفا أن 75
بالمائة من الكفاءات العربية مهاجرة بالفعل إلى ثلاث دول تحديداً هي أمريكا
وبريطانيا وكندا.
ولفت التقرير إلى أن الوطن العربي يساهم ب 31 بالمائة من هجرة
الكفاءات من الدول النامية إلى الغرب الرأسمالي وبنحو 50 بالمائة من الأطباء و23
بالمائة من المهندسين و 15بالمائة من العلماء النابهين من العالم
الثالث.
واعتبرت الدراسة أن من الحائق المذهلة هو مستوى الإنفاق على البحث
العلمي والتقني في الوطن العربي تبلغ درجة متدنية مقارنة بما هو عليه الحال في بقية
دول العالم موضحة أن الإنفاق السنوي للدول العربية على البحث العلمي لا يتجاوز 2، 0
بالمائة من إجمالي الموازنات العربية وهي معلومة قديمة لكنها مؤلمة ومؤلمة جدا
.
وذكرت الدراسة ان هذه النسبة المتدنية تأتي في الوقت الذي تبلغ فيه إسرائيل
6، 2 بالمائة من الموازنة السنوية وذلك مقارنة بما تنفقه أمريكا 6، 3 بالمائة والسويد
8و3%وسويسرا 7و2% وفرنسا والد نمارك 2 بالمائة ورأت الدراسات ان ضعف الاهتمام
بالعلم والبحث العلمي يعد احد العوامل المركزية في الضعف الاستراتيجي العربي في
مواجهة إسرائيل واحد الأسباب الرئيسية وراء اخفاق مشاريع النهضة العربية ، ودعت إلى
مضاعفة الإنفاق العربي على البحث العلمي إلى 11 ضعفا عن المعدلات الحالية وتطوير
السياسات المشجعة على تطوير البحث العلمي في كل قطاعات المجتمع وذلك للتمكن من سد
الفجوة العلمية والتكنولوجية بين العرب وإسرائيل.
كما أوردت الدراسة حقائق مخيفة
عن مستوى الإنفاق على البحث في الوطن العربي مقارنة مع بقية بلدان العالم وإشكالية
التعامل مع التكنولوجيا خصوصا وان دولة عربية واحدة تفقد ما يزيد عن عشرة ألف
وخمسمائة مبرمجا في مجال الكمبيوتر (الحاسوب) يرحلون إلى بلدان أخرى للحصول على
لقمة عيش كريمة ، ولم تغفل الدراسة مسألة الإرادة السياسية أو القرار السياسي الذي
يقع عليه العبء الأكبر لكن ما جدوى ذلك إذا كانت مثل هذه الدراسات التي خرجت من رحم
الواقع لا تجد لها صدى كبيرا في أوساط المجتمع ولتتحول إلى برامج عمل للأحزاب
والمنظمات وكل وسائل الضغط باتجاه صانع القرار ليقوم بدوره في إحداث تغيير رأسي
وتقبل ذلك عاجلا أو أجلا الأهم أن نبدأ وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة (المرجع مركز
الخليج العربي للدراسات الاستراتيجية ) abast66@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد