أبو زيد بن عبد القوي
التي سعى حسين الحوثي إلى ترويجها !! لأنها دعوة باطنية لاستمرار النبوة !!!! بل
وفوق هذا فقد نشر دعوته هذه في أكثر من ملزمة !! حتى أصبحت فتنة متماحلة زجت
بالآلاف في مهوات الخطل !! فتسارعوا إلى الفتنة والشر بلسان سليط وسلعة خاسرة !!
وعمت بهم البلية وكثرت الرزية !! وقد اندهشت لقيامه بذلك دون أن يجد من يقول له قف
عند حدك فقد تعديت المدى وتجاوزت
الخطى !! وفي هذا البحث الأول من نوعه سنلقي نظرة على ما قال في بعض ملازمه ثم أرد
عليه بطرح أسئلة بسيطة تزيح الشبهة وتقيم الحجة فإلى التفاصيل : حديث الولاية في
حديث الولاية !! قضية الولاية الربانية الإلهية أخذت حيزاً كبيراً في ملازم الحوثي
ولا أبالغ إذا قلت أنه جعلها شغله الشاغل في ملازمه !! ونحن هنا سننقل من ملزمة
جديدة هي "حديث الولاية" ونبدأ بما قاله في ص3 لنعرف مقدار هوسه بها !!! يقول : (
يخاطب الناس "يا أيها الناس أن الله مولاي" وهذه هي سنة الأنبياء - وخاصة مع تلك
الأمم التي لا تسمع ولا تعي فقد قال نبي من الأنبياء الله من بني إسرائيل عندما
سأله قومه أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه وتحت رايته في سبيل الله ، ماذا قال ؟ ( أن
الله قد بعث لكم طالوت ملكاً ) وهاهنا بنفس الأداء ( إن الله مولاي ) تساوي ( إن
الله قد بعث لكم طالوت ملكاً ) ليقول للأمة : أني وأنا أبلغ عندما أقول لكم (( فمن
كنت مولاه فهذا علي مولاه )) إنما أبلغ عن الله ، ذلك أمر الله ، ذلك قضاء الله ،
ذلك اختيار الله ، ذلك فرض الله ، وذلك أكمال الله لدينه ، وذلك أيضا مظهراً من
مظاهر رحمة الله بعباده. ( إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم
) - تابعوا معي تسلسل هذا الحديث وها ما نريد أن نتحدث عنه بالتفصيل - "وأنا مولى
المؤمنين أولى بهم من أنفسهم " هكذا من عند الله إلى عند رسوله صلى الله عليه وآله
وسلم، ولاية ممتدة، ولاية متدرجة لا ينفصل بعضها عن بعض.
ثم يقول "فمن كنت
مولاه )، أليس كل مؤمن فينا يعتقد ويؤمن بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو
مولاه - إن كل مسلم وليس فقط الشيعة - كل مسلم يعتقد ويؤمن بأن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم هو مولاه، إذاً "فمن كنت مولاه" أي مسلم، أي أمة، أي شخص أي حزب
، أي طائفة، أي فئة، من أي جنس من هؤلاء من هذه البشرية كلها يدين بولايتي، يدين
أني أنا مولى المؤمنين "فهذا علي مولاه" ) !!! تالله إن هذا لهو الجهل الذي لا
يسبقه فيه سابق ولا يلحقه لاحق !!! أيعجز رب العزة عن ذكر ملك علي رضي الله عنه في
كتابه الذي تحتاجه الأمة وتنجوا به وبدلاً من ذلك يذكر ملك طالوت رحمه الله تعالى ؟
وإليكم ما يثبت بطلان كل ما قال من كلامه نفسه وباختصار : 1- الخلافة لا تساوي شراك
نعل !! الإمامة اختيار إلهي !!! ولا تكون إلا لمن اختاره الله !!! وأن الله قد
اصطفى واختار للإمامة وخلافة الأمة. . .
الخ كلامه الذي نقلنا الكثير منه فيما
سبق !!! لكنه ينقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما ينقض كل ذلك في ملزمته "دروس
من وحي عاشوراء ص4" : ( كان يقول أن خلافتكم هذه لا تساوي عندي شراك نعلي هذا إلا
أن أقيم حقاً أو أميت باطلاً ) فكيف تكون اختياراً إلهياً وهي لا تساوي شراك نعل
؟!! 2- الحوثي يرد على نفسه !! ولن أرد على طعنه في تلاميذ رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بل سأثبت ومن كلامه أن كلمة مولاه لا تعني الخليفة أو الرئيس بل تحتمل
التأويل !!!! كما قال في ملزمته"دروس من سورة المائدة - الدرس الثاني ص32" : ( يمكن
أن نتأول كلمة ( مولاه ) التي جاءت في حديث الغدير فربما تعني أو أنها تعني ) هذا
أولاً ثانياً : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفصح البشر وقد آتاه الله جوامع
الكلم فلو أراد رئاسة أو خلافة علي أو عمر أو غيرهم من الصحابة لصرح بذلك تصريحاً
لا لبس فيه - قد ذكرت في بحوث سابقة سبب ومعنى كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
"من كنت مولاه. . .
الحديث" فليراجع لمن أراد أن يستفيد - ثالثاً : لو كانت
الإمامة والخلافة لا تكون إلا بنص شرعي لذكرها عز وجل في القرآن كما ذكر خلافة
داوود عليه السلام قال تعالى : ( فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ
جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ
وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ
وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة251.
وقال تعالى : (
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ
بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ
الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا
يَوْمَ الْحِسَابِ ) ص26 رابعاً : حتى لو سلمنا - جدلاً فقط - بوجود نص إلهي على
علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأين النص الإلهي على الأئمة الأحد عشر وعلى حسين
الحوثي وغيره ممن يسعى للرئاسة والزعامة باسم الدين ؟!! الأمة الضائعة !! الأمة
الإسلامية على ضلال وباطل منذ الاختيار الأول إلى اليوم !! منذ أبي بكر الصديق إلى
علي عبد الله صالح !! منذ اليوم الذي تركوا علياً رضي الله عنه إلى اليوم الذي
تركوا فيه حسين الحوثي عليه السلام !!!! هذه هي القضية التي سعى حسين الحوثي إلى
بثها بين أتباعه ونشرها في ملازمه باختصار !!! هذه هي أخطر قضية سعى إليها منذ
اليوم الأول لمراكزه الصيفية !!! هذه هي القضية التي سببت كل الحروب وستسبب كل
المصائب ليس في اليمن فحسب بل في كل مكان يستطيع أن يصل إليه أصحاب هذا الفكر الضال
!!! واستمعوا إليه حيث يقول : ( للأسف الشديد أيها الأخوة أضاعت هذه الأمة عقيدتها
في من هو الذي يملك أن يقول لها ( هذا ) ورسول الله بعد أن فهمها : "أن الله مولاي
وأنا مولى المؤمنين ثم يقول "فمن كنت مولاه فهذا" هذه الإشارة هي إشارة تمتد إلى
الله سبحانه وتعالى أنه هو ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لنا إن من يملك أن
يقول لهذه الأمة لعباده ( هذا ولي أمركم ) إنه الله سبحانه وتعالى لكن تنكرنا من
بعد لتلك الإشارة العظيمة وتنكرنا من بعد لمن له الأولوية في إطلاق التعيين تلك
الإشارة العظيمة وتنكرنا من بعد لمن له الحق في أن يملك توجيه تلك الإشارة العظيمة
فكان ممن سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الحفل في ذلك الجمع الكبير
كانوا هم أول من قالوا : لا وإنما هذا ) !!! ( المصدر السابق ص4 ) !!!! فالله
ورسوله قالوا هذا - إشارة إلى علي - والصحابة رضي الله عنهم خالفوا وقالوا : لا
وإنما هذا - في إشارة إلى أبي بكر - !!!! ويا للعجب !!! قاتلوا الدنيا كلها وقدموا
أرواحهم وأموالهم طاعة لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم يعصونه في
أخطر قضية يدخلون بسببها النار !!!! هذه والله مسخرة من المساخر لكن الجهلة يعدونها
مفاخر !! هذه والله من تسويلات الشياطين الذين غاظهم قوله تعالى : (
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ
لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة100.
كيف يصدق عاقل ما قاله الحوثي فيهم وهم
اتبعوه ساعة العسرة فنزل فيهم قوله تعالى : ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن
بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة117.
فشاهت الوجوه التي تمسهم بكلمة
واحدة وانتكست وارتكست وهلكت.
هذا وهذا !! الله عز وجل يختار لنا ( هذا ) ونحن
دائماً نعصيه ونقول لا بل ( هذا ) !!!! بهذا المنطق الركيك يتحدث أمام كائنات حية
تنتمي للإسلام لكنها مسلوبة التفكير والعقل !!! فلا يحق لها أن تسأل أو تناقش حسين
الحوثي عليه السلام !!!!!! يقول : ( للأسف الشديد بعد ذلك العمل العظيم ، بعد تلك
الترتيبات التي كشف بها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهمية ولاية أمر الأمة
، يأتي من يقول : لا لا لماذا هذا ، لماذا هذا ؟ ما هي سابقته ؟.
أن من انصرفوا
عمن وجه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الإشارة إليه وتعيينه بعد رفع يده وبعد
صعود ه معه فوق أقتاب الإبل إنهم للأسف الشديد لا يعرفون ماذا وراء ( هذا ) إن كلمة
(هذا ) تعني هذا هو اللائق بهذه الأمة التي يُراد لها أن تكون أمة عظيمة، هذا هو
الرجل الذي يليق أن يكون قائداً وإماماً وهادياً ومعلماً ومرشدا وزعيماً، لأمة
يراد لها أن تتحمل مسئولية عظيمة، يُناط بها مهام جسيمة، هذا هو الرجل الذي يليق
بهذه الأمة، ويليق بإلهها أن تكون ولايته امتداداً لولاية إلهها العظيم، هذا هو
الرجل الذي يليق بهذا الدين العظيم أن يكون من يهدي إليه، أن يكون من يقود الأمة
. . . . .
تعتنقه وتدين به وتتعامل مع بقية الأمم على أساسه يجب أن يكون مثل هذا رجل
عظيم ليليق بدين عظيم، بأمة عظيمة، برسول عظيم، بإله عظيم، وبمهام عظيمة وجسيمة
.
ولكن ماذا حصل ؟.
إن أولئك الذين انصرفوا عمن وجه الرسول صلى الله عليه
وعلى آله وسلم الإشارة إليه هم للأسف - كما أسلفنا - لا يفهمون ماذا وراء ( هذا )،
والمسلمون من بعدهم في أغلبهم لم يفهموا أيضاً ماذا وراء قول الرسول ( هذا )، وعمن
يعبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (هذا ) أنه يعبر عن الله، لم يكن أكثر
من مبلغ عن الله بعد نزول قول الله ( يا أيها الرسول بلغ ما أنْزل إليك من ربك )
وها نحن ما نزال في هذا الزمن أيضاً لا نفهم ماذا وراء قول الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم (هذا).
ولم نفهم ولم نسمح لأنفسنا أن يترسخ في مشاعرنا، في عقيدتنا
من الذي يمتلك أن يقول للأمة (هذا) فإذا بنا نفاجأ بآخرين يريدون أن يفرضوا علينا (
هذا أو هذا ).
!!!! ( المصدر السابق ص4) فهل فهمتم من كلامه إلا هذا وهذا ؟! ثم
خبرونا نيابة عنه كيف نعرف أن الله تعالى اختار لنا هذا من الناس ؟!!!! كيف نعرف أن
الله عز وجل اختار حسين الحوثي للإمامة والولاية ؟!! ثم بعدها لكل حادثة حديث !!!!
القائمة السرية !!! يصر حسين الحوثي على قضية الاختيار الإلهي ويمنعنا من حق
الاختيار !!!! فيقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة - الدرس الثاني" ص24 : ( وهم
بالطبع من يضعهم الله أعلاماً لأمته فإنما يضعهم كاملين ( وربك يخلق ما يشاء ويختار
ما كان لهم الخيرة ) هو الذي يختار لنا وليس نحن أن نختار، هو الذي إذا آمنا بهذا
المبدأ - مبدأ الكمال فارتبطنا بالله الكامل الكمال المطلق وارتبطنا برسوله الذي
اصطفاه واختاره فأصبح كاملاً وارتبطنا على وفق هذا النهج بالكامل - فالله سبحانه
وتعالى هو الذي سيقدم لنا الكامل بدأ من علي عليه السلام ) !!!! لكنه لم يذكر لنا
من المختارين سوى علي رضي الله عنه وحسين الحوثي عليه السلام !!!! لم يحدثنا عن
باقي الأسماء في القائمة السرية التي أختارها الله عز وجل حسب زعمه !! وفوق هذا فقد
استدل بالآية (68) من سورة القصص على اختيار الأئمة !!!! بينما هي تتحدث عن
الأنبياء عليهم السلام فأولها الحديث عن موسى عليه السلام قال تعالى : ( طسم (1)
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى
وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي
الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ
أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا
يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ
عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا
رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ
فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ
عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً
وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ
لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ (10) ) إلى الآية (44) والتي يوجه الخطاب فيها للنبي صلى الله عليه
وآله وسلم بقوله تعالى : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا
إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) وحتى الآية (76) والتي
يبدأ الحديث فيها عن قارون : ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى
عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ
بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ) إلى الآية (84) ليعود الخطاب من جديد للرسول
صلى الله عليه وآله وسلم من الآية (85) بقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء
بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) إلى آخر السورة فلو سلمنا بالاختيار
الإلهي الذي يزعمه الحوثي فهو اختيار الأنبياء والرسل عليهم السلام فلماذا أقحم
الأئمة واستل هذه الآية من السورة ليحدثنا عن اختيار الأئمة ؟! ولماذا كلما تحدث
القرآن الكريم عن اختيار واصطفاء الأنبياء والمرسلين حولها حسين الحوثي إلى اختيار
واصطفاء الأئمة والأعلام ؟!!!!! ومع ذلك فلا زلنا محتارين بسبب اختفاء قائمة
المختارين !!!! لم نجد لهذه القائمة أي أثر في ملازمه !! هل يعقل أن يختار الله
سبحانه لنا أئمة منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم ونحن لا علم
لنا بالمختارين ولا بأسمائهم حتى ؟!! الوزير في صحيفة البلاغ يرد على الحوثي سأكتفي
في الرد عليه بما قاله العلامة السيد إبراهيم بن محمد الوزير - حفظه الله تعالى -
في صحيفة "البلاغ" العدد 880 بتاريخ 25 من جمادي الآخر 1431ه الموافق 8/6/ 2010م
والذي قال ما نصه : ( أما قضية اختصاص آل محمد وذرية رسول الله أبناء فاطمة الزهراء
والإمام علي بن أبي طالب عليهما وعلى رسول الله وآله الصلاة والسلام بالحُكم، وأنه
لا يصح تولي رئاسة الدولة الإسلامية إمام أو غير إمام إلا منهم فهذه مسألة اجتهادية
جاءت في وقتها كرد فعل للمظالم الهائلة والمخيفة والتي مارسها معاوية بن أبي سفيان
وابنه يزيد، ثم تبعهم في ذلك بنوا أمية ما عدى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز
رضي الله عنه، ثم جاء بنو العباس فظلموا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ولاحقوهم وقتلوهم، وقالوا : نحن أحق بالملك منهم، وأولى بحكم الأمة الإسلامية
.
فقال الناس من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم : أن ذرية محمد هؤلاء
الملاحقين المطرودين المقتلين المذبوحين هم أحق بحكم أمة محمد وما هذه الملاحقة
وهذا الاضطهاد وهذا القتل وسفك دمائهم إلا لأنهم أصحاب الحق في حكم الأمة الإسلامية
.
ومن هنا نشأ الاجتهاد باختصاص حكم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أولاد فاطمة الزهراء والإمام علي عليهما وعلى رسول الله الصلاة والسلام.
)
وكلامه واضح وصريح ليس فيه أي تلميح فقد بين للجميع بأن لا وجود لأي نص إلهي أو
اختيار رباني للأئمة وأن القضية نشأت لاحقاً باجتهاد من البعض لا غير ولا
سوى.
الختام حسين الحوثي بلغ الغاية في الجهل لكنه وجد أجهل منه فصدقوه
!!!! حسين الحوثي مفلس من العلم لكنه اتخذ من قضية الاختيار الإلهي مطية توصله
للرئاسة والحكم لأن الاختيار لله عز وجل حسب زعمه وليس للمسلمين !!!! حسين الحوثي
تمادى في الأمر فلعن وسب صحابة خير البشر بكلام ممجوج تمجه الأسماع وتنفر عنه
الطباع !!!! حسين الحوثي زاغ عن الهدى فحشر نفسه في قضية الاختيار الإلهي والتعيين
الرباني للأئمة وعجز عن تقديم أي دليل شرعي على هذه القضية !!!! حسين الحوثي وفي
غالبية ملازمه ما استطاع أن يعرف وظيفة الحاكم في الإسلام فما بالكم بغيرها من
المسائل ؟!!! حسين الحوثي في صدره ضغائن على الأمة الإسلامية حاكمها ومحكومها منذ
أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى اليوم !!!! حسين الحوثي وقع في أضاليل وأباطيل
الاثنى عشرية فأتى بالغرائب والمضحكات والعجائب !!!! حسين الحوثي ضل عن الطريق وأضل
غيره بكلام عاطل باطل !! حسين الحوثي شق عصا المسلمين بالجهل والكذب فلا بد من
العلم والصدق لنعود كما كنا قبل فتنة الحوثي التي استفحلت وانتشرت بسبب تقصير
الجميع !!!! فإذا خلا الجو للقنابر وثبت على المنابر !!!! حسين الحوثي لولم يتعرض
هو وجماعته للصحابة رضي الله عنهم لما تعرضت له بأي كلمة بل أمسكت عن ذكره فترة
طويلة حتى اطلعت على ملازمه واستخرجت منها ما قاله في صحابة خير البشر فهالني ما
قاله فيهم وأصبح من الواجب علي وعلى كل مسلم الدفاع عن أعراضهم المصونة وهتك ستر كل
من تعرض لهم بالحجة والبيان والبرهان الذي يزلزل كل فتان ولهان.
الحوثيون اغتروا
بملازم الحوثي وصدقوا ما فيها فالواجب على أهل العلم بيان ما فيها من طامات
ومخالفات شفقة عليهم ورحمة بهم فهم إخواننا ضلوا الطريق فبغوا علينا !!