عبدالجليل الحمادي
الخدمية الحكومية نتيجة حتمية لسوء اختيار المسؤولين القائمين على تلك المرافق
والذين جاؤوا إليها تسلقاً على أمجاد آبائهم، هذا جاء بتوصية وهذا بمجاملة وهذا
عينه أبوه وهذا مراعاة لجده الذي كان من الثوار الكبار...إلخ، طبعاً في غياب هيكلة
صحيحة ورقابة
على أداء الموظف العام تضمن وصول الكادر الجيد والمؤهل عملاً بمقالة الرجل المناسب
في المكان المناسب، وعملاً بقوانين ولوائح تنظم جانب الوظيفة
العامة.
وإذا كنا عازمين فعلاً على إعادة الأمور إلى نصابها قطعاً
للهوشلية والفوضى وإعطاء لكل ذي حق حقه من الجزاء خيراً أو شراً وبحسب ما قدمت
يداه، وإذا كان من سابع المستحيلات إقناع الفاسد ذي الظهر بأنه فاسد وجب تنحيته ولو
بلطف مراعاة لمشاعره ومشاعر من يقفون خلفه فما العمل..؟ كنا في الماضي نتقبل تفاحيط
أبناء "مسؤولينا" وبسيارات الدولة على مضض وتقبلنا بعد ذلك تفاحيطهم بسيارات خاصة
جاءت طبعاً من المال العام ، لكن يبدو أننا سنكون مجبرين لسماع تفاحيط من نوع آخر
"يعني تفاحيط إدارية أو وزارية أو برلمانية أو محلية" ليمضي عمرنا كله تفاحيط إذا
لم نجد للمدللين حلاً نساير فيه دلالهم دون خسائر أكثر مما هي عليه اليوم.
في
الماضي كانوا يقولون "يا أبتاه أشتي سيارة، واليوم يقولون يا أبتاه أشتي إدارة وإلا
وزارة مثل ابن فلان"، لذلك نرى أن تحدد مناصب إدارية ووزارية فخرية تستوعب فلذات
الأكباد بحيث يسودون ولا يحكمون وكذلك أن ننشئ لهم برلماناً نقترح أن يسمى برلمان
المدللين على غرر برلمان الأطفال، المهم أن نبعدهم من الوظائف العامة الكبيرة
عليهم.
أبناء الأكرمين حق هذه الأيام لا يكتفون بصفعة ابن عمرو بن العاص ويرحلون
عنا بسلام وذلك لعم وجود عمر بن الخطاب..
بل هم باقون جاثمون ولكل مسؤولية
جاهزون وبها جديرون وإنا لله وإنا إليه راجعون..
والمصيبة يا جماعة إن البعض
مصمم على تجاوز كرسي الوالد فلو وصل والده لدرجة وكيل ضروري الابن يصل لدرجة وزير،
وهذا ما آل إليه الحال فليس هناك شيء عند عيال الأكابر..
محال.
لذلك وجب
استرضائهم وإعطائهم على قدر عقولهم وعدم التقليل من شأنهم وشأن آبائهم وأجدادهم،
فهم الأصل والفصل بالرضى أو بالنصل..
والمقترح مطروح للتصويت.