الحزمي
الثقافي في بلادنا وأنا أتصفح إحدى الصحف التي لم تراعِ أي ثوابت أخلاقية في
مجتمعنا اليمني العربي الإسلامي الأصيل,ومن خلال قراءتي السريعة ولأول مرة لهذه
الصحيفة التي تعد كما يقال الأوسع انتشاراً من خلال وجود أشياء يخجل المسلم عن
ذكرها من خلال تناول كل ما هو سيء في المجتمع سواءً بإذن أصحاب الشأن أم بغيره
,تخيلوا فقط بداية كيف يتم نسف كل
قيمنا الإسلامية من خلال مربع صغير فيه كما يقال استشارة طبية مكتوب فيها سؤال من
قبل أحدهم فحواه: هل للعادة السرية تأثير على الانسان مستقبلا ' فيأتيه الرد بكل
وقاحة: لا ليس هناك أي تأثير وينسى الجميع أنها من المحرمات والعياذ بالله بل
وتناسوا نهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ذلك والكثير من الأحاديث التي وردت في
هذا الشأن وبكل عهر إعلامي يتجلى من خلال تناول هذه الصحيفة لعناوين وهمية عن شبكات
للدعارة وأخبار للفسق والفجور ودون أن نحرك نحن المواطنين ساكناً ، وكأن ثقافتنا
انحصرت فقط في كل ماهو محرم وبالبحث وراء كل ما يغضب الرب من أجل الاسترزاق ومن أجل
أن ينمي الفاشلون ثقافتهم من خلال هذه المطبوعات والتي تعتبر عاراً في جبين الإعلام
اليمني ، ومن المؤسف جداً أن تجد فئات كثيرة من المجتمع تداوم على متابعة هذه
الأخبار الواهمة وكأنهم يجدون فيها مبتغاهم من خلال تصفحها باستمرار ومحاولة
الإلمام بالثقافة حسب ما يقولون .
ولعل من المؤسف أكثر أن تجد موقف من يحملون
هموم الدعوة ومحاربة المنكر بكل أشكاله يعزفون حتى عن الخوض في أمور كهذا، فبالله
عليكم أين دور الدعاة وأين دور رواد الفكر والمحافظة على أصالة مجتمعنا الحبيب من
هذه الأفكار؟؟.
في إحدى المرات سألت أحدهم حول هذه الصحيفة فأجابني : إن كل شخص
يحاول أن يعوض النقص النفسي ولو من خلال القراءة ، ولكن هل النقص الشخصي يتمثل فقط
بأمور المجاهرة بالفاحشة في أي مجتمع ؟؟.
بالطبع نحن لا نقول أننا في مجتمع منزه
من الأخطاء ولا ندّعي الفضيلة الكاملة ، ولكن ليس بتلك الطريقة الممقوتة التي
تنشرها تلك الصحيفة بطريقة (فصل طالبة رفضت الاعتذار لمعلم اغتصب زميلتها في
الفصل)..
تخيلوا فقط !! بالله عليكم أين حدث هذا وكنا عرفنا عن المشكلة وقرأنا
من كل الصحف وأن لا علاقة بما ذكر في هذه الصحيفة لا من قريب ولا من بعيد ، بل وكيف
يرضى أصحاب الشأن ممن هم أولياء أمر هذه الطالبة قبول التشويه بهذه الطريقة وكيف
تسكت إدارة المدرسة المتهمة بممارسة الفاحشة في فصولها وفي حقل تعليمي يهدف إلى زرع
القيم الإسلامية وليس الفكر الجاهلي البائد ، وكيف يسكت الأستاذ المذكور عن نشر هذا
الخبر وعلى صدر الصحيفة بهذه الطريقة ، ومن المعلوم جداً في مجتمعنا أننا كلنا
نتميز بالستر ونعمل بحديث "من ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة"
أو كما قال المصطفى ، بل ونحاول أن نكون في هذه الأمور أقرب إلى الانغلاق ليس من
باب تهميش أو تمييع أي قضية اجتماعية بقدر ما يكون العمل على عدم نشر الفاحشة
والإباحية المطلقة في المجتمع هو الهدف السامي ، وحري بوزارة الإعلام أن تعيد النظر
في مثل هذه الصحف التي تعمل على تشويه صورة مجتمعنا وعلى بث السموم في أفكار وعقول
المواطنين من خلال ما يطرح على صفحاتها وذلك من خلال تفعيل الرقابة وإقفال هذه
الصحيفة التي يسعى القائمون عليها إلى أن يجعلونا نحس بأننا نعيش في مجتمع غربي
إنحلالي ، ولا رقيب عليهم ، بل ومن الواجب على الدعاة أن يقوموا بتنبيه المواطنين
وتذكيرهم برقابة الخالق قبل رقابة المخلوق والعمل على محاكمة كل من يحاول أن يشوه
صورة المجتمع اليمني الإسلامي الأصيل ، وهذا لا يحتاج فقط لمجرد الكلام أو القراءة
فحسب ، بل يتطلب موقفاً جاداً من كل شخص ومن كل مواطن ، فكما يكون هناك صدقة جارية
لكل مسلم فتذكروا أن هناك شيئاً اسمه ذنب جارٍ ومن خلاله تحمل إثمه وإثم من قرأه
وإثم من نهج هذا النهج وإثم من تداوله ، ولا بارك الله في كل من حاول أن يعمل على
نشر الفحشاء بين الناس بطريقة تنم عن جهل ووعي يتطلب من الجميع الوقوف بحزم أمامه
ومحاربته بكافة الطرق والأشكال ، ولا يقبل أي شخص أن تكون أي محافظة داخل وطننا
الحبيب عرضة للتشهير من قبل صحيفة لا تتعدى كونها تحلق في فضاءات المراحل الدنيا من
مراحل الفكر بل وتسمو إلى أعلى فضاءات الفكر الجاهلي البائد ، وفي وطننا ما يدعو
بعض القائمين على الصحف والمرافق الإعلامية الالتفاف إلى ما فيه خدمة الوطن
والمواطن في ظل وجود الكثير من الأحداث والتطورات والمستجدات التي تفرض علينا
كيمنيين الاهتمام بوطننا وبمستقبلنا وترك كل ما هو رخيص ، لأن الرخيص لا يقبل إلا
الرخيص ، ونصيحة لكل المبدعين من أبناء الوطن والذين ينشرون في مثل تلك الصحيفة
المشبوهة بأن يرسلوا مشاركاتهم لصحف يحق لهم أن يفخروا بحملها ويضعوها على طاولة
المسؤولين والمواطنين والأقارب والأحباب ، وليس مجرد صحف تخجل من حملها بين يديك
مما تحويه من عناوين مشينه وخادشة للحياء وفاضحة ولا تحمل أي معاني الأصالة ،
وشكراً لكل من حارب منكراً ولو بكلمة.