أمين الداهية
يشكو ألم الحياة وقسوتها وضراوتها،هذه الآلام والأحزان لم تأتِ لا يوجد إنسان على وجه الأرض
لا يشكو ألم الحياة وقسوتها وضراوتها،هذه الآلام والأحزان لم تأتِ يوماً بمحض
الصدفة أو المفاجأة ، إنما هناك أسباب ومسببات، هناك وحش الفقر وداء البطالة، هناك
ظلم الفساد والمفسدين ، هناك خيانات الأحبة ومكر الأصدقاء،هناك ضنك الغناء الفاحش
،وهناك سرطان الفقر المدقع..
الحياة بطبيعتها أفراح وأحزان، أشواق وشجون،
ابتسامات صافية نقية ومثلها حاقدة ماكرة، دموع فراق ووداع، ومثلها كذب وخداع،ولكن
هل نستسلم لقسوة المعتركات الحياتية ووحشيتها أم أننا نظل نقاوم بضراوة ممن لا
تركعهم الصعاب مهما كانت وممن كانت؟ اعتقد أن هذا ما يجب أن نكون عليه، ينبغي أن
نكون الأقوياء الصامدين في وجه عواصف المكر والخداع، يجب أن لا تركعنا الأيام
السوداء وليالي الغدر والخيانة ونكران المعروف والدروس رحلة العمر فيها من الأحداث
والمغامرات ما يجعل توقع الخيانة ليس له وجود في قاموس صداقة فولاذية راهن عليها
الكثير بأنها أبدية مستحيل أن تنتهي، ما أصعب هذه الحياة تعطينا اليسير وتأخذ منا
الكثير والكثير إلى درجة مالا طاقة لنا عليه، الصداقة هي المعنى الجميل والمصطلح
السامي إذا كانت خالية من شوائب هوس النفس ونوائب العتاب نتيجة مصالح أو الاستئثار
والتملك وجعل حياة صديقك جحيم وكأنه محرم عليه الاهتمام بمستقبله وأسرته، في مثل
هذه الحالات يعاني أحد الصديقين حالة مأساوية لا يجب أن تستمر،الصداقة هي المودة
والألفة، هي الحب الذي لا يمكن أن يخذله التملك والاستئثار بالصديق وشغله عن مصالحه
وما ينفعه ، العتاب هو اللحظات الجميلة التي تسيطر فيها أجواء المحبة الصادقة وتكسر
حواجز الصمت التي تظل مثار التباس وشك يقضي على أروع لحظات العمر بين الأصدقاء، يظل
العتاب الأسلوب الأمثل للحفاظ على الصداقة إذا لم يختلط بالسلبيات المعروفة عنه
والمتمثلة في العتاب لمجرد العتاب وليس للاستبيان والتحقق وقبول المبررات والأعذار،
يكون العتاب قاتلاً لكل معاني الصداقة إذا كان متزمتاً، جافاً، حاداً، لا يقبل
عذراً ولا يؤمن بأي مبررات، هناك حكايات كثيرة لأصدقاء دمرت صداقتهم وقضت عليها
أهواء اتخذت من العتاب سلاحاً للتشفي والمن والتذكير الخاطئ بمواقف لو كانت خالصة
لوجه الله ومن أجل الصداقة فحسب لما تم التطرق لها والمن بمواقف قد يقوم بها أشخاص
لا تربطك بهم أي علاقة، وكثير من الناس تعرضوا للخذلان والتخلي من قبل أصدقاء لهم
أوهموهم بأنهم أصدقاء العمر وزملاء الشدائد والمحن لكن سرعان ما ينكشف الغطاء وتظهر
الحقيقة المرة ويتضح أنهم أصدقاء متعة وتسلية، كل كلامهم عن الصداقة والحب والتضحية
مجرد هراء وتضليل ، فغالبية من يتعرضون لمواقف الخذلان يظلون أسرى تلك الصدمة
ويفقدون من ثقتهم ومعنوياتهم ما لا يجب أن يفقدوه ، نقول لهؤلاء "الحياة لم تنته
بانتهاء صداقة عقيمة كاذبة بل على العكس من ذلك ، فمن نقطة نهاية هذه الصداقة
الزائفة تبدأ الحياة الجميلة التي أصبح الإنسان فيها خريجاً صقلته تجارب الزمن ومكر
الآخرين"، إذن نحن أقوياء ولن تثنينا مشاعر سلبية تجعل منا عبرة للمتشفين ومن
يحلمون برؤيتنا ضعفاء، نحن أقويا نتعلم من مدرسة الحياة وهذه من اكبر الانجازات
التي نحققها،وسنكون دائماً يقظين جميلين حتى نستطيع أن نرى الوجود جميلاً.