الجفري
الكوفة بالعراق حوالي العام الثلاثين للهجرة الموافق "630" جرى إتقان الخط العربي لأول
مرة في الكوفة بالعراق حوالي العام الثلاثين للهجرة الموافق "630" للميلاد وأصبح
يعرف بالخط الكوفي، وبقي القرآن الكريم يكتب بالخط الكوفي لمدة تزيد عن ثلاثة قرون
ولكن نظراً لصعوبة قراءة هذه الخط رغم جمال تشكيله وتكوينه فقد استبدل بالخط
النسخ الأسهل قراءة، وقد ابتكره "ابن مقلة" 266 340 للهجرة" الذي كان
وزيراً لأربعة من الخلفاء العباسيين في بغداد، كما كان أول من وضع قاعدة لكتابة
الخط العربي. .
وقد علم "ابن مقلة" ابنته أصول الكتابة وهي بدورها التي علمت "ابن
البواب" الذي كان له تأثير كبير على من جاء بعده من الخطاطين، غير أن الخطاط الذي
طور الخط العربي تطويراً كبيراً هو "ياقوت المستعصمي"، وقد اتبع "المستعصمي" تقليد
"ابن البواب" في الكتابة ووضع اللمسات النهائية على الخطوط الستة المعروفة عندئذ،
وكان "المستعصمي" كذلك أول من ابتكر أقلام البوص في الكتابة وقص رؤوسها في ميل
جانبي، وساهم الفرس "الإيرانيون" والأتراك إسهاماً كبيراً في تطور الخط العربي فقد
ابتكر العثمانيون "الأتراك" الخط الديواني وابتكر الفرس الخط الفارسي، ثم تطور
الديواني وابتكر الفرس الخط الفارسي ثم تطور الخط الكوفي الذي انتشر مع الفتوحات
الإسلامية إلى شتى الدول وأصبح يعرف في شمال افريقيا بالخط المغربي وفي اسبانيا
بالخط الأندلسي وفي الهند يعتقد أنه تطور إلى الخط البهاري.
إن القواعد الفنية
المتبعة في رسم الحروف وترك النسخ بين الكلمة والأخرى وبين السطر والآخر وما قام
عليه تشكيل الخط العربي عبر عصوره من قيم تتسم بالجمال الفني في مختلف العصور
وأساليب الأداء والمجهودات الرائعة للخطاطين يدفعنا إلى أن نكتب أسماء أولئك
المبدعين بأحرف من نور في سجل التاريخ.