نبيل
مصطفى الدفعي
مصطفى الدفعي
كثيراً ما يشغلني التفكير بالحوادث
التي تروى عن الأطفال لأنها ذات تأثير كبير على النمو الذهني كثيراً ما يشغلني التفكير
بالحوادث التي تروى عن الأطفال لأنها ذات تأثير كبير على النمو الذهني والنفسي
للأطفال في البيئة الاجتماعية، ولذا كان من الضروري أن ينظر إليها بجدية واهتمام
وقديماً كانت حكايات الأطفال تتجه نحو الخيال ونحو الأسطورة الخرافية التي تزدحم
بالسحرة أو الساحرات والعفاريت والجنيات والحيوانات المجنحة والوحوش الغريبة
وغير ذلك، بينما كانت بعض الحكايات التوجيهية تكتسب طابعاً مأساوياً، ففي معرض
التحذير من الثرثرة الفارغة مثلاً تنتهي القصة بموت الثرثار نتيجة لهذه العادة
السيئة وهكذا، وقد ظهرت فيما بعد مع تقدم الدراسات التربوية اتجاهات إلى تصحيح هذه
الأساليب بما ينسجم مع روح الحياة والعصر، أما بالنسبة للحكايات الأسطورية فقد دار
جدل حول المدى المناسب الذي يجب أن تتوقف عنده، وفيما يخص ما للأسطورة من فوائد فقد
رأى بعض الباحثين التربويين أن للأسطورة فوائدها الحقيقية، فهي تنمي في الطفل
القدرة على الخيال في صور حسية غير أن بعض التربويين الواقعيين رفضوا هذا الاتجاه،
وأشاروا إلى أن مثل هذه الأساطير قد تفسد عقلية الطفل تعيقه عن مواجهة الحياة
الواقعية مما يؤدي به إلى نوع من الفصام.
ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الحكايات
يجب أن تؤخذ من الواقع الذي يعيشه الطفل وأن لا تركز على الروح الفردية فيه وهناك
اتجاه ثالث يتوسط هذين الرأيين وقد يكون أقربهم إلى الحقيقية.
ففي الوقت الذي
يعترف فيه أصحاب هذا الاتجاه بأهمية الخيال وتنميته لدى الطفل كعنصر ضروري في حياة
الإنسان، بل كعنصر أساسي في عمليات التغيير عن الطفل والتطوير الاجتماعيين حيث أن
المصلحين يبدؤون عادة من فكرة يهجسون بها عن المستقبل الأفضل، إلا أن هذا الخيال
يجب أن ينبثق عن معطيات الواقع وظروفه لكي لا يستحيل إلى حلم فردي رومانسي شارد،
أما بالنسبة للنهايات المأسوية في معرض الحكايا التوجيهية فقد رأى بعض أصحاب
الاتجاهات الحديثة أن مثل هذا الحكايا تصدم الطفل وتحاصره بالقلق والخوف والسوداوية
ولذا فإن الأجدى أن نركز على الإتجاة التفاؤلي الذي ينتهي بنهايات سعيدة، ولكن
اتجاهاً آخر أكثر واقعية يرفض التطرف في أي من الاتجاهين فهو إذ يرى خطورة الحكايا
المأساوية، لا يجد أشد خطورة من تزييف الواقع بقناع مضيئ جميل لا يمثل الحياة في
واقعها، فإذا توقفت مفاهيم الطفل عند الفرح والضحك فإنه سيصاب بصدمة أكيدة حين
يواجه واقع الحياة، ولن يكون قادراً على التعاطي والتواصل معها، فلا بد أن نقدم
للطفل هذا التعاقب بين الليل والنهار ويبقى الجمال الأصيل في كلتا الحالتين،
متمثلاً في الإنسان نفسه حين يقاوم السوء بكل قدارته، ويدافع عن الخير، وبذلك تنمو
في الطفل روح القوة والفروسية في إطار واقعي..
والله من وراء
القصد.
التي تروى عن الأطفال لأنها ذات تأثير كبير على النمو الذهني كثيراً ما يشغلني التفكير
بالحوادث التي تروى عن الأطفال لأنها ذات تأثير كبير على النمو الذهني والنفسي
للأطفال في البيئة الاجتماعية، ولذا كان من الضروري أن ينظر إليها بجدية واهتمام
وقديماً كانت حكايات الأطفال تتجه نحو الخيال ونحو الأسطورة الخرافية التي تزدحم
بالسحرة أو الساحرات والعفاريت والجنيات والحيوانات المجنحة والوحوش الغريبة
وغير ذلك، بينما كانت بعض الحكايات التوجيهية تكتسب طابعاً مأساوياً، ففي معرض
التحذير من الثرثرة الفارغة مثلاً تنتهي القصة بموت الثرثار نتيجة لهذه العادة
السيئة وهكذا، وقد ظهرت فيما بعد مع تقدم الدراسات التربوية اتجاهات إلى تصحيح هذه
الأساليب بما ينسجم مع روح الحياة والعصر، أما بالنسبة للحكايات الأسطورية فقد دار
جدل حول المدى المناسب الذي يجب أن تتوقف عنده، وفيما يخص ما للأسطورة من فوائد فقد
رأى بعض الباحثين التربويين أن للأسطورة فوائدها الحقيقية، فهي تنمي في الطفل
القدرة على الخيال في صور حسية غير أن بعض التربويين الواقعيين رفضوا هذا الاتجاه،
وأشاروا إلى أن مثل هذه الأساطير قد تفسد عقلية الطفل تعيقه عن مواجهة الحياة
الواقعية مما يؤدي به إلى نوع من الفصام.
ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الحكايات
يجب أن تؤخذ من الواقع الذي يعيشه الطفل وأن لا تركز على الروح الفردية فيه وهناك
اتجاه ثالث يتوسط هذين الرأيين وقد يكون أقربهم إلى الحقيقية.
ففي الوقت الذي
يعترف فيه أصحاب هذا الاتجاه بأهمية الخيال وتنميته لدى الطفل كعنصر ضروري في حياة
الإنسان، بل كعنصر أساسي في عمليات التغيير عن الطفل والتطوير الاجتماعيين حيث أن
المصلحين يبدؤون عادة من فكرة يهجسون بها عن المستقبل الأفضل، إلا أن هذا الخيال
يجب أن ينبثق عن معطيات الواقع وظروفه لكي لا يستحيل إلى حلم فردي رومانسي شارد،
أما بالنسبة للنهايات المأسوية في معرض الحكايا التوجيهية فقد رأى بعض أصحاب
الاتجاهات الحديثة أن مثل هذا الحكايا تصدم الطفل وتحاصره بالقلق والخوف والسوداوية
ولذا فإن الأجدى أن نركز على الإتجاة التفاؤلي الذي ينتهي بنهايات سعيدة، ولكن
اتجاهاً آخر أكثر واقعية يرفض التطرف في أي من الاتجاهين فهو إذ يرى خطورة الحكايا
المأساوية، لا يجد أشد خطورة من تزييف الواقع بقناع مضيئ جميل لا يمثل الحياة في
واقعها، فإذا توقفت مفاهيم الطفل عند الفرح والضحك فإنه سيصاب بصدمة أكيدة حين
يواجه واقع الحياة، ولن يكون قادراً على التعاطي والتواصل معها، فلا بد أن نقدم
للطفل هذا التعاقب بين الليل والنهار ويبقى الجمال الأصيل في كلتا الحالتين،
متمثلاً في الإنسان نفسه حين يقاوم السوء بكل قدارته، ويدافع عن الخير، وبذلك تنمو
في الطفل روح القوة والفروسية في إطار واقعي..
والله من وراء
القصد.