زياد أبو
شاويش
شاويش
حين تنادي كافة الدول العربية عبر
أنظمتها السياسية وحكوماتها بضرورة الوحدة بين الفلسطينيين لمواجهة كل ما يرسم
لقضيتهم من مؤامرات وحلول تنتقص من حقوقهم، فهذا يعني أن تقف القيادات الفلسطينية
ملياً أمام هكذا إجماع لا يتكرر إلا في القليل النادر.
صحيح أن هناك من ينادي
بوحدتهم ويعمل على بقاء الانقسام عبر
سلوك منحاز لأحد طرفي الخصومة لكن أحداً لا يجرؤ على إعلان تفضيل الانقسام على
الوحدة، أو التحريض العلني باتجاه تخريب المصالحة إلا من بعض الكتاب المحسوبين على
التيار الأمريكي المتصهين في المنطقة العربية، وهؤلاء باتوا ومن يمثلون مكشوفين
وتلفظهم جماهير أمتنا العربية وتلعنهم.
الجامعة العربية بما تمثل في نظر المواطن
العربي وباعتبارها القانوني ومنشأها التاريخي كحاضنة للعمل العربي المشترك كان يجب
أن تبادر في موضوع الانقسام الفلسطيني باتجاه رأب الصدع واستخدام نفوذها المعنوي،
وخاصة أمينها العام، دون حاجة لقرار قمة أو وزراء خارجية من أجل التقدم بمشروع
مصالحة مبكر يمنع تداعيات التحرش المتبادل وانعدام الثقة الذي تجلى في علاقة "حماس"
و"فتح" قبل الحسم العسكري في قطاع غزة وخلق سلطتين في الضفة وغزة، كلتاهما تقع تحت
الحصار الإسرائيلي وتعمل إسرائيل على بقائهما لضمان استمرار الانقسام ونتائجه
المدمرة على نضال الشعب الفلسطيني وعقابيله الكارثية لإضعاف قدرة الطرفين "وخاصة
المقاومة" في مواجهة العدوان المتكرر عليه.
اليوم يأتي عمرو موسى أمين عام
الجامعة العربية إلى غزة في إطار مختلف وبعد أن بلغ الانقسام حدوده القصوى، ووصلت
نتائجه التخريبية إلى أعلى حد ممكن، هذا الإطار هو السعي الدولي لكسر الحصار عن غزة
بعد أن قدم المتضامنون الأجانب، وخاصة الأتراك، أرواحهم من أجل هذا الهدف
النبيل.
النظرة الإيجابية لهذه الزيارة تنبع من كونها تعطي البشارة بدور عربي
جماعي يمكن أن ترسمه هذه الزيارة وتفتح الباب له، رغم أنها أتت متأخرة جداً وفي غير
الإطار المنطقي لدور الجامعة العربية وأمينها العام تجاه شعب فلسطين الذي يعاني ليس
من الحصار فقط، بل من الانقسام الذي يمثل خطورة ومعضلة أشد من الحصار وأعمق أثراً
منه.
الأمين العام للجامعة العربية التقى بفصائل المقاومة الفلسطينية وبالأخ
إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة وناقش معهم سبل كسر الحصار
والمصالحة الفلسطينية، ورأينا ترحيباً كبيراً سواء من جانب القيادات الفلسطينية أو
جماهير الشعب الفلسطيني والأمل يحدوهم بدور جديد للجامعة العربية يختلف عن الفترة
السابقة، حتى لو جاء إثر المبادرة الدولية الشجاعة بكسر الحصار، دور يتصدى لمسألة
الانقسام ويعمل على إنهائه بأقصى سرعة ممكنة.
إن التصريحات الغريبة لرئيس السلطة
الوطنية حول حق اليهود في أرضنا، وما نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن محمود
عباس طلب من أوباما عدم رفع الحصار عن غزة، وغير ذلك من سلوكيات لا تنسجم مع روح
دعوات حركة فتح والحكومة من أجل المصالحة وفك الحصار عن غزة تشير إلى وجود خلل فادح
في مكان ما من المعادلة الناجمة عن عدوان إسرائيل على قافلة الحرية والدخول التركي
القوي على خط المساندة الفعلية للشعب الفلسطيني، وخصوصاً غزة، هذه المعادلة التي
قلبت الموازين ووضعت بين أيدينا زمام المبادرة باتجاه مرحلة جديدة في التصدي
للاحتلال وللعدوان وفي سبيل لجم الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان الصهيوني وبدء
انهيار الصورة النمطية الخاطئة لهذا الكيان باعتباره واحة الحرية والديمقراطية
وحقوق الإنسان في المنطقة.
إن زيارة غزة وإن جاءت متأخرة يجب أن تشكل بداية
التحرك الجاد من جانب الجامعة العربية وأمينها العام باتجاه تخفيف آثار الانقسام
والاحتقان في الصف الفلسطيني، والسعي من أجل لجم اندفاعات البعض لتخريب فرص
التوافق، وهذا يعني القيام بالتواصل المباشر مع السلطة في الضفة وفي مكان أقرب ما
يكون لها والتعرف على وجهة نظرها في كل ما سمعه حول هذا العنوان أثناء زيارته لقطاع
غزة.
إن الحصاد المر للانقسام الفلسطيني يجب أن يتوقف، وهذه مهمة عمرو موسى
والجامعة العربية، وفي الدرجة الأساس مهمة الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية ومؤسسات
مجتمعه المدني.
الكل في انتظار نتائج زيارة الأمين العام للجامعة العربية لقطاع
غزة، والكل في طول الوطن العربي وعرضه يتطلعون لإنهاء الانقسام الفلسطيني في أقرب
وقت، وهذا يستدعي إشراك القوى الفاعلة في المنطقة للعب دورها المفترض على هذا
الصعيد.
إن تضافر الجهد الذي يمكن أن تبذله الجامعة العربية ومفاعيل زيارة عمرو
موسى مع السعي السوري التركي نحو إنهاء الانقسام سيجد كل التأييد من الشعب
الفلسطيني والمواطنين العرب في كل مكان، ومن هنا فإن الزيارة الحالية لعمرو موسى لا
بد أن يتبعها مباشرة التنسيق بين هذه الأطراف ومعها كل من مصر والسعودية من أجل
إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة..
أنظمتها السياسية وحكوماتها بضرورة الوحدة بين الفلسطينيين لمواجهة كل ما يرسم
لقضيتهم من مؤامرات وحلول تنتقص من حقوقهم، فهذا يعني أن تقف القيادات الفلسطينية
ملياً أمام هكذا إجماع لا يتكرر إلا في القليل النادر.
صحيح أن هناك من ينادي
بوحدتهم ويعمل على بقاء الانقسام عبر
سلوك منحاز لأحد طرفي الخصومة لكن أحداً لا يجرؤ على إعلان تفضيل الانقسام على
الوحدة، أو التحريض العلني باتجاه تخريب المصالحة إلا من بعض الكتاب المحسوبين على
التيار الأمريكي المتصهين في المنطقة العربية، وهؤلاء باتوا ومن يمثلون مكشوفين
وتلفظهم جماهير أمتنا العربية وتلعنهم.
الجامعة العربية بما تمثل في نظر المواطن
العربي وباعتبارها القانوني ومنشأها التاريخي كحاضنة للعمل العربي المشترك كان يجب
أن تبادر في موضوع الانقسام الفلسطيني باتجاه رأب الصدع واستخدام نفوذها المعنوي،
وخاصة أمينها العام، دون حاجة لقرار قمة أو وزراء خارجية من أجل التقدم بمشروع
مصالحة مبكر يمنع تداعيات التحرش المتبادل وانعدام الثقة الذي تجلى في علاقة "حماس"
و"فتح" قبل الحسم العسكري في قطاع غزة وخلق سلطتين في الضفة وغزة، كلتاهما تقع تحت
الحصار الإسرائيلي وتعمل إسرائيل على بقائهما لضمان استمرار الانقسام ونتائجه
المدمرة على نضال الشعب الفلسطيني وعقابيله الكارثية لإضعاف قدرة الطرفين "وخاصة
المقاومة" في مواجهة العدوان المتكرر عليه.
اليوم يأتي عمرو موسى أمين عام
الجامعة العربية إلى غزة في إطار مختلف وبعد أن بلغ الانقسام حدوده القصوى، ووصلت
نتائجه التخريبية إلى أعلى حد ممكن، هذا الإطار هو السعي الدولي لكسر الحصار عن غزة
بعد أن قدم المتضامنون الأجانب، وخاصة الأتراك، أرواحهم من أجل هذا الهدف
النبيل.
النظرة الإيجابية لهذه الزيارة تنبع من كونها تعطي البشارة بدور عربي
جماعي يمكن أن ترسمه هذه الزيارة وتفتح الباب له، رغم أنها أتت متأخرة جداً وفي غير
الإطار المنطقي لدور الجامعة العربية وأمينها العام تجاه شعب فلسطين الذي يعاني ليس
من الحصار فقط، بل من الانقسام الذي يمثل خطورة ومعضلة أشد من الحصار وأعمق أثراً
منه.
الأمين العام للجامعة العربية التقى بفصائل المقاومة الفلسطينية وبالأخ
إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة وناقش معهم سبل كسر الحصار
والمصالحة الفلسطينية، ورأينا ترحيباً كبيراً سواء من جانب القيادات الفلسطينية أو
جماهير الشعب الفلسطيني والأمل يحدوهم بدور جديد للجامعة العربية يختلف عن الفترة
السابقة، حتى لو جاء إثر المبادرة الدولية الشجاعة بكسر الحصار، دور يتصدى لمسألة
الانقسام ويعمل على إنهائه بأقصى سرعة ممكنة.
إن التصريحات الغريبة لرئيس السلطة
الوطنية حول حق اليهود في أرضنا، وما نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن محمود
عباس طلب من أوباما عدم رفع الحصار عن غزة، وغير ذلك من سلوكيات لا تنسجم مع روح
دعوات حركة فتح والحكومة من أجل المصالحة وفك الحصار عن غزة تشير إلى وجود خلل فادح
في مكان ما من المعادلة الناجمة عن عدوان إسرائيل على قافلة الحرية والدخول التركي
القوي على خط المساندة الفعلية للشعب الفلسطيني، وخصوصاً غزة، هذه المعادلة التي
قلبت الموازين ووضعت بين أيدينا زمام المبادرة باتجاه مرحلة جديدة في التصدي
للاحتلال وللعدوان وفي سبيل لجم الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان الصهيوني وبدء
انهيار الصورة النمطية الخاطئة لهذا الكيان باعتباره واحة الحرية والديمقراطية
وحقوق الإنسان في المنطقة.
إن زيارة غزة وإن جاءت متأخرة يجب أن تشكل بداية
التحرك الجاد من جانب الجامعة العربية وأمينها العام باتجاه تخفيف آثار الانقسام
والاحتقان في الصف الفلسطيني، والسعي من أجل لجم اندفاعات البعض لتخريب فرص
التوافق، وهذا يعني القيام بالتواصل المباشر مع السلطة في الضفة وفي مكان أقرب ما
يكون لها والتعرف على وجهة نظرها في كل ما سمعه حول هذا العنوان أثناء زيارته لقطاع
غزة.
إن الحصاد المر للانقسام الفلسطيني يجب أن يتوقف، وهذه مهمة عمرو موسى
والجامعة العربية، وفي الدرجة الأساس مهمة الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية ومؤسسات
مجتمعه المدني.
الكل في انتظار نتائج زيارة الأمين العام للجامعة العربية لقطاع
غزة، والكل في طول الوطن العربي وعرضه يتطلعون لإنهاء الانقسام الفلسطيني في أقرب
وقت، وهذا يستدعي إشراك القوى الفاعلة في المنطقة للعب دورها المفترض على هذا
الصعيد.
إن تضافر الجهد الذي يمكن أن تبذله الجامعة العربية ومفاعيل زيارة عمرو
موسى مع السعي السوري التركي نحو إنهاء الانقسام سيجد كل التأييد من الشعب
الفلسطيني والمواطنين العرب في كل مكان، ومن هنا فإن الزيارة الحالية لعمرو موسى لا
بد أن يتبعها مباشرة التنسيق بين هذه الأطراف ومعها كل من مصر والسعودية من أجل
إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة..