محمد أمين
الداهية
الداهية
يخوض اليوم مرضى السرطان غمار
التحدي في مواجهة الأخطر فتكاً بالمجتمع اليمني والذي يوازي خطره حجم الفساد
المستشري وبشاعة المفسدين الذين أصبحوا اليوم يتشكلون من مختلف الفئات، حتى وإن لم
يتمتع بعضهم بمناصب ونفوذ فهناك من يخول لهم العبث في ظل غياب القانون وانعدام
الرقابة.
ما أريد أن أتطرق له
اليوم مرض خبيث تعذر تحديد أسبابه ومسبباته بشكل دقيق، إنه القاتل الخبيث داء
السرطان، هذا الاسم المرعب الذي لا يدخل بيت ويخترق أسرة من الأسر إلا وجعل حياتها
هماً، وغماً، وحزناً،وكآبة،ناهيك عن المعانات التي ليس لها حدود،في التداوي وإجراء
الفحوصات والعينات المتعددة، والبحث عن أمل في الخروج من هذه الكارثة والقضاء على
سرطان مجهول الهوية، لضآلة الخدمات الطبية المتطلبة لمكافحته في مجتمعنا يزداد
شراسة، فينهش في جسد ضحيته بلا هوادة، أحباب كثيرون فقدناهم وودعناهم وكلنا ألم
وحسرة من وزارة صحة ومعنيون ومنظمات إنسانية وجمعيات خيرية ،كل هؤلاء مازالوا
يعانون قصوراً شديداً من مختلف الجوانب،شهدنا كثيراً من المؤتمرات والندوات وشيئاَ
من النتائج الايجابية إلا أن هذه النتائج تظل حبراً على ورق ،اعرف جيداً أن أمراض
الدم والأورام صعبة وأغلبها مستعصية في أي مجتمع كان إلا أن مجتمعنا لم يستطع
مواكبة ابسط المجتمعات العربية التي أحرزت تقدماً ملحوظاً في مواجهة كارثة
السرطان،كفاءاتنا ضئيلة ونادرة لا تتجاوز عدد أصابع اليد،خدماتنا الطبية في مجال
أمراض الدم والأورام لا تبشر بخير، يخوض مرضى الدم والأورام معتركاً عنيفاً مع
أدوية منعدمة تحتاج لاستخراجها الآف الريالات ، وإن لجأ المريض إلى الجمعيات
الخيرية فيحتاج إلى نصف قيمة العلاج وينتظر حتى يأتي دوره، الكثير من المعسرين ممن
أصابهم داء السرطان يعانون أياماً سوداء مأساوية لا يستطيع أحد منا تخيل حجم
المعاناة والظلم الذي تعيشه هذه الأسر المغلوبة على أمرها، حتى رجال الخير لا ندري
ما الذي أصابهم فقد ندر تواجدهم وندر إحسانهم، لا ندري أي ظروف تجعل من الأغنياء
ومن من الله عليهم بالرزق يتجاهلون فئة الفقراء الذين يعانون مرارة العيش في ظل
سرطان شغلهم حتى عن الكفاح من أجل توفير لقمة عيش يسدون بها رمق أطفالهم الجياع
المنكوبين بداء السرطان،ما أصعب رؤية دموع الفقر والحرمان والفاقة في وجه أب ينظر
إلى فلذة كبده يصارع الموت مظلوماً لا يملك ذلك الأب إلا أن يدعو لفلذة كبده بالموت
العاجل الذي يرى انه أنجح وسيلة ليرتاح طفله ويتركه لمعانات ألم الفراق والتقصير
الذي أكره عليه ذلك الأب، بينما هناك أطفال بمجرد إصابتهم بشيء من الحمى ينقلون إلى
خارج الوطن خوفاً عليهم من مضاعفات وما إلى ذلك،ما أجمل هذه الرحمة والإنسانية لو
كانت لأسرة فقيرة يعاني أحد أطفالها ورماً خبيثاً أضنى وهد وحطم كيان تلك الأسرة
المسكينة، نحن لا نحسد من يلدون وعلى أفواههم ملاعق من ذهب،إنما نبغض ونمقت أوضاعاً
مزرية وأخلاقاً غائبة أضاعت من مجتمعنا الشعور بالأمانة والمسؤولية، أمراض الدم
والأورام تنتشر في مجتمعنا بصورة هستيرية لا تقل عن تلك الصورة الغائبة للجهات
المعنية في مجتمعنا،وهنا سؤال يطرح نفسه لم تستطع حكومتنا بجهاتها المعنية الحد من
انتشار وتفشي حمى الضنك فهل بمقدورها درء ولو جزء يسير من معاناة المجتمع إزاء
كارثة أمراض الدم والأورام (السرطان)؟! وهل بمقدور الجهات المعنية الأخرى اتخاذ
إجراءات وقائية وقانونية رادعة ضد مستوردي وبائعي ومستخدمي المبيدات الزراعية
القاتلة والتي تعتبر من أهم أسباب أمراض السرطان المتعددة؟!إننا بحاجة ماسة من
وزاراتنا ومسؤولينا إلى استشعار مسؤولياتهم تجاه المجتمع حتى وإن كلفهم ذلك الكثير
من التنازلات والتقشف، فحياة الناس هي الأغلى ورسم البسمة على شفاه البسطاء هي
الأسمى والأبقى.
مرة أخرى ما أصعب أن يحرم السرطان أطفالاً دفئ أحضان والدهم ،أو
يحرم الوالد براءة طفل طالما أزالت منه ابتسامته تعب كفاح الحياة.
وقفة رحم الله
فقيد الوطن والأمة أستاذي القدير فارس الإعلام يحيى علاو ونسأل الله العلي القدير
أن يتغمده بواسع رحمته وأن يرزقنا وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا
إليه راجعون وحسبنا لله ونعم الوكيل" aldahiad@yahoo.com
التحدي في مواجهة الأخطر فتكاً بالمجتمع اليمني والذي يوازي خطره حجم الفساد
المستشري وبشاعة المفسدين الذين أصبحوا اليوم يتشكلون من مختلف الفئات، حتى وإن لم
يتمتع بعضهم بمناصب ونفوذ فهناك من يخول لهم العبث في ظل غياب القانون وانعدام
الرقابة.
ما أريد أن أتطرق له
اليوم مرض خبيث تعذر تحديد أسبابه ومسبباته بشكل دقيق، إنه القاتل الخبيث داء
السرطان، هذا الاسم المرعب الذي لا يدخل بيت ويخترق أسرة من الأسر إلا وجعل حياتها
هماً، وغماً، وحزناً،وكآبة،ناهيك عن المعانات التي ليس لها حدود،في التداوي وإجراء
الفحوصات والعينات المتعددة، والبحث عن أمل في الخروج من هذه الكارثة والقضاء على
سرطان مجهول الهوية، لضآلة الخدمات الطبية المتطلبة لمكافحته في مجتمعنا يزداد
شراسة، فينهش في جسد ضحيته بلا هوادة، أحباب كثيرون فقدناهم وودعناهم وكلنا ألم
وحسرة من وزارة صحة ومعنيون ومنظمات إنسانية وجمعيات خيرية ،كل هؤلاء مازالوا
يعانون قصوراً شديداً من مختلف الجوانب،شهدنا كثيراً من المؤتمرات والندوات وشيئاَ
من النتائج الايجابية إلا أن هذه النتائج تظل حبراً على ورق ،اعرف جيداً أن أمراض
الدم والأورام صعبة وأغلبها مستعصية في أي مجتمع كان إلا أن مجتمعنا لم يستطع
مواكبة ابسط المجتمعات العربية التي أحرزت تقدماً ملحوظاً في مواجهة كارثة
السرطان،كفاءاتنا ضئيلة ونادرة لا تتجاوز عدد أصابع اليد،خدماتنا الطبية في مجال
أمراض الدم والأورام لا تبشر بخير، يخوض مرضى الدم والأورام معتركاً عنيفاً مع
أدوية منعدمة تحتاج لاستخراجها الآف الريالات ، وإن لجأ المريض إلى الجمعيات
الخيرية فيحتاج إلى نصف قيمة العلاج وينتظر حتى يأتي دوره، الكثير من المعسرين ممن
أصابهم داء السرطان يعانون أياماً سوداء مأساوية لا يستطيع أحد منا تخيل حجم
المعاناة والظلم الذي تعيشه هذه الأسر المغلوبة على أمرها، حتى رجال الخير لا ندري
ما الذي أصابهم فقد ندر تواجدهم وندر إحسانهم، لا ندري أي ظروف تجعل من الأغنياء
ومن من الله عليهم بالرزق يتجاهلون فئة الفقراء الذين يعانون مرارة العيش في ظل
سرطان شغلهم حتى عن الكفاح من أجل توفير لقمة عيش يسدون بها رمق أطفالهم الجياع
المنكوبين بداء السرطان،ما أصعب رؤية دموع الفقر والحرمان والفاقة في وجه أب ينظر
إلى فلذة كبده يصارع الموت مظلوماً لا يملك ذلك الأب إلا أن يدعو لفلذة كبده بالموت
العاجل الذي يرى انه أنجح وسيلة ليرتاح طفله ويتركه لمعانات ألم الفراق والتقصير
الذي أكره عليه ذلك الأب، بينما هناك أطفال بمجرد إصابتهم بشيء من الحمى ينقلون إلى
خارج الوطن خوفاً عليهم من مضاعفات وما إلى ذلك،ما أجمل هذه الرحمة والإنسانية لو
كانت لأسرة فقيرة يعاني أحد أطفالها ورماً خبيثاً أضنى وهد وحطم كيان تلك الأسرة
المسكينة، نحن لا نحسد من يلدون وعلى أفواههم ملاعق من ذهب،إنما نبغض ونمقت أوضاعاً
مزرية وأخلاقاً غائبة أضاعت من مجتمعنا الشعور بالأمانة والمسؤولية، أمراض الدم
والأورام تنتشر في مجتمعنا بصورة هستيرية لا تقل عن تلك الصورة الغائبة للجهات
المعنية في مجتمعنا،وهنا سؤال يطرح نفسه لم تستطع حكومتنا بجهاتها المعنية الحد من
انتشار وتفشي حمى الضنك فهل بمقدورها درء ولو جزء يسير من معاناة المجتمع إزاء
كارثة أمراض الدم والأورام (السرطان)؟! وهل بمقدور الجهات المعنية الأخرى اتخاذ
إجراءات وقائية وقانونية رادعة ضد مستوردي وبائعي ومستخدمي المبيدات الزراعية
القاتلة والتي تعتبر من أهم أسباب أمراض السرطان المتعددة؟!إننا بحاجة ماسة من
وزاراتنا ومسؤولينا إلى استشعار مسؤولياتهم تجاه المجتمع حتى وإن كلفهم ذلك الكثير
من التنازلات والتقشف، فحياة الناس هي الأغلى ورسم البسمة على شفاه البسطاء هي
الأسمى والأبقى.
مرة أخرى ما أصعب أن يحرم السرطان أطفالاً دفئ أحضان والدهم ،أو
يحرم الوالد براءة طفل طالما أزالت منه ابتسامته تعب كفاح الحياة.
وقفة رحم الله
فقيد الوطن والأمة أستاذي القدير فارس الإعلام يحيى علاو ونسأل الله العلي القدير
أن يتغمده بواسع رحمته وأن يرزقنا وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا
إليه راجعون وحسبنا لله ونعم الوكيل" aldahiad@yahoo.com