الجفري
رسوم أطفالنا قد تكون النواة شخصية يمنية فنية تشكيلية لأنها تعكس الرموز الفنية التي تظهر في رسوم أطفالنا
قد تكون النواة شخصية يمنية فنية تشكيلية لأنها تعكس بتلقائية سمات البيئة اليمنية
بحسن صادق غير مفتعل،هذه الرموز الفنية للأسف الشديد لا تستمر طويلاً حيث يبدأ
الإهمال في المدرسة والبيت في إفساد كيانها وهدفها لأن هذه الرموز الفنية لم تجد يد
يفهمها ويرعاها ويوجهها في المدرسة والبيت وبهذا لا تأخذ هذه الرموز خيطها
في النمو بل غالباً ما ينتهي الأمر إلى ذبولها ويبدو ذلك واضحاً من خلال رسوم
الأطفال التي نشاهدها في رياض الأطفال وكذا مدارس التعليم الأساسي في بلادنا
فغالباً ما يلاحظ فيها نوعاً من الترديد والنقل الآتي لبعض الرسوم في الكتب
والمجلات وخاصة ما هو مرتبط بالأطفال من رسوم كاريكاتيرية مثل رسوم "ميكي ماوس"
و"سوبر مان" وغيرها التي هي بعيدة الطابع اليمني فتتحول الرموز الفنية الخاصة
بالأطفال إلى أشكال مصطنعة أكثر منها تلقائية وعفوية وليس فيها أي نوع من الابتكار
وخالية من الانفعالات الصادقة مفتقدة الأصالة في التعبير وعلينا أن ننوه هنا بأنه
لا يمكن النظر إلى فن تشكيلي يمني معاصر فجأة بدون تمهيد له، لهذا يجب للعوامل
الثقافية والتربوية والفنية الموجهة من قبل معلم مادة التربية الفنية في مدارسنا أن
تأخذ طريقها منذ الطفولة الأولى وأن يولي معلم مادة التربية الفنية عناية كاملة
بفنون أطفاله باعتبارها البداية أو البذرة الأولى التي يمكن أن تتبلور إذا هيأت لها
البيئة المناسبة التي ترعاها وتعمل على استمرارها وليس في ذلك مغالاة أو تصعب منا
بل مسايرة لمنطق العلم الحديث نفسه فخير بداية للحفاظ على مقومات الشخصية اليمنية
الفنية التشكيلية وحمايتها من التبعية أو الضياع تكون بإحاطة فنون أطفالنا بمزيد من
الرعاية وذلك عن طريق الاهتمام بمادة التربية الفنية في ممارستنا حتى تحمل الرسوم
الفنية التي تظهر في رسوم أطفالنا مقومات فنية وبيئية يمنية يمكن من خلالها أن
ينبثق خط سير يبلور ويؤكد المدخل الجديد في رسم اليمن المعاصر.