علي
الربيعي
الربيعي
قليل لو قلنا إنها بلاد تمطر سماها
الإحباطات بلا توقف وقليل لو قلنا أن كل شيء فيها يدخل الإنسان في شك ممرض ومضطرب
يتجاوز ما عناه الفيلسوف العظيم "أبو حامد الغزالي" في إحدى مراحل حياته عندما خاض
في بحور الفلسفة بأنواعها من اليونانية إلى الهندية إلى الفارسية إلى فلسفة الفرق
المختلفة التي ظهرت في العالم الإسلامي كالمعتزلة والباطنية والصوفية وغيرها حتى
كاد أن يصاب بالجنوب وبقي طريح الفراش مدة لا تقل عن ستة أشهر.
هذا هو حال الكثير من الطلاب الذين تخرجوا من
الثانوية العامة القسم العلمي بتفوق ومعدلات مرتفعة كانت فوق التسعين في المائة بعد
شهر الليالي وهموم الدراسة ومعاناة السنين والذي كان يحدوهم الأمل في دخول الجامعة
تلك الجامعة التي أوصدت الأبواب أمامهم ووضعت العراقيل والحواجز أمام طموحهم
وتقدمهم وأطفأت آخر ضوء خافت وباهت كانوا ينظرون إليه بعيون الأمل عله يضيء النفق
المظلم الذي رافق مسيرة تعليمهم الذي استنفذ الكثير من الطاقات والجهد والتعب
المرافق لدراستهم.
جهد الطالب المضاعف والحرص على التحصيل والدروس الخصوصية
والإنفاق الذي يكاد يخرج من بين فرث ودم على تلك الدروس وحريق الأعصاب كل ذلك ذهب
في مهب الريح، والكلام هنا عن الذين تخرجوا من الثانويات النموذجية والذين كان
تحصيلهم التراكمي عالي طوال سنوات الدراسة ونتيجتهم العامة كانت بجهدهم وعرقهم لا
بغشهم وفهلوتهم، راجعوا كل المفردات المطلوبة التي حددها دليل القبول الذي وضعته
الجامعة وعلى الرغم من ذلك كله خانهم الحظ أو خانتهم السياسية التي تتبعها الجامعة،
وحتى لا يظن القارئ أنهم تقدموا للامتحانات في جامعة أكسفورد أو الساربون أو هارفرد
فيبرر الفشل والصعوبة ولكنهم تهربوا من الثانوية في اليمن وتقدموا للامتحانات في
جامعتي صنعاء وعدن ولكن الزمن وأهله غدر بهم.
هؤلاء الذين ظنوا أن تفوقهم وتعبهم
وتحصيلهم سيشفع لهم في دخول جامعة قد لا تقل بؤساً عن التعليم العام إن لم تكن أكثر
تعاسة وبؤساً.
فشل الذين يدرسون في الثانويات النموذجية كالبيحاني وغيرها وهم
الذين يدرسون المقررات من الجلدة إلى الجلدة كما يقال ويحضرون حصص التعليم كاملة
وربما الذين نجحوا بعض من يدرسون في مدارس الحصتين والثلاث في اليوم هبت عليهم رياح
العبقرية لحظة امتحانات القبول فأجابوا على كل الأسئلة وأضافوا عليها من عندهم
وطورها.
أو ربما هي ضربات حظ لا تبتعد كثيراً عن اليانصيب، العملية جعلت هؤلاء
الخريجون يعيشون حالات الشك والريبة خصوصاً مع غياب المنطق المعدوم في وضع أسئلة
الامتحانات أما بصورة غير واضحة أو بعيدة عما درسوه أو من خارج المنهج كما يقول
الطلاب.
وإذا كان الحال هكذا فما الفائدة من دراسة المنهج التعليمي وما الفائدة
من امتحانات القبول التي تطرح أسئلة لا يفهمها أذكياء الطلاب أو لم تمر عليهم في
دراستهم أو مناهجهم؟ وسؤال نوجهه للجامعة هل امتحانات القبول في الجامعة مسابقة
ثقافية تعتمد على الثقافة أم على منهج ومعرفة تراكمية من سنوات الدراسة ومن صميم
المنهج؟ العملية غير مفهومة ولا واضحة في كيفية وضع الأسئلة وفي كيفية النجاح
والتفوق في القبول والأسس والمقاييس التي تحددها الجامعة والشروط التي على ضوئها
ينجح المتقدمون وخصوصاً ونحن في بلد المعجزات وكل شيء جائز وكل شيء ممكن، لا تستغرب
أن تتبدل الأحوال وتنقلب الأشياء وتنعكس المعطيات فقد ينجح الفاشل ويفشل الناجح لا
بمقاسات العالم ولكن بمقاييسنا ومفاهيمنا التي عطلت المقاييس وعطلت المفاهيم وكان
الله في عون طلابنا في حياتهم ومستقبل أيامهم.
الإحباطات بلا توقف وقليل لو قلنا أن كل شيء فيها يدخل الإنسان في شك ممرض ومضطرب
يتجاوز ما عناه الفيلسوف العظيم "أبو حامد الغزالي" في إحدى مراحل حياته عندما خاض
في بحور الفلسفة بأنواعها من اليونانية إلى الهندية إلى الفارسية إلى فلسفة الفرق
المختلفة التي ظهرت في العالم الإسلامي كالمعتزلة والباطنية والصوفية وغيرها حتى
كاد أن يصاب بالجنوب وبقي طريح الفراش مدة لا تقل عن ستة أشهر.
هذا هو حال الكثير من الطلاب الذين تخرجوا من
الثانوية العامة القسم العلمي بتفوق ومعدلات مرتفعة كانت فوق التسعين في المائة بعد
شهر الليالي وهموم الدراسة ومعاناة السنين والذي كان يحدوهم الأمل في دخول الجامعة
تلك الجامعة التي أوصدت الأبواب أمامهم ووضعت العراقيل والحواجز أمام طموحهم
وتقدمهم وأطفأت آخر ضوء خافت وباهت كانوا ينظرون إليه بعيون الأمل عله يضيء النفق
المظلم الذي رافق مسيرة تعليمهم الذي استنفذ الكثير من الطاقات والجهد والتعب
المرافق لدراستهم.
جهد الطالب المضاعف والحرص على التحصيل والدروس الخصوصية
والإنفاق الذي يكاد يخرج من بين فرث ودم على تلك الدروس وحريق الأعصاب كل ذلك ذهب
في مهب الريح، والكلام هنا عن الذين تخرجوا من الثانويات النموذجية والذين كان
تحصيلهم التراكمي عالي طوال سنوات الدراسة ونتيجتهم العامة كانت بجهدهم وعرقهم لا
بغشهم وفهلوتهم، راجعوا كل المفردات المطلوبة التي حددها دليل القبول الذي وضعته
الجامعة وعلى الرغم من ذلك كله خانهم الحظ أو خانتهم السياسية التي تتبعها الجامعة،
وحتى لا يظن القارئ أنهم تقدموا للامتحانات في جامعة أكسفورد أو الساربون أو هارفرد
فيبرر الفشل والصعوبة ولكنهم تهربوا من الثانوية في اليمن وتقدموا للامتحانات في
جامعتي صنعاء وعدن ولكن الزمن وأهله غدر بهم.
هؤلاء الذين ظنوا أن تفوقهم وتعبهم
وتحصيلهم سيشفع لهم في دخول جامعة قد لا تقل بؤساً عن التعليم العام إن لم تكن أكثر
تعاسة وبؤساً.
فشل الذين يدرسون في الثانويات النموذجية كالبيحاني وغيرها وهم
الذين يدرسون المقررات من الجلدة إلى الجلدة كما يقال ويحضرون حصص التعليم كاملة
وربما الذين نجحوا بعض من يدرسون في مدارس الحصتين والثلاث في اليوم هبت عليهم رياح
العبقرية لحظة امتحانات القبول فأجابوا على كل الأسئلة وأضافوا عليها من عندهم
وطورها.
أو ربما هي ضربات حظ لا تبتعد كثيراً عن اليانصيب، العملية جعلت هؤلاء
الخريجون يعيشون حالات الشك والريبة خصوصاً مع غياب المنطق المعدوم في وضع أسئلة
الامتحانات أما بصورة غير واضحة أو بعيدة عما درسوه أو من خارج المنهج كما يقول
الطلاب.
وإذا كان الحال هكذا فما الفائدة من دراسة المنهج التعليمي وما الفائدة
من امتحانات القبول التي تطرح أسئلة لا يفهمها أذكياء الطلاب أو لم تمر عليهم في
دراستهم أو مناهجهم؟ وسؤال نوجهه للجامعة هل امتحانات القبول في الجامعة مسابقة
ثقافية تعتمد على الثقافة أم على منهج ومعرفة تراكمية من سنوات الدراسة ومن صميم
المنهج؟ العملية غير مفهومة ولا واضحة في كيفية وضع الأسئلة وفي كيفية النجاح
والتفوق في القبول والأسس والمقاييس التي تحددها الجامعة والشروط التي على ضوئها
ينجح المتقدمون وخصوصاً ونحن في بلد المعجزات وكل شيء جائز وكل شيء ممكن، لا تستغرب
أن تتبدل الأحوال وتنقلب الأشياء وتنعكس المعطيات فقد ينجح الفاشل ويفشل الناجح لا
بمقاسات العالم ولكن بمقاييسنا ومفاهيمنا التي عطلت المقاييس وعطلت المفاهيم وكان
الله في عون طلابنا في حياتهم ومستقبل أيامهم.