قاطع طريق ويصلي:
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس ، ورأيت نفس الشخص اللص يصلي في المسجد ، فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى ، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك .
- فقال السارق: يا إمام ، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة ، فأحببت أن أترك باباً واحداً مفتوحاً.
وبعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج ، وأثناء طوافي رأيت رجلاً متعلقاً بأستار الكعبة يقول:
تبت إليك .. ارحمني .. لن أعود إلى معصيتك ..
فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه ، فوجدته لص الأمس فقلت في نفسي: ترك بابا مفتوحاً ففتح الله له كل الأبواب .
من الأخطاء التي نقع فيها مع انفسنا ومع غيرنا أننا إذا أغلقنا باباً عمدنا إلى إغلاق كل الأبواب الباقية , فإذا رأينا شاباً قاطعاً لرحمه أو عاقا لوالديه أو حتى شارباً للخمر لكنه يحافظ على صلاته قلنا له " ليش عادك تصلي اترك الصلاة أحسن لك " ، وإذا رأينا إنسان منفقاً أو باراً ومتصدقاً كريماً لكنه لا يصلي قلنا له اترك الصدقة أنت قاطع صلاة ما تنفعك الصدقة ، وإذا اغتبنا تركنا قيام الليل , وإذا تأخرنا عن صلاة الفجر فلن نصل ركعتي الضحى.
لماذا نريد أن نقطع كل الحبال ونغلق كل الأبواب لماذا لا نجعل بيننا وبين الله باباً مفتوحاً عله سبحانه يفتح لنا كل الأبواب، لماذا لا نزاحم الحسنات بالسيئات ونشجع كل من يعمل الخير وإن كان مقصراً أو حتى فاسقاً.
ونص البلاء ولا كله كما يقولون ، والواجب والمفروض إذا قصر العبد في عمل أن يجتهد في أعمال أخرى , والعبد يوم القيامة إذا نقصت فروضه يقول تعالى انظروا هل لعبدي من نوافل.
سمعت أن راقصة أتت إلى أحد المشائخ وقالت له : أنا يا شيخ أريد أن ألبس الحجاب والتزم بالصلاة ولكن لا استطيع أن أترك الرقص.
بالله عليكم لو واحد مكان الشيخ ماذا سيقول لها؟
طبعاً سنقول : أيش من حجاب أيش من طلي رقاصة وتتكلم عن الحجاب.
أما الشيخ فقد قال لها : ممكن جداً.
فما مرت شهور إلا والراقصة تائبة إلى الله تعالى.
وقبل الشيخ الفاضل جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له أريد أن أدخل في الإسلام ولكني لا أستطيع ترك شرب الخمر ، فلم يمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : نعم ولكن لا تكذب.
فكان الشاب إذا هم بشرب الخمر تذكر أنه سيقابل رسول الله وأنه سيسأله هل شربت اليوم خمراً؟ ولن يستطيع الكذب , وهو يستحي أن يعترف بذلك أمامه وما هي إلا أيام وترك الشاب شرب الخمر نهائياً.
باب الدعوة يفتح كل الأبواب:
يقول الأستاذ خالد أبو شادي: إن الخطايا ليست عذراً للتحلل من الولاء للدين , وليست قيداً يمنع من نصرته والغيرة عليه, فمهما كان فيك من سوء فلا شك أن فيك بقية خير تستطيع أن تدعو غيرك إليه, إن كنت تنظر إلى الحرام لكنك مصلٍ فادع غيرك إلى الصلاة ، وإن كنت تاركاً لصلاة الجماعة لكنك تمسك لسانك عن الحرام فادع غيرك إلى تطهير لسانه ، وأن كنت مفرطاً في كلامك لكنك تدفع زكاة مالك فادع غيرك لتطهير ماله ، وهكذا لن تعدم خيراً في نفسك تدعو إليه مهما كنت.
وليس معنى هذا أن أبرر لصاحب الخطيئة خطيئته أو أهون عليه قدر معصيته , بل معناه إنني أدعو العاصي إلى إصلاح نفسه وعدم اليأس.
أخي لا تبك كثيراً على الأطلال , واعلم أن المعاصي حجارة تعترض طريقك إلى الله تعالى , فبدلاً من أن تتعثر بها قم بجمعها وابن بها سلماً ترتقي به مدارج الفلاح , ولا تلتفت إلى كبوات الماضي فإنها بوادر النجاح اليوم".
لا تدري ما يدخلك الجنة:
رأى إمام المسجد أن فلاناً من الناس من أهل الجنة ، ولم يكن الشخص ذا زيادة في العمل ، فأمسكه الإمام وقال له رأيت في المنام أنك من أهل الجنة فماذا تعمل.
رفض الشخص إخباره ، لكن مع إصرار إمام المسجد ،وافق الشخص بشرط ألا يذكر اسمه وأنه لن يقول هذه القصة إلا للفائدة فقط يرجو بها عفو الله..
يقول: تزوجت وأخذت عروسي فإذا بها حامل في الشهر الثاني أو الثالث طبعا من شخص آخر فسترت عليها وأخفيتها عن أهلي وأهلها لكي لا يعرفوا من أمرها شيئا فتفتضح المسكينة !
فمنعت أن يزورها أو أن تزور أحدا .. حتى جاءت ساعة الوضع فأحضرت لها امرأة لتساعدها في الوضع.
ثم أخذت الطفل ووضعته عند باب المسجد.. وكانت الساعة حينها الثالثة أو الثانية فجرا ،وعندما أذن الفجر خرجت إلى المسجد وإذا بالناس قد تجمعوا حول الطفل وعرفت منهم الخبر ،فقلت للناس أنا أكفل هذا الطفل اليتيم وأشهد عليه الناس وأخذته إلى بيتي ، وعند خروج زوجته من النفاس أحضر شيخاً وشهوداً من غير مدينته وعقد له قرآنه من زوجته من جديد .
يقول وهي الآن زوجتي وأم عيالي ولا أحد يعرف بهذا الشيء من سنوات عديدة.
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail.c0m