;
د. عمر عبد العزيز
د. عمر عبد العزيز

اليمن بعد خليجي ?20 1898

2010-12-27 02:02:01


النجاح التنظيمي المشهود لخليجي عشرين، كان مناسبة استثنائية لاستعادة اليقين بأن اليمن قادرة على أن ترتقي إلى المثابة التي تستحقها بامتياز، فالجمهورية اليمنية تتوفّر اليوم على كل المُقدمات التي تساعدها على التحليق نحو آفاق أكثر نماء وتطوراً، والتراكم الكمي والنوعي على خطوط الخبرة والمعرفة والجدل الخلاق، يمكنه أن يكون مثمراً إذا توجه إلى المسار الصحيح.
أثبتت تجربة خليجي عشرين أن الدنيا بألف خير، طالما حسنت النية وتم استبعاد أسباب الفرقة والشتات، وتمسّك الجميع بالوحدة الوطنية القائمة على التنوع والمشاركة ودولة النظام والقانون، وكان الخيار اللا مركزي في الإدارة والتسيير بمثابة رافعة لمؤسسة لم تعد بحاجة إلى نظام الدولة البسيطة المُحتقنة بالمركزية الشديدة.
بعض فرقاء الساحة السياسية اليمنية ما زال مهجوساً بعقلية الشمول السياسي، ولا يستطيعون التفريق بين الصيغ الاتحادية المختلفة، مُتناسين أن الدولة الاتحادية العصرية المُركّبة ليست ذات صبغة واحدة، ولا هي دولة مفارقة لنواميس التاريخ والجغرافيا، بل العكس تماماً، ذلك أن الدولة الاتحادية تتناسب طرداً مع المكونات التاريخية الموصولة بالحقائق الموضوعية، كما أنها توسع ملعب المشاركة الشعبية في تحديد مصائر الأوطان، وتجعل المباراة الحرة بين أقاليمها المختلفة سبباً للنماء وإعادة إنتاج الحياة المادية والروحية، بسويّة تتناسب مع سوية البلاد والعباد.
كان خليجي عشرين مناسبة لتلمس هذه الحقيقة عن كثب، والدليل أن الرئيس علي عبد الله صالح وجه من عدن بنقل ?3 وزارات إلى العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، بحسب ما تداوله بعض الأوساط العليمة.
لم تكن مناسبة البطولة الكروية الخليجية مجرد إظهار للقابليات التنظيمية والإدارية، وسبباً للتمهرُج الفولكلوري اليمني على أهميته، بل شكّلت منصة انطلاق مؤكدة لخيارات جديدة ومتجددة، أجْدى من الجدل البيزنطي الذي استهلك العباد والبلاد. فالبنية التحتية التي تم تشييدها عطفاً على المناسبة واستعداداً لها، لا بد وأن يستمر تفعيلها على قاعدة ترجمة توجيهات رئاسية قضت بإقامة دوري كروي لبلدان شرق إفريقيا، وآخر للبلدان المتشاطئة على البحر الأحمر.
وقد كان لمشاركة رئيسي اريتريا وجيبوتي في حفل الافتتاح لخليجي عشرين مغزىً عميق، فاليمن تمثل نقطة التقاء تاريخي للعلاقات العربية الإفريقية، فيما يُمثل شرق إفريقيا بُعداً استراتيجيا لليمن والجزيرة العربية منذ قديم الأزل، كما أن المناسبة الرياضية التي ترافقت مع حضور الرئيسين أسياسي أفورقي، وإسماعيل عمر جيلي، دللت على ذات المعنى، فاليمن يمثل العمق الأكبر لبلدان الجزيرة العربية، كما يمثل حالة خاصة في العلاقات العربية الإفريقية.
ما بعد «خليجي عشرين» أهم في تقديري مما سبق، الأمر الذي يضع على الإدارة المحلية في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، مسؤولية استثنائية في كيفية الاستفادة المُثلى من البنية التحتية المتينة لحركة رياضية مزدهرة، يمنياً وإقليمياً، وليس أمام القيادة المحلية للمحافظة سوى خيار الإسراع في تنفيذ مشروع إقامة دوري بلدان شرق إفريقيا، واستتباعاً إقامة دوري البلدان المتشاطئة على البحر الأحمر، والعمل على بلورة مرئيات نقل بعض الوزارات إلى عدن.

نقلاً عن البيان الإماراتية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد